Show? - 3 -

154 20 0
                                    

أخفض فابيو صوت الأغنية ذات الموسيقى الهادئة المشغّلة في التلفاز، لأنّها لم تُفد في شيء سوى في مضاعفة توتره.

اليوم أي بعد ثلاثة أيام من الحادثة اتصل جون به أخيراً قائلاً إنّ حديثاً مهماً يجب أن يخوضا فيه؛ منبّهاً أنّه لم يسامحه بعد.

وحسن، غضب الآخر ليس بمزحة. فابيو في قرارة نفسه يعلم..

رغم أنّه ادّعى الهدوء طوال السّاعات الفائتة يخبر لونا في كل مرة تفتتح بها الفتاة الحديث أنّ جون بالتأكيد يريد أن يصالحه؛ وأنّ غضبه وإن تصاعد لن يصل لحدّ لا يسعه عنده احتماله.

هو أخطأ وعليه أن يتحمّل العاقبة مهما كانت.

ولكن بالتفكير بالأمر، وبالنظر إلى مواقف مشابهة ماضية، عقاب جون ليس بهيّن.
هو يعترف لنفسه على الأقل بهذه الحقيقة..

ارتعش بدن فابيو بأكمله يستفيق من ذكرياته الغير لطيفة على مفاتيح مَن يشغل ذهنه تتصادم بقرب الباب.

هي أشبه بعادة لدى الآخر، هو يخطئ متعمداً في كلمة المرور أو يصدر أصواتاً بالمفاتيح كالآن قبل أن يدخل.

استقام فابيو يخطو باتجاه الباب يرتب خصلاته المنسدلة مقابل المرآة ثم هو أخفض رأسه ما أن قرر الآخر أن ينهي سلسلة فشله، ليفتح القفل أخيراً يجتاز العتبة محافظاً على صمته مغلقاً الباب بهدوء موتر لأعصاب الشاب المنتظِر.

مرّ جون بالمخفِض لبصره يتخطّاه بعد أن خلع حذائه مستبدلاً إياه بخاصة المنزل، يلقي نظرات مقتضبة على فابيو بين الفينة والأخرى.

حين تم تجاهله هزّ فابيو رأسه يتوجه إلى المطبخ ليعدّ مشروباً ما، لطالما نجحت عصائره المبتكرة في تهدئة الآخر وهو لن يضيّع فرصة واحدة من يده..

مشغّلاً الخلاط الكهربائي حاول فابيو استراق النظر إلى الجالس في غرفة المعيشة يعبث بهاتفه وكان بوقت ما قد ضبط التلفاز على مستوى صوت يسمح للنغمات المتتالية بغمر المكان جنباً إلى جنب مع الصوت المزعج المتقطّع من المطبخ.

عندما لاحت هيئة الشاب بالكوب الزجاجي في يده أمامه تبسّم جون يعلم أنّ محبوبه لن يجرؤ على مبادلته التحديق الآن.

تزامناً مع وصول فابيو إليه هو رفع قدم فوق الأخرى يراقب الأصغر يقف أمامه يمدّ ساعده بالكأس متظاهراً بالتركيز التام في تأمل الشرفة بجانبه.

قهقه جون تحت أنفاسه مستمتعاً بمظهر الآخر الخجل والخائف؛ وبذات الوقت كان مشتاقاً تحيد نظراته صوبه رغماً عنه.

Short stories | LGBTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن