عادت لوقعها وهي تشهق، تبكي نادمة لتجد يد أبنتها تربت عليها بمواساة قائلة :
يكفي بكاء إن لم يكن بوسعك التكملة، فأرتاحي الأن وغدًا نكمل
أخذت المحرمة الورقية من يد أبنتها وهي تمسح عيناها ، وتقول رافضة إقتراحها:
بل سأكمل حتى تعلمي لما أسرد عليكي الأن قصتي من الماضي
تنهَدت سجي وهي تجد أصرار والدتها على سرد تلك القصة التي تخشي أن تصل لنهايتها، ولكنها شعرت بالفضول فطالبتها بالتكملة:
ثم ماذا حدث بعد مغادرتك ، هل عدتي إليه مجددًا؟!
أبتسمت لها وهي تحتضنها وتقربها منها ، وتمسح على شعرها قائلة :
نعم عدت ، ولكن لم أدخل إلى البرنامج ، ولكن عدت أحادثه بالدردشة الخاصة بنا ، كان يرسل ليّ صوته وأرسل له صوتي ..
وغابت مع ذكرياتها، وهي تبتسم على مراهقة كانت تحلم بالفارس، وتصادفت برؤيته في مكان كان يجب تدرك بأنه لا وجود للصدق به .
₪₪₪₪₪
أرسلت له رسالة نصية على الخاص به تعلمه برجوعها
· لقد عدت ياعبيد !!
كان ينتظرها وهو متحمس وعندما رأى رسالتها اعتدل بجلسته ورد عليها برسالة صوتيه :
· أهلا بعودتك حبيبتي
شعرت بقلبها يحلق من السعادة ، والكلمة تطرب اذنيها، ولكنها قررت تجاهل ماقال لتدخل بحديث أخر سائلة :
· ماذا أكلت؟! لو أكلة بسيطة أستطيع تعلمها فقلها ليّ بالمقادير والطريقة، حتى أعدها لهم بالبيت!!
كان يعلم بأنها لن تتقبل مشاعره وتعترف بسهولة ، لذلك لم يتعجب من تغيرها للحديث، ولكنه لن يستسلم فأجابها وهو يصور لها الأطباق التي كان يأكل منها، ويصف لها الطعم وأسمها، ولأنها من بلد مختلف تنجذب بطبيعتها لأكلتهم مثل غيرها من السائحين ، وعندما أنتهي من الوصف أطربها بأعترافه مجددًا:
· بيان أنا أحبك
كانت تستمع لشرحه وترى الصور وهي تريد المزيد حتى تتعلم كل مايحب، رغم أنها تحلم بالمستحيل ولكنها تتخيل نفسها تعد له الأكلات التي يحبها، عادت من تخيلاتها على تكراره لاعترافه الذى اذاب الباقي من قوتها الهشة، ولكنها ستواجهه لذلك تنهَدت وهي توجه إليه السؤال الذى تراهن عليه :
· عبيد أنت تعرف بأن تعارفنا كان محض صدفة، وأننا لم نرى بعض حتى الأن ؛ أو بالأحرى أنت لم تراني كيف تقول بأنك أحببتني ؟!
فرح جدًا بأنها إتخذت طريق المواجهة بينهم؛ وإمتنعت عن التهرب منه، فقال هائمًا مرسل صوته لتشقعر من حنانه المتدفق به، وهو يخفض صوته :
· الحب هو التقاء روحين والأرواح لا عمر لها ، لم أنجذب لهيئتك الخارجية التي لم أراها بعد، ولكن أنا أكيد بأنك أجمل أنسانة من الممكن أن أقابلها، أنجذبت إلى عقليتك ورقتك وروحك الجميلة إذًا مالمانع بأن تتحول صداقتنا إلى حب؟!
كانت تستمع له وتعقل الكلمات برأسها، كلامه المعسول يوترها ولكن لن يخفف من مخاوفها لذلك سألته بوضوح حتى تستمع لأجابة تريحها:
· مانهاية الحب هذا وأنت من بلد وأنا من بلد؟! الن تقلل من شأني في يومًا لتعارفنا هنا ؟ أتثق بي وتأمني على بيتك وشرفك ؟!
كان يستمع لها ويعلم بالصعوبة التي تواجه في إقناعها بحبه، رغم بأنه يكره أن يقيد بامرأة واحدة بحياته، ولكنه لا يرى ضرر من المحاولة، لأنه لا يريد خسارتها فصارحها بما يشعر به تجاهها:
· أعلم مدى صعوبة تقبلك للأمر، ولكن ياليت لو تبادلينى نصف ماأشعر به تجاهك، سأحارب كل العوائق التي ستقف أمامنا فأنا ميسور الحال كما تعلمين، لذا سأحقق لكي كل ماتتمني فقط إشارة من يدك، أنا أثق بك من أخلاقك، ولكننا نحتاج فترة تعارف وتمهيد لحياتنا القادمة، تتقبلي ماأنا عليه، وأتقبل مأنتِ عليه، مارأيك حبيبتي؟!
كانت حائرة لا تعلم هل تستجيب له أم لا ولكن لا ضرر من المحاولة ، ستضع له حد في المعاملة، ولن تتساهل معه لأنها أعطته الموافقة لذا قالت قرارها وهي على يقين بأنه سيسعد به:
· إن وافقتك وقررت أن أتقبل مشاعرك، لن ترغمني على أشياء ليست في مقدورى تلبيتها لك، وستتقبل رفضي لأشياء تخصك لم أقبلها !!
عندما استمع لموافقتها حلق من السعادة صارخًا، لتدخل عليه غرفته أخته الصغيرة تنظر له ببلاهة وتجد أخيها الأكبر يجاورها ومن ورائهم والديهم ينظرون له بدهشة ،ليكون أول مُتَسَائِل هو والده قائلاً:
ماذا هناك ياعبيد؟! لما الصراخ ياابني؟!
التفت عبيد برأسه ليرى الباب على مصراعيه وجميع عائلته متجمعة ، ضحك بصوت عالي يريد أن يخبرهم ، ولكن سيتنظر اللحظة المناسبة؛ فقال مراوغًا :
· كنت أشاهد مبارة كورة قدم وتحمست كثيرًا، عذرًا لقد تسببت لكم بالأزعاج سأنتبه المرة القادمة.
كانت والداته تنظر له وتجد عيناه تلمع من السعادة فعلمت بأن هناك فتاة بحياته، وستحاول أن تعلم منه من هي وتتعرف عليها بأسرع وقت، حتى ترى أحفادها قريبًا، فعادت أدراجها وهي مبتسمة ، ليذهب الجميع وراءها ويغلق والداه عليه الباب عاد لهاتفه وبعث إليها رسالة صوتيه يطالبها بسماع اعترافها بصوتها:
· بيان هل تحبيني أم مشاعرك مجرد أنجذاب ؟!
كانت تخشي أن يطالبها باعتراف مماثل وهي ليست لديها الشجاعة، حتى تعترف مثله ولكن يجب أن يعلم بأنها تبادله نفس المشاعر، لذلك تركت الخجل الذى سيضيع عليها اللحظة وقالتها في فورة شجاعة مؤقتة وأرسلتها بصوتها:
· نعم أبادلك مشاعرك ياحبيبي
لم يصد ق اذانيه وهو يسمعها بصوتها ، ليعيد سماعالمقطع تكررًا ، وهو يشعر بأنه أخيرًا فاز بقلبها.
أنت تقرأ
لقاء سوبر
Romanceإستقامت جالسة لتنظر إلى لساعة التي تشير للواحدة صباحًا، تتأفف من الروتين المعتاد، ولأنها تريد الهرب من كل مايشتت عقلها ؛ فكانت حائرة بكيفية الترفيه على نفسها، فأمسكت الهاتف وظلت تتنقل بين البرامج؛ وهي تفكر بأنها لا تريد الألعاب المملة، فدخلت لبرنامج...