6- تُلامس قلبي

22 3 6
                                    


خففوا من المجاملات قليلا

اتركو الناس السيئة تدرك بأنها سيئة لا داعي للنفاق"

" حسنا ايتها القزمة الشرسة، سأقبل اعتذارك بشرط واحد لا غير و ان نفذته فسأفكر في مسامحتك، و حتى مساعدة صديقتك ما رأيك يا برايلين ؟"

هذا غير معقول انه يعرف اسمي فعلا يبدو انني لا أدرك مع من اتعامل انه ليس من الأشخاص الذين يُستهان بهم. وبالتفكير في الشرط، في البداية ترددت كثيرا واحسست بخطأ في الامر، فمن غير المعقول ان اُنفذ شرطه هذا ويقوم بإنقاذ حال ليا وكأنه مصباح علاء الدين و بالنظر الى مكانته ما الذي سيستفيد مني هذا الشخص على أي حال؟

كما أن نبرته هذه التي خاطبني بها توحي على انه واثق تمام الثقة من موافقتي كَوني في وضع لا يسمح لي بالاعتراض من هذه المقايضة وهو محق تماما في ذلك لذا سأحرص على مجاراته حاليا ريثما استقصي منه ماهية الأمر وأحاول معرفة مخططاته متنكرة بهيئة واثقة وغير متزحزحة فأنا لن أُظهر ترددي أمامه وسأظهر بهيئة الفتاة القوية التي لا تخضع تماما ابدا للتهديدات. لذا اجبته بنبرة ساخرة محركة اناملي لألمس بها ذقنه بجرأة استغربتها من نفسي حتى.

" حسنا ايتها المتفاخر دعني احزر اممم.. يبدو أنك تنتظر مني ان اركع امامك واقبل قدميك او ربما اتوسل اليك صباحا مساءا لتقوم بالصفح عني و ترمي بعض فتات اموالك حولي لأركض اليها ككلبة الأموال تلك "

رفع احدى حاجبيه واجابني بنبرة جادة "هل تقرئين افكاري ام ماذا؟ بدأت اشك فيك حقا فهذا بالضبط ما كنت سأطلبه منك تما...ما" همس بأخر كلمة بهمسٍ و كأنه يؤكد لي جديته في الحديث وان كنتم تتساءلون عني فأظن ان فكي سقط من مكانه من هول الصدمة فالكلمات تيبست في حلقي . لقد كنت اسخر فقط و يا للمصادفة أنه فكر في ذلك يا الهي! هذا الشخص حتما مجنون او مريض نفسي يُستلزم الحاقه بمشفى المجانين.

"هل جننتَ ام ماذا؟ بربك هل تظننا نمثل في فيلم تبرز فيه افكارك السادية علي. هيا اسمعني شرطك هذا و أرحني فالحديث معك بدأ يجعلني أمل"

رغم صراخي عليه وتجاوزي الحدود معه الا انه لم يجبني بعدها وخيم السكون على المكان والشيء الوحيد المسموع كان صوت انفاسنا. لا أدري كم مر من الوقت، ثوان، دقائق وحتى ساعات؟ و نحن نناظر بعضنا بتلك الوضعية و التي لولا توتري و ذهولي لاعتبرتها من أحرج المواقف التي حصلت لي في حياتي فأنا رغم انني في العشرون من عمري الا انه لم يسبق لي ان احتككت بالصبيان او الشباب ابدا او أن اكنت مع علاقة سواءا غرامية او حتى صداقة بل كنت اضع حدودا في تعاملاتي معهم و التي كانت تتمحور حول الدراسة الجادة فقط حتى يمكنكم القول انها شبه معدومة و الأمر مثله للفتيات فلطالما اكتفيت بليا كصديقة لي فقط و لم أفكر في التعرف على الأخرين كوني منطوية على نفسي منذ صغري و امتاز بشخصية منعزلة وكتومة لا تُلقي بالا لما لا يعنيها. وبالحديث عن اريوس فهو اول شخص تعدى مسافتي الشخصية و... ااااه .. صفعت نفسي داخليا فأنا أَسرحُ كثيرا هذه الأيام و نسيتُ نفسي كاملا لذا رفعت حدقتي العسلتين انتظر منه تفسيرا مفصلا لما قاله او ان يدعي انه يمزح حتى لكن يبدو ان عقله يُحلق به بعيدا مثلي تماما فها هو الأن يُناظرني بعينيه السوداوتين التي تشبهان المجرة لدرجة غُمقهما و سوادهما حتى انه لا يرمش حتى! , لا أعلم لما لكني أُحس بنظراته تلك و كأنها تُلامس قلبي و تُعري روحي امامه و هذا ما دفع قلبي للاضطراب و تَصاعد الخجل الى وجهي جاعلا مني حبة طماطم من الأفكار التي داهمتني فجأة فأنا لا اريده ان يقرأني و يعلم ما يدور حولي. كما انني أحس بشفتي متيبستين من المشاعر المتداخلة في عقلي لذا عضضت على شفتي السفلى لأواري توتري لا تستغربوا من ذلك فهي عادتي من صغري كما ان جسدي بدأ يفقد توازنه و بِتُ افقد السيطرة عليه خصوصا من الأوجاع التي مازالت تؤلمني.

The space between us المسافة التي بينناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن