جـــامعة آيدن ||8 : 15 صبآحاً.....
نرى ذلك الشاب بملامحه الهادئة يجلس ببرود على إحدى طاولات مقهى الجامعة ,
فتح عيناه المغمضة وقد ارتشف قليلاً من قهوة الصباح , مركز انظاره الى الأسفل بشرود وهو يفكر في كلام سيده ليلة الأمس.
" سيلا , لم اتوقع ولو للحظة واحدة ان تكوني انتِ هي الفراشة السوداء , لولا افعالك الغريبة التي جعلتني اقلب الارض فوق بعضها لكي اعلم من تكوني لما انتابتني كل هذه الشكوك. لماذا تفعلين ذلك لما ما الذي حصل؟
نرى ملامحه قد شابها الأسى ليردف بهمس : لماذا تفعلين هذه الاعمال , لمَ تصرين على جعل الشرطة تبحث عنكِ , ولمَ تدخلين نفسك في مواقف خطرة ,!
افعالٌ كهذه صعبة على فتاة لها قلب رقيق مثل قلبك ! "
قطع شرودهُ رؤيته لتلك الأقدام تقترب منه , ليرفع نظره إلى الأعلى ويرى تلك الملامح المرحة ,
طرف بعينه وهو يجول بنظره في ذلك الشخص الواقف امامه , مرتدي بنطال كحلي و قميص سماوي طوى اكمامهُ.
و قلادته التي تحمل اسمه حيث لا يخلعها ابداً ,
واضعاً يداه على خصره , بينما تزين تلك الابتسامة الواثقة شفتيه , ليقول الشخص الجالس بنبرة هادئة : ارجو المعذرة هل اساعدك بشيء ؟!
تقدم الشاب تجاهه ليجلس دون استئذان أمامه ويقول مجيباً : عادةً ماتكون السماء ملبدة بالغيوم في وقت كهذا.
رفع نظره إلى السماء وقد شابك يداه بهدوء ليردف : ربما رياح الجنوب حملتها بعيداً الى تركيا بأجمعها.
طرف الشاب أمامه مفكراً في جملته لتظهر تلك الابتسامة الواسعة على شفتيه ليميل اعلى جسده نحو المنضدة و يستطرد جملته : او ربما أتت طائرة سريعة فوق مستوى الافق واخذتها بعيداً الى واشنطن , من يدري.
انزل دانيال بنظراته المرحه نحو الشاب امامه ليقول بابتسامة جميلة : اذاً , العميل 04 ؟!
ابتسم كنان وهو يقدم يده باحترام نحوه قائلاً : العميل 03 أليس كذلك ؟!.....شابكا يديهما ليستقيما واقفين .
دانيال بابتسامة واثقة : لم اتوقع رؤية احد الاجنحة البيضاء هنا في اسطنبول , ظننت انني الوحيد هنا !
كنان بضحكة خفيفة : لقد اتيت مؤخراً لأستعادة الخريطة .
ليردف دانيال متسائلاً : وهل وجدتها ؟!
أجابه كنان بابتسامة يشوبها الأسى : لا مع الاسف , فقد سرقت مني !
طرف دانيال بعينه ليقول بنبرة خافتة : أهآ , وهل علمت من سرقها ؟!
تنهد كنان ليجيبه : الفراشة السوداء من غيرها يعني!
انصدم دانيال ليقول مسرعاً : قل غيرها يا رجل , هل علمت أي شيء عنها ؟!
أجابه كنان بملامح باهتة : أولم تسمع بالأخبار ,؟!
طرف دانيال بعينه ليقول باستنكار : لآ , أي اخبار ؟!
اطرق كنان رأسه قائلً وقد شابك يداه خلف ظهره : لقد علمنا من تكون......
أنت تقرأ
الفريسه 🦋و الصياد.....«الجزء الاول»
Acciónفي أحد الايام , كنت اسير مع والدتي وسط مروجٍ وآسعة , حين كآنت البرائة تلتف حولي , حين كنت جآهلة عن الأُناس القاسية التي غلفت قلوبها الجشع والطمع ,, ضحكآتي المتعالية تسبقني وانا اركض امام من اراها كل حياتي ,, جلست على العشب بتعب لألمح فراشة بيضاء جمي...
