الفصل الأول
" بداية الآثام "
" ماذا فعل لي وأنا بهذه المحنة .. أين كان وأنا اتألم بسببها .. أين كان أخبريني ! "
" و أين كنت أنت من تعاليمه .. أين كنت من أوامره ونواهيه .. هل أستمعت لكلامه .. زوجتك تصلي ؟ "
" لا .."
" و زوجتك الأخري.. ! "
" لا "
صمتت سما وهي تنظر أرضا فكيف ستقنع أخيها الذي يكبرها بعامين أنه مخطئ .. ليس مخطئ بأمر عادي وانما هو مخطئ في عقيدته كمؤمن أو بالأصح كمسلم .. هو حتي لم يحقق فرض ايمانه بالله .. قالت بضيق
" حبيبي وحد الله ..."
" لا "
نظرت سما لعينية بجدية قائلة
" كريم .. وحد الله "
قال بعين ثابتة تنظر للفراغ
" لا أستطيع .. لا أستطيع نطقها .. لا أريد أن أنطقها .. أتعلمين أنا أكره الذهاب اليه .. لا أطيق سماع الآذان لا أصلي كزوجاتي الأثنتين .. الجمعة الماضية عندما أتيت اليك لم أستطع المكوث بالمسجد لأصلي الجمعة .. كنت أريد المغادرة في الحال .. "
ظلت سما تتلقي الصدمات واحدة تلو الأخري أهذا أخيها !.. أخيها الذي أعفي لحيته ست سنوات متواصلة .. لم يقرب التدخين وقد كان شرها في تعاطيه .. أهذا أخيها الذي تربيت معه ببيت واحد ؟ .. رضعا سويا من نفس الأم .. تربيا معا بين يديها ..أهذا أخيها حقا أم هي في حلم تود ان تستفيق منه سريعا ؟ .. قالت
" أتعلم ان وافتك المنية الآن ستكون مذنبا كريم "
ثم قالت بصوت مرتفع ناظرة للغرفة المقابلة حيث أولادها الذين يتابعون الكارتون بناء علي رغبتها في حجب أولادها عن أخيها كي يتحدثا بهدوء
" مالك .. صل علي النبي "
أتاها صوت مالك من غرفته قائلا
" اللهم صل علي النبي "
كان هذا رد مالك ابن السبع سنوات ... توجه مالك اليها قائلا متخذ الأمر وسيلة لملاطفة والدته
" صلي علي النبي ماما "
رددت خلفه
"اللهم صل علي النبي "
نظر مالك لخاله قائلا
" صل علي النبي خالو "
نظر كريم الي ابن أخته .. ولم ينطق فأعاد الطفل طلبه ..وأعاد كريم صمته ..
قالت سما مربته علي كتف ولدها
" أذهب الآن مالك حبيبي .. "
انصاع الطفل لأوامر والدته وعاد لغرفته حيث أخته جني التي تكبره بعامين .. نظرت سما لأخيها بحزن
" صغيري يطلب منك صلاة واحدة علي النبي ولم تجبه .. اتقي الله يا أخي ..."
نظر كريم اليها عابسا وهو يقول صارخا
" هل هو موجود ؟ اذا لماذا لم تحل مشكلاتي ؟ ..أعلم أني يوما ما سأموت كافرا "
أجابته سما بغضب .. بعد أن أنتبه أبنائها لصراخ خالهم ..فردت عليه بصراخ مماثل
" غادر الآن .. ألم تكن تود الرحيل .. اذا هيا .. ..لن أبني قيما وأرسي قواعدها في نفوس صغاري لتهدمها أنت بصراخك هذا .. أنت تعلم نهايتك جيدا لكني لا أريد لهم نهاية مثلك .. غادر بيتي كريم"
بالفعل قام كريم من مجلسه متوجها لباب المنزل مغادرا بهدوء ..نظرت سما في أثره .. تنظر ولا تنظر .. تري الباب ..ولا تراه .. كان مموها وهو يتخلل دموعها .. لقد تغير حال أخيها تماما بعد زواجه من امرأة أخري .. لم يكونا الأثنتين خيرا من بعضهما بل أسوأ .. كل واحدة تجذب فيه من جهتها حتي تمزق بينهما وهذا ما حذرته منه بداية .. ألم يكذب عليها قائلا
" سأقيم العدل بينهما سما .. كما سأنفق هنا سأنفق هناك .. كما سأبيت هنا .. سأبيت هناك .. لا تقلقي ..كوني معي أنت وزوجك وقت تقدمي لها ..لن أذهب لبيت عائلتها دونك .. أنت عائلتي .. شرفيني بقدومك أختي ..."
أنت تقرأ
رواية قلوب آثمة لكاتبة هالة حمدى
Romantikعندما يتصارع الخير والشر بداخلنا .. ويحين وقت الأختيار .. اما أن ننجو بأنفسنا .. أو نسقط بين براثن الآثام