الفصل الثاني وثلاثون ( الفصل الآخير )

92 7 0
                                    

وقد عاد زياد إلي أرض ماركينا مره أخره ليودع جميع أحباءه ، بدأ بنسرين قائلاً لها :
شكراً لكِ يا نسرين علي كل ما فعلتيه من أجلي ومن أجلنا جميعاً ، أنت شخصيه لطيفه و تستحقي كل خير ، شكراً لكِ شكراً ، ثم عانقه عمر بقوه وهو يبكي قائلاً :
لن أجد صديقاً مثلك يا زياد ، أرجوك سامحني ، أحبك كثيراً يا أخي ، لن أنساك طوال حياتي لن أنساك ، قال له زياد والدموع تتجمع في عينيه :
أنت من يجب مسامحتي يا عمر ، أنا من أتيت بكم إلي هنا ، يا ليتنا لم نأتي يا عمر ليتنا لم نأتي . نظرت له نور وهي تُحاول إستيعاب ما حدث ثم قالت لزياد :
أنا أسفه يا زياد أسفه ، أقسم لك لم أكن أعرف أن كل هذا سيحدث ، صدقني لم أكن أعرف ، أتمني لو كنت مت قبل أن يحدث كل هذا . قال لها زياد :
نور أنت أختي يانور ، هل يغضب الأخ من أخته مهما فعلت ، لا يهمني معرفه ماذا فعلتي ، كل ما أتمناه أن تكوني بخير دائما . ثم ذهب ليُعانق خالته قائلاً :
احبك يا خالتي كثيراً احبك ، " ثم تابع لا تنسي أن تذكري نور أن تحكي لك عن جميلة ، فجميلة لا تستحق أن تُنسي أبداً " ، كانت هذه كلمته الآخيره قبل أن يأخذه الحارس كي يذهب إلي صحراء ماركينا .
***************************************
ركب زياد العربه التي سوف تحمله إلي صحراء ماركينا ، بعد أن ركب زياد رأي الحارس يضع قماشه سوداء علي عينه حتي أنعدمت رؤيته ، كان زياد في هذه الحالة لمده ساعه ونصف ثم نزع الحارس القماشه من علي عينه حتي رأي صحراء ماركينا أمامه ثم أبتسم ونظر إلي السماء وأخذ نفساً عميقاً أخرجه ببطيء ثم قال :
هذا مصيرك يا زياد لا محالة ، كتب عليك العيش هنا بصحراء ماركينا . ثم غادر الحراس جميعهم وظل زياد وحيداً في وسط صحراء ماركينا .
***************************************
وتذكرت نور جواب زياد الذي أعطته إليها نسرين منذ فتره طويله ، صعدت نور إلي غرفه زياد حتي تجلس وحدها لتقرأ جواب زياد ، جلست نور في غرفته ثم فتحت جوابه لتسمع كلمات زياد بصوته وليس بصوتها :
نور أختي العزيزه ، لقد كنت طوال هذه الفتره شخص قاسي عليك لدرجه تجعلك تكرهيني ، ولكني لا أعلم لماذا كنت أتصرف هكذا ، لقد أتذكر عندما أمسكت ذراعك بقوه كي أمنعك أن تحكي لخالتي عن جميلة ، كنت مغفلاً ، لا أعلم أن يجب الجميع يعرف كم ضحت جميلة من أجلي ، أتذكر جميع ذكرياتنا سوياً منذ أن كانت أمي علي قيد الحياة ، كنا نذاكر سوياً وكنا أخوات حقاً يانور ، أكرر أعتذاري لكِ اختي العزيزه ،
" مع تحياتي زياد "
أنتهت نور من قراءة جواب زياد قائله بصوت عالٍ تصرخ فيه نادمه ، تصرخ فيه باكيه علي ما فعلته : أسفه يا زياد أسفه أرجوك سامحني يا أخي ، لم أقصد ما فعلته حقاً ، أرجوك سامحني .
سمع عمر صوتها ثم صعد إلي غرفه زياد حتي رأي نور منهاره ساقطه علي الأرض ، كان عمر عيناه تلمع بالدموع عندما رأي نور ثم قال لها ماذا بك يا نور ، هل أنت بخير ، هل قرأتي جواب زياد ، ردت عليه نور باكية : نعم ، نعم يا عمر قرأته ،
قال لها عمر : كان يجب علينا التفكير كثيراً لقد عماكي كرهك لزياد يا نور ، هل رأيتي ما حدث ؟ قالت له نور :
ماذا حدث ؟؟ ، قال لها الملكة رانيا ستكون ملكة ماركينا .
**************************************
رأي زياد شيئاً يلمع وسط الرمال ، لقد كانت هذه ساعه عمر الذي فقدها في طريقهم إلى ماركينا ، شعر زياد وكأنه رأي هذا الطريق مسبقاً ، لقد كان هذا الطريق طريق وصولهم لماركينا ، مشي زياد في الصحراء علي ما تذكره عقله لساعات حتي رأي الطريق تحول من صحراء إلي طريق بدايتهم نظر زياد أمامه حتي وجد المكان الذي اتفقا عليه جميعاً لبدايه رحلتهم إلي ماركينا ، لقد وصل زياد إلي عالمه من جديد ، وصل زياد إلي شوارعه ... إلي بلده ، تمني لو علم عمر ونور ذلك ، كان زياد في شرود حتي صدمه حصان أبيض لينظر علي من يجلس عليه حتي يجدها جميلة ، نظرا سوياً لبعضهما في شرود ، يتذكر كل منهما هذه اللحظه عندما حدث هذا الموقف للمره الأولي في ماركينا ، لم ينطق أحد منهما بكلمه واحدة ظلا صامتين لم يصدق عقل كل منهما ما حدث ، قطع زياد هذا الشرود عندما قال لجميلة " جميلتي "

تم بحمد الله

أرض ماركينا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن