الفصل الثالث
" طلب زواج "
عند وصوله لعملها رآها تجلس علي مكتبها ..فهي تعمل كسكرتيرة في مركز طبي كانت تعمل به منذ بدايته مع أكثر من طبيب بمواعيد مختلفه .. منذ الثامنه صباحا وحتي الثامنه مساءا .. بعد وضعها لجودي أخذت ما يقارب من الثلاثة أشهر جوار ابنتها ومن ثم طالبت بالعوده لعملها .. فهو مستقبلها .. أمانها .. هي تخشي الغد .. فدوما تحرص علي ملاقاته قوية .. لم تنتبه وهي تبني قوتها تدهس غيرها للوصول لمبتغاها .. ابنتها التي لا تراها الا عند النوم .. تتركها وتذهب .. لا تعرف هل سيكون وليد معها .. ام ستتركها لجارتها التي لم تنجب للآن رغم زواجها منذ خمسة اعوام .. فرأت سارة انها الانسب للعناية بطفلتها وقت غيابها .. ان غادر وليد صباحا لعمله تترك جودي لجارتها .. وان لم يغادر بسبب نومه لا تهتم بايقاظه وانما تترك جودي بهدوء وتذهب لعملها مغيظه له بتبجح ...لا تهتم لأي شئ ...فالأهم هو انتقامها منه ومن خياناته التي لا تنتهي .. اهم شئ هو المال .. المستقبل .. الامان ...ومن قال ان الامان في المال .. ومن ضمن لها هذا ...لم تنس يوم ولادتها كانت تري نظراته للممرضات .. لم تنس ابتسامته المستمتعة عند وقوع نظره علي مفاتن احداهن.. ملت منه وملت من تجاهلها للأمر .. هي أكبر من أن تقارن نفسها بنساءه .. هي أكبر من أن يهينها زوجها بالنظر أو مكالمة أو ملامسة أخري .. هي بالطبع أحلي وأجمل من أي انثي قد تلفت أنظار زوجها ..
أنتبهت لصوت بكاء ابنتها التي يحملها وليد أمام باب الأستقبال .. نظرت لهم بأبتسامه .. اقتربت منهم قائلة وهي تلامس وجنتي جودي...
" حبيبتي ... الفستان رائع .. ألا يوجد شكرا جوجو لماما التي انتقته لك .."
ثم أخذتها من والدها تقبلها ...ظل صامتا ينظر اليها ...واجهت نظراته بالتجاهل فقال
" ألا يوجد شكر لوالدها ..من نظف وصفف و ألبس ... "
قالت وهي تتلفت حولها تخشي أن يراها الدكتور ذو النوبه الصباحية
" ما الذي أتي بك الي هنا وليد ... أتيت لأفتعال فضيحة لي بعملي "
نظر اليها ببرود واضعا يديه بجيبي بنطاله الجينز الثمين قائلا
" لا .. لقد أحضرتها كي أذهب لعملي .. منذ أن انتظمت انت بعملك وانا أكاد أكون عاطلا بلا عمل .. أعذار دائمة لعملائي .. وعملي الصباحي استنفذت اجازاتي منه ... أخبريني سارة .. عمل أيا منا اهم ؟ انا أم أنتي ... من المنوط بتربية جودي والعناية بها أنا أم أنتي ...أخبريني متي تراك ابنتك ؟ .. بل متي أراك أنا ؟ "
كانت كلماته هادئة باردة ... لم يكد ينهيها حتي أدار لها ظهره مغادرا بمنتهي الهدوء.هكذا وجه لها ضربته ... هكذا انتقم من برودها الذي لا نهاية له .. لن يفيد معها الكلام .. لابد من صفعه قوية لتهتم بأبنتها هو لن يطلب منها ترك العمل ... هو سيجبرها علي الاعتناء بجودي .. جودي فقط فهي لم تعد شيئا بالنسبة له... هو لم يقربها منذ وقت طويل بل لا يراها .. عملها .. كيانها .. مالها .. هو فقط ما تفكر به ... ابنته دوما معه او عند جارتهم .. هو شاكر لجارتهم في الحقيقه لاعتنائها بطفلته لكن المبادئ .. القيم ..الاخلاق.. ممن ستتشربها من جارته ..ذهب اليها اليوم ليلقي عليها بالمسؤلية قليلا رفقا بابنته ... ويبدو ان المشوار معها طويل لتفهم اولوياتها.
كانت تستشيط غضبا مما حدث..لا تستطع أن تنسي تغيره معها .. هما متباعدان .. كلا يمضي في طريقة .. كلا يأذي الآخر بطريقته .. هي لا تشعر بالأمان حيال وليد .. تباعده عنها مخيف هو حتي لم يحاول استمالتها نحوه .. او مصالحتها .. او حتي مشاكسة لطيفة للتقرب منها ..الهذا الحد اصبح العيش معها مستحيل !.. أمن حقه الغضب ؟.. ماذا عنها هي وهي تعلم بخيانته لها ... بدأت جودي في البكاء ... لا بل الصراخ ... يبدو أنها جائعة ... من أين ستحضر لها لبنها الخاص .. ماذا وان كانت تحتاج لتغيير حفاضها ...يا الهي ماذا فعلت بنا يا وليد .. ظلت تضرب الارض مجيئا وذهابا تهدهد ابنتها علها تصمت حتي خرج الطبيب من غرفته قائلا
" ما هذا سارة .. هي عيادة أم حضانة ؟ من هذه ؟ ... أبنتك ..."
نظرت للأرض فأكمل قائلا
" ما الذي أتي بها الي هنا ؟.. "
اجابت جودي هذه المرة بصراخ لا ينته .. فقالت سارة
" آسفه دكتور .. أواجة ظرفا عائليا طارئا "
" سيتعطل العمل .. انتي صاحبة مكان ولك نسبة علي كل شئ .. أرجو ان تنتبهي لذلك سارة "
ردت بأرتباك
".. هل يمكن ان استأذن ساعتين فقط .. .. أعتذر بشدة "
أنت تقرأ
رواية قلوب آثمة لكاتبة هالة حمدى
Romanceعندما يتصارع الخير والشر بداخلنا .. ويحين وقت الأختيار .. اما أن ننجو بأنفسنا .. أو نسقط بين براثن الآثام