الفصل السادس

85 2 0
                                    

الفصل السادس


" شيطان آثم "


استقبل مكالمة سما التي سمعها تقول
" اتصلت كي أخبرك برسالة نور .. لقد بدلت رتاج شقتها .. تخبرك بعدم القدوم اليها لعدم اثارة الفضائح .. وعدم التحجج بأي شئ لتحادثها بالعمل .. وتطلب منك الأبتعاد عنها نهائيا "
باغتها قائلا
" أريد ثيابي .. كيف سأذهب لعملي هي تعلم أن ثيابي النظيفة التي أذهب بها بحوزتها "
أجابت سما دون مواربة
" ملابسك التي اشترتها هي لك .. بأموالها .. ألا تخجل كريم ..؟ "
كتم غيظه من نور التي أخبرت سما بكل شئ .. قائلا من بين أسنانه
" هل أخبرتك بذلك ايضا ؟ "
انفعلت سما قائلة
" أنا اعلم عنك كل شئ يا أخي .. من هذه ومن تلك .. أتعلم .. ! أنا أعرف مشكلاتك مع أصدقائك بالعمل .. أعلم مشاكلك الخاصة مع زوجاتك الاثنتين .. لقد أختبرت صبري كثيرا كريم .. لم يتبق شيئا منه بعد الآن .. أنا داعمة لزوجاتك الاثنتين .. ان طلبت أحداهن رقم والدنا سأعطيه لها و ان طلبت نور ان اذهب معها لوالدنا سأذهب معها بصحبة ابنتك .. ولتعلم أنني أيضا ضدك .. لن يكون أحد جوارك فقد اصبحت شخصا لا اعرفه .. ولا اعرف كيف اصبحت في غفله مني .. لقد تشقق قلبك من الذنوب كريم .. لم يعد أبيضا كما كان .. "
قال متأففا
"هل انتهيت من محاضرتك سما .. أنا لم آخذ شيئا ..اسأليها من يدخل بيتها .. فلتسل زوجة حارس العمارة فهي تساعدها بالتنظيف .. لماذا أنا؟ ..لماذا .!. "
قاطعته سما بحده
"أنسيت عندما كنت تأخذ مالا من حقيبة والدتنا وكنت تعلم أنها ستتهم أبيك بدلا منك .. هل نسيت عندما سرقت ساعة من قبل من منزل أبيك خلسة وأظهرتها لي ونحن مغادرون .. لم لا اصدق اذا !... أنا لا أحاضر ولا أعظ أنا أخبرك فقط بموقفي تجاهك ..لن تكسب تعاطفي معك ثانية ..الأمر لم يعد يخصك وحدك وانما يخص أرواح تتعلق بك .. قصرت بحق أولادك وتلبية احتاجاتهم ..وزوجاتك والاعتناء بهم .. لقد كان الزواج الثاني قرارا يحتاج لبعض الحكمة منك .. أنت اندفعت وراء مشاعرك .. لم تكترث لزوجتين لكلا منهن مشاعرها واحتياجاتها .. أطفال بحاجة للانفاق لاشباع طفولتهم البائسة .. كنت تظن أنك ستظل تنعم بالحب كثيرا لكن للأسف لم تفكر بالواقع ...أنت جاحد بنعم الله عليك يا أخي .. فأنتبه .."
كانت هذه آخر كلماتها ..ثم أغلقت الهاتف .. لم تنتظر سماع شيئا منه هي ساخطة عليه ..لم تستطع أن تنسي محادثتها مع مني .. أخيها يفعل مع زوجته ما يغضب الله ... لم تكن مني لتقص عليها الأمر لولا أن قالت سما
" أري أن مشكلاتكم بسيطة مني .. أي بيت يعاني من ضيق العيش بسبب ما نعيش فيه من غلاء .. ما الأمر الجلل الذي ترتكبونه أنتم ليصبح ما بينكم هكذا ... "
ودون أن تقصد سما .. شعرت مني أن سما تعرف شيئا .. فقصت عليها ما يحدث بينها وبين زوجها ...لتسألها بعدها عن مدي حرمانية الأمر... اتسعت عيني سما ذهولا مما سمعت .. يا الهي .. كريم ...أخيها .. يفعل مع زوجته حلاله هكذا أشياء .. معه زوجتين .. نساء .. ويطلب الجماع كالشواذ .. اسندت رأسها علي الكرسي .. كانت تستذكر الدروس مع ابنتها .. لا تعلم ماذا تقول ..
" ماما هذا الكلام بدرس الدين .. نحن نذاكر لغة عربية "
أغلقت سما الكتاب
" كفي اليوم جني .. هيا للنوم .. لديك مدرسة باكرا "



رواية قلوب آثمة لكاتبة هالة حمدىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن