إلتباس (oneshot)

147 11 0
                                    

تحذير: تروي القصة حياة سادومازوخية. ولكنها لا تصوّر أي مشهد عنيف.

استقام المعلم حاملاً عصاه ليبدأ جولته التفقدية، سرعان ما انطلق الصراخ عالياً، بعضه خوف وبعضه ألم، انكمشت ملامحي بتوتر بالرغم من اطمئناني لحقيقة أن سلاحه القاسي محرم على جلدي.

"هل أنهيتَ عملك؟". توقف أمامي يطرح سؤاله بحزم.

أومأت أمده بالوردة المحاكة حمراء اللون، ثم وقفت أعقد يداي خلف ظهري غارساً أظافري في لحمي بينما أسمعه يهمهم، ليس راضٍ تماماً ولكنه غير مستاء.

"هذا جيد، ما تزال بحاجة لبعض التدريب"

قال وهمّ بالسير مجدداً لولا أني قاطعته أحاول استعادة صنيعتي، رفع يده أمامي يوقفني ثم تحدث ببرود: "عهد عليّ سأروّضك جيداً. أما وردتك فسترسلها المدرسة مع التقرير الأسبوعي. اجلس".

رميت نفسي على مقعدي بفقدان أمل.
إذاً، فهو لن يزورني. مجدداً...

زميلتي في الطاولة المجاورة لكزتني لألتفت أسمع همسها: "لا تحزن. سيحبها أؤكد لك".

ابتسمتُ لها: "أتمنى ذلك".

انتهى درس الحياكة لهذا اليوم، قاطع حارس طريقنا، ودعت صديقتي وانضممت له يصطحبني إلى وجهة أعرفها جيداً، درس الأدب.

هل ظننتم أني سأدرس الأدب والشعر وهذه الأشياء الجميلة؟ سأفعل في وقت لاحق، ولكن ما أعنيه الآن هو نوع آخر من الأدب.

الرجل الضخم أشار إلى كابينة استحمام قريبة، سلمته أغراضي وبقي ينتظرني خارجاً.

بصري وقع على قميص مفرّغ عريض وطويل مع طوق معدني مدبب أخافني مظهره فتركته، أتمنى فقط ألا تكون كارهتي في الداخل فهي لن تتساهل معي أبداً إن علمت أني تجاهلت الطوق ولم أضعه.
خاطرة مزعجة عبرت ذهني، أين المعطف؟
بحثت في كل مكان ولم أجد شيئاً.
إذاً، عليّ أن أخرج هكذا؟ حقاً؟.

تهيأ إليّ أن انعكاسي في المرآة يسخر مني. لا لن أخرج بهذه الهيئة!.
تقدمت نحو الباب أطرقه بقوة صارخاً فأتاني الحارس ولكني صرفته. أريد مَن يملك حلاً.

"ما الذي تعتقد أنك تفعله؟" كارهتي جاءت تهسهس وتلوح أمامي بسوطها الرفيع المخيف فتراجعت قليلاً ولكني أجبتها بإصرار: "كما ترين. أحتاج إلى معطف".

"هل تظن أنك في منزل سيدك؟ اخرج حالاً وإلا لوّنتك بسوطي هذا"
صراخها أجفلني وقفزت بصدمة أبتعد عن الأفعى اللاسعة التي أوشكت أن تطبع قبلتها على كتفي.

Short stories | LGBTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن