الفصل الثالث عشر
" نار و رماد "
عادت مني الي المنزل .. البيت هادئ .. الصغار ما زالوا نائمين .. لقد علمت أنها مريضه هي الأخري بالسيلان .. وعندما أخبرت الطبيب بالعلاقة الخاصه بينها وبين زوجها أخبرها أن هذا هو السبب الرئيسي لحالتها .. فهكذا أصيبت بالعدوي .. أخبرته عن الأعراض التي يعاني منها كريم .. كانت تخشي أن تصبح مثله طريحة الفراش.. فقال لها الطبيب
" الأعراض تختلف من مريض لآخر .."
أعطاها دواء و طلب منها البدء في تناولة علي الفور ... أغلقت الباب خلفها متوجهة الي المطبخ ..ملأت كوبا من الماء لتأخذ الدواء..تجرعته شاردة..آخر ما كانت تتوقعه أن تمرض بسبب فعلة كريم بها .. كريم يعلم ان هذا الأمر يؤلمها ويقوم به .. يعلم أن هذا الأمر محرم ويجبرها علي القيام به ..كريم كان يعلم أن هذا الأمر قد يمرضهم و كان يستمتع به.. لقد تبدل حاله منذ أربع سنوات من زواجهم .. رأته حاله يتبدل أمام عينيها بدءا بعودته الي التدخين .. مرورا بتركه لصلاته .. الصلاة..حدثت نفسها"أين نحن من الصلاة .. ! لقد ابتعدنا كثيرا أنا وهو .. كثيرا جدا "
نظرت الي الأرض وهي تخجل من حالها .. كيف ستدعو الله وهي مقصرة ..خرجت من المطبخ ثم التقطت هاتفها و انتظرت حتي أتاها صوت سما .. يبدو أنها نائمة.. بادرتها مني قائلة
" سما .. أحتاج اليك .. كريم .. مريض .."
تعجبت سما مما سمعت .. كيف علمت مني ..لقد كان كريم عند الأخري ..لم تبد ردة فعل حتي تفهم من مني التي أكملت
" اليوم جاء الي البيت متأخرا ومعه رجل يساعده للوصول الي المنزل .. أخبرني كريم أنه مريض بالسيلان .. كنت أشعر بالمرض فأخبرني أني بالضرورة مريضة مثله .. ذهبت للطبيب الذي أكد لي كلامه .."
كانت تشهق لتلتقط أنفاسهامن البكاء قائلة
" سما .. ماذا افعل .. أخبريني ... هو يجبرني علي ذلك .. كيف أدعو .. كيف .. أ ..أصلي ..سما أنا أموت ..أنا خائفه .."
كان جواب سما .. دموع تنساب من عينيها .. نحيب صامت .. كريم .. ااه .. ألا يكفي صدمتها فيه عندما أخبرها أنه يكره الذهاب الي الله .. ألهذا كان يكره ؟ ..أم أن الله هو من يكرهه .. ويكره لقاءه ..! كيف ترك أخيها الحلال واستعاض بالحرام عنه ..مسحت دموعها فمني تحتاج الي النصح الآن ويجب أن تتماسك لأجلها فقالت برفق
" توبي الي الله مني .. اعزمي علي عدم العودة لتلك الفعله انها كبيرة من الكبائر ..."
ثم أسرت في نفسها
" وهل ترك كريم كبيرة لم يفعلها .. وماذا بعد كريم .. ؟ ماذا فعلت أيضا لنور كي تقذف بك خارج منزلها وأنت بهذه الحاله.. ! "
أكملت حديثها لمني
" تضرعي الي الله مني ولا تخافي .. سيفرح الله بتوبتك .. لا تقنطي أبدا من رحمة ربك .."
حاولت سما أن تهدئ من روعها.. وتلقي علي مسامعها آيات وأحكام .. أخذت تعلمها كيف تصلي .. كيف تخشع في صلاتها و تنصحها بما تمنت أن تنصح به أخيها في ذلك الوقت..
بعد أن أغلقت مني الهاتف ذهبت لتتوضأ .. صلت واستغفرت .. كانت تصلي بغرفة نومها أمام كريم ..رأته مغمض العينين ..لم تنتبه الي أنه مستيقظ بحالة يرثي لها ينتظر الموت .. كانت توليه ظهرها تصلي .. فور أن انتهت جلست تدعو قائلة
" ربي .. أستغفرك وأتوب اليك ..كنت أعلم ان الأمر يخالف فطرتي .. أنا لم أحب ذلك وأنت تعلم ..يا رب أغفر لي .. اشفني .. اشفي كريم يا رب .. أجعله يكرة ما يفعله .. أعده لي .. اعده لي كما كان .. صالحا .. محبا .. يا رب اغفر لي وله.."
و تساقطت دموعها ندما وألما علي فعلتها ..
أنت تقرأ
رواية قلوب آثمة لكاتبة هالة حمدى
Romanceعندما يتصارع الخير والشر بداخلنا .. ويحين وقت الأختيار .. اما أن ننجو بأنفسنا .. أو نسقط بين براثن الآثام