الفصل الثالث

3.5K 174 22
                                    


الفصل الثالث

النسخة الفصحى

رواية - كما يحلو لها

ليس هناك أسوأ من أن تجبر على خوض نفس الحرب مرتين دون إرادة منك في أن تحارب من الأساس، دون اختيار منك على الاطلاق، والسخرية كل السخرية لنفسه.. هو حتى لا يدري لأي سبب يتوجب عليه أن يحارب!‏ فلقد خسر كل شيء بالفعل..

هناك من يحارب لوطنه، لعشقه، لأرضه وأهله وعقائده ومبادئه، وهو لا يملك أي من هذا، بقرارة نفسه يعلم أنه لا يستحق أن يعاني أحد من أجله، ولا هو سيفعلها من أجل نفسه!

‏ولكي يضيف لقائمة فجائعه هو يخسر في حرب لا يعلم هدفها على الإطلاق لقد طفح الكيل من تكرار نفس القصة ونفس النهاية ونفس المعاناة ‏الكئيبة التي لا تنتهي أبدًا

‏ - عمر انتظر حتى نطمئن أنك أصبحت بخير وستذهب بعدها لا تقلق.

حاول أنس أن يبعث بعقله بعض المنطقية بعد أن لاحظ أمارات التذمر من البقاء في فراشه تشتد على ملامحه وهو لا يكف عن محاولاته في مغادرة الفراش وانتزاع تلك الأجهزة الخاصة بمحاليل التغذية والتنفس قياس سرعة ضربات القلب ولم ير ما يرتديه بالفعل من ملابس المشفى وأخذ نظرة تفقدية سريعة نحو وجوه الجميع وهم في حالة مختلطة لا يدري لماذا ينظرون إليه هكذا؟!

‏- سأذهب لأرى لم تأخرت عنود ولم يحضر الأطباء بعد

‏تحدثت "رضوى" ابنة عمه مغادرة الغرفة بينما دفعه عدي مانعًا إياه لكي لا يغادر فنظر له "أنس" ببعض اللوم على فعلته فهو لا يزال لا يفهم ما يحدث له ليقول في النهاية وهو يتأثر من فعلة أخيه وتقهقر خطوتين إلى الخلف وتكلم متهكمًا:

‏- اتركه ليذهب كما يشاء، هو لا يعي ما الذي يمكن أن يفعله به تأثير أكثر من شهر ونصف في غيبوبة.

لوهلة توقف عن كل ما يفعله وهو غير مدرك بنظرات غير مصدقة وبدأت نظرات البلاهة تتضح عليه وهو ينظر إلى صـ ــ ــدره وهو يمرر يـ ـده بهدوء في هذا المكان الذي أطلق به الرصاصة على نفسه بعد أن بدأت بعد الأحداث تلوح بعقله من جديد واستمر في صمته الذي لم يتغير ولم تتضح عليه أي من أمارات الهلع مما استمع له بل استمر في هدوئه الذي يستفز كل من حوله بينما حاول ابن عمه أن يسيطر على الموقف قليلا فتدخل قائلًا:

- انتظر عمر سنطمئن عليك وبعدها يمكنك الذهاب، انتظر قليلًا لأنه لا يمكنك أن تنهض فجأة بعد الغيبوبة.

أضاف ابتسامة ودودة وهو ينظر له ثم واستطرد:

- نحن لم نكن نعلم إن كنت ستستيقظ من الأساس أم لا، ونحمد الله أنك استيقظت أخيرًا واطمأننا عليك، ولم يبقى سوى أشياء بسيطة فقط، لقد اتخذنا هذا القرار بعد تفكير كثير واضطررنا في النهاية أن نقوم بفصلك عن الأجهزة، فلابد على الأقل أن نطمئن عليك أولًا ونتأكد أن كل شيء على ما يرام.

كما يحلو لها - الجزء الثالث - كما يحلو لي - النسخة الفصحىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن