8- من أنتِ؟

22 3 8
                                    


تعيش عمرك وانت تكتشف نفسك كل يوم شيئا

جديدا في نفسك، ثم يأتي من يقول لك

" أنا اعرفك جيدا"

اميل سيوران

" هل تطردينني الأن ام يتهيأ الي ذلك؟ مممم ام انك خائفة من اتقرب اليك أكثر و تندهشي بوجهي الوسيم و تقعين في حبي اليس كذلك ؟"

انا حقا متفاجئة من ثقة كتلة الوسامة هذه فهل يتوقع مني ان اقع في حبه بهذه السهولة, لذا اجبته بما يناسبه و بنبرة باردة بعد ان تمعنت النظر الى ساعة يدي

" ذكرني فيما بعد ان استعير منك كتابا عنوانه كيف تقع في حب شخص في خمس وأربعين دقيقة ؟"

حدق الي بذهول من كلامي وقال " اهاا يبدو ان في داخلك لبؤة شرسة ذات لسان سليط بدأت تظهر الأن"

ابتسمت لتشبيهه والذي بالمناسبة مطابق تماما لوصف ذلك اللعين لكني لم أركز في الأمر كثيرا لحضور الطعام في الوقت المناسب لذا استقام ليون راجعا لمكانه ومباشرا في الأكل مثلما فعلت ليعم الهدوء للحظات.

لقد كان الطعام لذيذا، لم استمتع هكذا منذ زمن و كم اسعدني هذا الشعور حقا، رفعتُ بصري الى ليون لأجده انهى طعامه منذ زمن و هو يحدق الي و لا شك انه مستغرب من ملامحي المتغيرة و المضحكة اثناء تناولي و هذا لا يهمني فمنذ متى و انا افكر فيما يظنه الاخرون بي ؟

بعد ان انهيت مسحت فمي بالمنديل هممت واقفة وهامسة " أستميحك عذرا سأذهب لدورة المياه "

أشار الي برأسه مجيبا بنفس نبرتي "خذي راحتك"

دخلت لحمام النساء مباشرة ونظرت الى نفسي في المرأة لأُلاحظ ذبول ملامحي وشحوب بشرتي و انفجرت ضاحكة من اللعوب الذي كنت معه منذ قليل متسائلة هل كان يسخر مني لتحدثه عن جمالي، أي جمال هذا الذي رآه و انا بهالات تبرز بشاعتي؟

عدتُ لمكاني فوجدته يُحدث شخصا ما من الهاتف وبدا منهمكا بالسماع للمتحدث وهذا من تقطيبة حاجيبه التي لم تنفرج الا بعد انتهاء المكالمة، كما انني وجدت ان الطاولة أصبحت نظيفة بعد ان تركتها بالأطباق الفارغة.

استدار الي ليون مبتسما وحمحم معتذرا من المكالمة التي شغلته لكني اخبرته بأن لا يهتم ورغم تلك الكلمات القليلة التي دارت بيننا بعد تلك المشاحنة الا ان الصمت كان سيد الموقف من جديد.

بعد لحظات بادر ليون بالكلام قائلا " مم ما رأيك ان نلعب لعبة لنزيح بها التوتر السائد في هذا الجو الكئيب؟"

اجبته " لعبة؟ هل تمزح ؟ يبدو انك الصغير بيننا على ما يبدو و كيف يمكننا ذلك هنا ؟"

" حسنا أنا مازال لدي فضول كبير حولك وأعلم انكِ مثلي لذا سنلعب لعبة الحرز فمثلا انا سأسألك سؤالا عني وانت ستحاولين حرز جوابه فما رأيك؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 22, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The space between us المسافة التي بينناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن