4/ لستُ رخيصة

2.3K 204 7
                                    




رنة جرس الباب مطئطئة برأسها تنظر لحذائها الأبيض الذي تضرر قليلاً حين ضربت به ذاك الفتى على صدره ..

رفعت بصرها ماإن فتح الباب وظهرت ذات العيون العسلية مبتمسة بشوق

" إلهي مارسيلا .. إشتقت لكِ بحق
لم أصدق حين أخبرني أنكِ قادمة "

عانقتها متمتمة ثم ابتعدت قليلاً لتعاود النظر لها غير مصدقة ،

إكتفت مارسيلا برسم إبتسامة متسعة تعبر عن كل مابداخلها دون التفوه به ،فهي ممن لا يستطعون البوح بما يشعرون به
حتى وإن كان كلام جميل

تريد أن تخبرها أنها إشتاقت لها أيضاً كما كانت تفعل سابقاً..
لكنها ليست معتادة على هذه الكلمة ،

بل لم يسبق لها أن تفوهت بها لأحد ..

لذا حين تعجز عن وصف شعورها تجمعه بجملة :
" كيف حالكِ كايلا ؟! "

ومن يعرفها حق المعرفة ويعلم بطيبة قلبها المخفية خلف سواد عملها ، سيعلم ماتقصده بسؤالها وأنها ترسل الكثير من الشعور معه

وكايلا ممن يعلمون دواخلها لذلك أومئت بذات الإبتسامة يتخللها الإمتنان :
" دائماً بأحوال جيدة وذلك بفضلكِ مارسي "

أشارت لها بالدخول ،فدلفت تلقي نظرها حول المكان إلى أن وقع على آلدو الجالس
وبجانبيه صبيين توأمان بعمر ست سنوات يشاهدان التلفاز برفقته..

وماإن رأوها حتى وقفا كلاهما على الأريكة وسألها أحدهم بفضول طفولي :
" من أنتِ ؟ "

" إنها ضيفتنا التي أخبرتكم عنها ..مارسيلا "
أجابت والدتهم بدلاً عنها ، فقفزا كلاهما فجأة بحماس مبالغ ماإن سمعوا إسمها وركضوا ناحيتها معانقين ساقيها بسعادة

نظرت لهم مبتلعة ريقها ثم ألقت نظرة سريعة على آلدو وكايلا فرأتهم يطالعونها مسبقاً بإبتسامة فرحة ..

إنحنت لمستواهم وحاولت عدم التوتر ،
فلم يسبق لها أن تصادفت ولو بالطريق مع طفل صغير ،

لطالما تجنبتهم لسبب مجهول ..
تخشى أن تلمسهم فتلوثهم بيداها التي أزهقت أرواح عديدة..
هذا ماتظنه
وهذا ماجعلها تخشى الحصول على أطفال

" وأخيراً قد رأيناك .. اتعلمين كم كنا نود ذلك بسبب أن أمي لم تكف الحديث عنكِ "

نطق أحدهم لكن لم تعلم أهو نفسه من سألها
من هي ام أنه الآخر ..فهما متشابهان كثيراً

Same Tattoo : Dragon حيث تعيش القصص. اكتشف الآن