2-خيبة أمل و خذلان

20 4 7
                                    

لا بأس ان تلجأ للبكاء😟

عندما تشعر أن الحزن فاق طاقتك

💘

هممت مسرعة لفتح الباب مندفعة "ليااا اين كن....

وقد ادهشني المنظر الذي رأيته «ياالهي ليا ماذا حصل لكِ؟"

لقد فزعت من منظر صديقتي، تبدو شاحبة الوجه مع عيون منتفخة من أثر البكاء أو الأرق من دون ذكر ملابسها الممزقة صرخت مفزوعة مرة أخرى "مابكِ اجيبي هل...تعرضتِ....للاعتداء ام ماذا؟ لقد قلقت عليكِ اتصلت بكِ طوال الليل ولم تردي على أي من اتصالاتي هل ..."

وفجأة اندفعت ليا لاحتضاني منفجرة بالبكاء. صُدمت من هول حالتها و دق ناقوس الخطر في عقلي منبهني بخطورة ما حدث و لم يكن علي سوى مواساتها و الربت على ظهرها ريثما تهدأ و استفسر منها .

بعد نهاية نحيبها نظرت الي وقالت " برايلين أنا أسفة لتركك قلقة علي لقد تسببت بكارثة لنفسي و أنا حقا غير مستوعبة لما حصل بعد "

اجبتها " هيا أخبريني وبعدها سأفكر بمسامحتك"

عضت على شفتاها من التوتر وأردفت " حسنا لكن لا تقاطعيني أرجوكِ واصبري لتفهمي ماحدث بالضبط"

حركت رأسي بإيماءة بسيطة دليلا على الموافقة فأكملت " حدثتني لارا، فتاة النادي الذي حدثتكِ عنها عن حفلة ستقام ليلا بحضور اريوس لذا ذهبت الى تلك السهرة في احدى الحانات لملاقاته كونه من المدعووين. محاولةً التقرب منه ولكن حدث مالم يكن في الحسبان.

لقد كانت الحانة من النوع الماجن وانا ظننتها سهرة أقيمت على شرف احدى طلبة جامعتنا لكني مكثت هناك رغم علمي بخطورة الموقف كما أني ابصرت اريوس داخلا نحو أحد الغرف فحركت قدماي لاتباعه محاولة مني للتقرب منه. دخلت ورأيته هناك يجلس وحيدا في تلك الغرفة كان يبدو ثملا ويتحدث مع نفسه بأشياء غير مفهومة كان يبدو كالهذيان ناديت باسمه ولما وقع نظره علي تفاجأ بداية الأمر ثم ابتسم لي ابتسامة دافئة وقال " لقد انتظرتك طويلا، تأخرتِ كثيرا وفراقك صعب ويهون علي كل يوم لذا سأعاقبك على تقصيرك" تفاجأت لما يقول و تساءلت هل هو يعني هذا ام انه في غير قواه العقلية و رجحت الخيار الثاني لمنطقيته اكثر. نظرت الى ملابسه، قميصا مفتوح اعلى ازراره مع ربطة عنق مرمية في السرير الواسع وسروالا اسود يليق به وانتبهت الى شعره الأسود الحريري الذي كان متدليا على جبهته ومبللا بالكامل، ثم تقرب مني على غفلة من سرحاني بملامحه وأكمل "هيا يا قطتي الن ترضي حبيبك فسنوات و هو يتعذب للُقياكِ؟" و هنا أدركت أنه يظنني فتاة ما، تصاعدت الغيرة في نفسي مع ادراكي لمحاولته التقرب مني هممت بإيقافه لكني أدركت ضخامته مقابل ضآلة حجمي و قوته التي تفوقني أضعافا، تسارعت دقات قلبي و ارتبكت كثيرا كان علي إيقافه فورا فنظراته لي لا تبشر بخير و كأنني فريسة وقعت في يد صياد لكن مافجأني هو مبادرته باحتضاني وسمعته يهمس في اذني بنبرة جعلت قشعريرةً تسري في جسدي" استسلمي ولا تقاوميني فانا بعد ان وجدتك لن اتركك تختفين مرة ثانية " ومن دون أدنى فكرة رميت جميع أفكاري لمؤخرة عقلي معلنة استسلامي امامه مستمتعتا بقربه فقط و هكذا مضت الليلة  "

أظن ان عقلي توقف عن العمل الأن وأن قلبي توقف عن الخفقان أيضا صديقة عمري وطفولتي تقوم بفعل مشين مثل هذا وتتحدث عنه وكأنها تتحدث عن أحوال الطقس مثلا. أنا عاجزة عن وضع ملامح ملائمة للموقف الذي حصل، أحس برغبة في الاستيقاظ من هذا الحلم. غير معقول! هي لن تقدم على هذا أبدا. تيبست الكلمات في حلقي، لاحظت انها أدارت وجهها متفادية نظراتي. حركت شفاهي هامسة " هل فقدتي عذريتكي من أجل لحظة طائشة مثل هذه؟ "

كان سؤالي ذو إجابة واضحة الا أن الصمت كان سيد الموقف بيننا وبعد لحظات دوى صوت حاد في المكان و الذي كان مصدره يدي التي ارتمت على خدها مسببة صفعة قوية. لقد تفاجأت من ردة فعلي حتى لاحظت اني أدميت شفتيها. ربما تستنكرون ردة فعلي العنيفة اتجاهها لكني احسست ب خيبة أمل قوية تنهشني وتمنع وصول الهواء لرئتي. اما عنها فلم تُحرك ساكنا مما حدث انتفضت بسرعة صارخة في وجهها

"انظري الي، وكفي عن ادعاء الندم امامي بينما قلبكِ يتراقص من الفرح الأن لقد وصلت الى مبتغاك، سأسألك اخر سؤال طرأ على عقلي وعليكِ اجابتي هذه المرة

ماذا كانت ردت فعله حينما استيقظ او بالأحرى حينما استفاق من ثمالته؟"

نظرت الي لثوان و كأنها خائفة من الإجابة لكنها اردفت " لقد تفاجأ مما رأى نظر لي باحتقار وكأنه يقرف مني. تلك النظرات المستنكرة التي جعلت قلبي يدق من الخوف و عقلي يدرك مدى تورطي و غبائي قائلا " لطالما رأيت تربصك بي لكني لم أدعه من أولياتي حتى لكن لم أدري انكي ستقدمين على استغلالي الى هذا الحد خاب أملي فيك ،بالنهاية انت مجرد عاهرة لا غير " اتجه نحو جيب سترته و رمى كومة من النقود على وجهي " خذي هذه الأموال " و رفع اصبعه في وجهي محذرا " اياكِ ان المح طيفك امامي مرة ثانية لأني سأقسم على حفر قبركِ بيدي هذين أفهمت ؟" و خرج مسرعا كأنه لم يكن هنالك شيء "

وضعت يدي على رأسي وأغمضت عيني محاولة استيعاب المصائب التي طرأت علينا دون سابق انذار ثم نهضت من مكاني متجهة نحو باب المنزل ومن غير أن انظر لليا قلت " سأخرج لاستنشاق بعض الهواء، فهواء هذه الغرفة بات يخنقني إياك ان اعود ولا أجدك هنا أفهمت؟ لم أعد اثق بك ولا بتصرفاتكِ فقد خاب أملي فيك" القيت نظرة أخيرة عليها لأجدها تنظر الي بعينين متفاجئتين من كلامي القاسي الذي قلته لها مع عبرات متساقطة من عينيها الخضراوتين و صفعت الباب بقوة مبعدة الأفكار التي تحثني على العودة لضمها والنحيب بجانبها لمواساتها .

وصلت الى الحديقة و جلست على احدى مقاعدها لأنفجر بالبكاء شاعرة بقلبي ينقبض من أعماقي ، أنا اليوم قسوت على الأمانة التي وقعت على عاتقي لسنوات، لم أفي بالوعد الذي قطعته بحماية ليا و ها أنا أتحمل عاقبة أخطائي و خذلاني لكِ يا عمة كلارا .

نهاية الفصل الثاني وأحداث روايتنا بدأت الأن في التطور

ماهي توقعاتكم؟

استفساراتكم؟

من هي الفتاة التي ظنها اريوس؟ وماهي الحكاية التي بينهما؟

ماذا ستحاول فعله برايلين لحل المصيبة؟ و من هي عمة كلارا

تفاعلكم يهمني ودمتم في رعاية الله و حفظه

The space between us المسافة التي بينناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن