الفصل السابع
" بين مطرقة وسندان "
صباحا
غادر وليد بهدوء دون اثارة ضوضاء حولها ..بعد أن ظل يراقب ملامحها طوال اليل بعد نومها .. تأمل وجهها الحزين حتي بعد أن حجبها عن الواقع قليلا بكلماته الأخاذة .. وأحتوائه اللامحدود .. كانت بين يديه سارة الرقيقه كما عرفها دوما .. سارة المطيعة التي توجته علي كل الرجال ملكا .. يتسائل هل ضاعت من بين يديه لطول صبرها عليه .؟. هل استكانتها الآن معه انتظارا لعودة جودي فقط .؟. هل حزنها علي جودي هو ما يجعلها تناسق خلف أوامره .. هو لا يعلم .. انما ما يعلمه هو أن عودة ابنته ستضع كثيرا من النقاط حول علاقتهم .توجه لمنزل عصام بسيارته .. جلس عصام جواره قائلا
" صباح الخير وليد .. مستعد يا صديقي ..."
أجاب وليد بأمل أخذ يزداد في صدره ..
" نعم .. مستعد ..."
انطلقا بالسيارة الي وجهتهم .. ودع عصام صديقه معانقا اياه قائلا
" عد سريعا بابنتك وليد .. تماسك صديقي ولا تيأس .."
اطمئن عصام علي صديقه بوصوله الي داخل المطار عائدا بسيارة وليد الي منزله .
هبط وليد من الطائرة .. قدم اوراقة متحدثا بالانجليزية .... ضابط الجوازات لا يتهاون معه في الأسئلة .. اسئلته كثرة وحازمة .. لولا سلامة اوراقه وثباته في الجواب لما مر وليد داخل الاراضي الكورية .. هل مرت رقية وزوجها بهذه الصعوبات عند وصولهم .. لماذا اختارت كوريا بالذات التي تبعد الكثير والكثير عن وطنه .التقي مازن صديق عصام خارجا .. تبادلا السلام .. مازن انسان خلوق و هذا ما لمسه وليد منذ رأته عيناه .. رجل اربعيني هادئ الملامح .. رحب به مازن بقوة مصطحبا اياه الي الفندق كي ينال قسطا من الراحة قبل البدء في رحلة البحث
وجدت نور رجلا ضخما يقطع طريقها وهي تسير نحو مكتبها صباحا ..انه زميلها محمد .. نظرت له مني بترقب .. سمعته يقول
" صباح الخير نور .. أود التحدث اليك قليلا .. هل تسمحين لي .."
فطنت لما يريده منها .. يبدو أن كريم من أرسله ليحل الأمر بينهم .. مر للآن خمس وعشرون يوما علي مشاجرتهم .. كل يوم يرسل لها رسالة حب وهيام وهي لا تجيب... كل يوم يرسل اليها باقة زهور علي برنامج الواتس آب ليستميل قلبها وهي لا تهتم ..هو يمشي علي خطتها كما رسمتها مستقيما دون اعوجاج...هي لا تراه فقد أصبح عمله ليلا .. يتدرب علي عمل يختص بالصحة والسلامه في الشركة .. فهي لا تراه كذي قبل .. نظرت الي محمد بهدوء قائلة بأقتضاب
" بخصوص ..!"
أخرج محمد يديه من جيبي بنطاله .. عاقدا ساعديه أمام صدره قائلا
" كريم ..."
أومأت برأسها مستجيبه لما يريده .. توجهت الي مكتبها وهو خلفها .. كان المكتب شبه فارغا ... فالوقت مازال مبكرا .. فهي تخرج من بيتها مبكرا بسبب موعد حضانه ابنتها ... تذهب بأروي الي الحضانه .. ومنها الي عملها فتصل قبل الجميع .. أما محمد فورديته الفجرية تضطره للمجئ فجرا .. ذكرها فراغ المكتب الآن بأيام انقضت بينها وبين كريم .. كم مرة لامسها هنا ... كم مرة قبلها بمكتبه ... كم مرة كشفت جزءا من جسدها له لتثير غرائزه بين اروقة الشركة خلسه من الجميع ... لتجعله كالعجين الغض بيديها ...انتبهت علي صوت محمد يقول بعد أن جلس قبالتها
" أنا وسيط خير بينكم نور .. ان كنت تودين الطلاق والانفصال فلا مكان لي الآن .. أنا لن أتدخل بينكم للهدم .. بينكم طفله يجب أن تحل الأمور لأجلها .."
نظرت نور الي محمد بتمعن قائلة
" أشكرك لتدخلك محمد .. انما الأمر أكبر بكثير مما تظن ..."
قال دون مواربة
" لقد أخبرني بأمر الخاتم .. وأنك أتهمته بالسرقة ..."
انتبهت لما فعله كريم .. لقد فتح بابا للثرثرة في مقر عملهما .. هي لم تخطط لذلك .. فهي تخشي علي صورتها أمام زملائها ...لكن طالما هو من بدأ فليتحمل اذا .. قالت
" أنا أطمح في حياة سعيده مع زوجي ... أود أن أمتلك الشقه التي استأجرها الآن .. أود تعليما أجنبيا لأبنتي ... أود حياه كريمة ...أريد أن أشعر بزوجي يغدقني حبا ومالا وأهتماما ... أتعلم أني من أقوم بدفع أيجار منزلي محمد ... مصاريف حضانة ابنتي ... حتي تنظيف منزلي أنا من أنقد من تساعدني بعمل البيت مالا ... هو لا يعرف ملابسه النظيفه هذه التي يرتديها ...كم تكلفني نظافتها ...هو لا يهتم .. يهتم بالأخري كيف يطعمها كيف يسكت فاها كي تغض الطرف عن عدم وجوده معها ومع أطفالها ... لقد مللت محمد .. وتعبت .."
قال بجديه
" اذا أنت تريدين العدل "
قالت مكمله حديثه
" بل أقل من العدل ... أنا وابنتي اثنتان فقط .. أريد ايجار شقتي وحضانتها وأنا كفيله بالباقي .. أريد التزاما بعهده أمامك ... أريده أن يحترمني ويحترم عائلتي ... لقد قصصت الأمر علي اخواي .. الأمر الآن بين أيديهم .. ليجلس معهم ويتفق .. من جانبي لقد مللت الأمر حقا .. ولكن رجوعي اليه او أي اتفاق بيننا هو لأجل ابنتي .. لا أريد لها أن تبتعد عن والدها "
تأثر محمد بكلماتها كثيرا .. فطن لما تريده .. فأنهي مقابلته بها وهو يعدها أن الأمر الآن يخصه وأنه سيفعل ما بوسعة لرأب الصدع بينها وبين كريم ..
أنت تقرأ
رواية قلوب آثمة لكاتبة هالة حمدى
Lãng mạnعندما يتصارع الخير والشر بداخلنا .. ويحين وقت الأختيار .. اما أن ننجو بأنفسنا .. أو نسقط بين براثن الآثام