الفصل العاشر
" الماضي القريب "
بعد أن عاد كريم الي المنزل .. وجد نور بأنتظاره .. انها اليله الثالثه التي يقضيها معها علي التوالي .. لا يطيق العودة الي مني متحججا بالعمل ... وجد أروي نائمة في هذا الوقت .. لقد رآها علي الغداء تركض وتلعب .. تقف وتقع .. تجلس وتحبو .. رآها ولم يشعر بأي تأثر نحوها .. هو يقبلها ويحتضنها ويلاطفها الا أن الأحساس تجاهها معدوم .. كان ما يفعله جزء من مسرحيته التي أوشكت علي الانتهاء ..
بادرته قائلة
" لقد رأيت مني اليوم .."
تسمر مكانه .. كان يهم بخلع سترته .. تجمد مكانه قائلا بغموض
" أين ؟"
قالت وهي تبتسم بقوة
" في السوق "
أكمل نزع سترته ليواجهها مضيقا عينيه قائلا
" سوقها يبعد عن السوق خاصتنا أميال .. أنت بمكان وهي بمكان آخر .. واليوم كنت بالعمل .. كيف رأيتها نور ؟.."
قالت وهي تستمتع باللعب بأعصابه
" لقد استأذنت من عملي .. وذهبت .. هذا كل ما في الأمر "
" هل فضولك ما دفعك لذلك ..؟ "
" نعم .. أردت أن أراها .. هل هي كما وصفتها لي أم كنت تكذب ..! "
أنتظر ليستمع للمزيد .. فاستطردت نور
" انها بدينه ..جدااااا .."
ابتسمت بزهو من فعلتها .. لا تنكر نور غيرتها من مني .. رغم بدانتها الا أنها أجمل منها .. فنور بها عيب بأحدي عينيها نتيجة لجرح قديم .. ليس منفرا وانما غريب لمن ينظر اليها لأول مرة .. وهذا الأمر ما كان يشعرها بالنقص قبلا .. كانت تستعيض عن ذلك بأدوات التجميل .. و ثيابها المنسقه المهندمة .. هي تعمل بصرح حكومي ولابد أن تهتم بمظهرها.
أكملت
" لقد رأيتها تشتري خضروات فاسده .. أهذا ما تطعمه لأبنائك كريم .. لا أتعجب من مرضهم ببكتريا المعدة دوما .. لهم الله .."
اذا فقد ذهبت .. تغلبت نور علي مخاوفها من زوجته الأولي وذهبت اليها .. هل كانت تريد محادثتها .. أو أخبارها بأمر زواجهم .. هيا نور .. اثقلي ميزانك أكثر وأكثر .. فيوم الحساب أقترب ..نظر اليها وابتسم قائلا
" هل شعرت بالتحسن الآن .. هل تشعرين بالرضا عن ذاتك الآن .. هل تخبريني أنك قد تصلي لزوجتي وأبنائي بهذه السهوله ..من أين علمت العنوان وكيف تعرفت عليها من الاصل ؟ "
قالت نور بثقه
" أمر العنوان أبسط مما تتخيل .. هو مدون ببطاقتك الشخصية زوجي العزيز ..وعن تعرفي عليها لقد ذهبت حتي البيت وشاهدتها تخرج بصحبة ابنك الأصغر يشبهك كثيرا ..و أما عن حديثك عن وصولي لزوجتك وابنائك .. لا .. ليس فقط .. بل لوالدك أيضا .."
التمعت شرارات الغضب بعينيه.. والده .. لا لا .. هذا آخر ما يريد .. والده من استأجر متجرا خاصا له .. يراه يوميا قد يطعمة .. قد يعطيه مالا .. هل سيخسر كل هذا لأجل تهور هذه البلهاء .. لا .. الا هذا .. كانت نور تثير غضبه وحنقه عليها دون أن تقصد .. كانت تزيد من اشتعال مافي صدره أكثر وأكثر .. تجعله يشتد اصرارا علي ما يعزم علي فعله ...قال غاضبا
" اياك والاقتراب من والدي نور .. أبي هو السبب في ما نحيا به الآن .. المتجر ما ينفق عليكما سواء .. سنخسر معا ان علم أبي بأمر زواجنا .. أنتبهي لأفكارك نور وما قد تلقينا فيه بجموح أفعالك .."
ثم تركها ملتقطا سترته التي نزعها للتو.. مغادرا البيت بأكمله ..
هي لا تعلم لم فعلت كل ذلك .. الأمر بينها وبين كريم مستقر .. بل قام بدفع الايجار بالأمس القريب .. لا تعلم لما تريد دوما أن تجعله غير آمن نحوها .. تريده دوما يخشاها .. أن يخاف من أفكارها وأفعالها ...حقا لقد تفوقت علي نفسها .. بعد أن حصلت علي العنوان .. بدأت بمراقبتها ولحسن حظها خرجت مني للسوق ..هي بنفس وصف سما وكريم لها .. بجلبابها المتسع .. بحجمها الكبير .. لم تمنع نفسها من اكمال تلصصها فوجدت نفسها تسير خلفها متخفيه في نقاب يخفي ملامحها .. كان الشارع مزدحم بالناس .. والسوق مكتظ .. الا انها لم تغفل عنها للحظة .. تراقب سكناتها وصياحها .. وشرودها ايضا .. رأت معاذ يبتعد عنها لكنها انتبهت اليه أخيرا .. معاذ يشبه كريم كثيرا .. ببشرته السمراء وعيونه المماثلة سمرة .. بشعره الاسود الداكن الناعم .. ابتسمت فأروي أيضا ورثت شعره الناعم ونفس أتساع العين ولونها .. أنتهت عند هذه الأفكار ولملمت نفسها عائده لغرفة نومها .. كانت نور تسترجع ما حدث وتحلله بعقلها .. تعلم أن كريم يخشي زوجته .. ويخشي والده .. ويحب سما ويأتمر بأمرها .. هي ستهدأ قليلا من غيرتها .. ستحاول أن تهدأ .. فليس هناك عذرا لشن حرب علي كريم طالما ينفذ ما تريد
أنت تقرأ
رواية قلوب آثمة لكاتبة هالة حمدى
Romantizmعندما يتصارع الخير والشر بداخلنا .. ويحين وقت الأختيار .. اما أن ننجو بأنفسنا .. أو نسقط بين براثن الآثام