الفصل الخامس
" عدالة السماء "
جسده ينتفض بقوة .. عينيه ثابته علي شاشة الهاتف ..هل هذه رحيق ؟.. يا الهي .. رحيق تنزع حجابها .. هل هذا جسدها .. رقبتها .. مقدمة نحرها .. شعرها الأسود الطويل الناعم منسدل علي جانب وجهها .. عيناها السوداء اللامعة .. أهي حقا رحيق ؟... هل جمالها هذا شاهده غيره ؟ ... هل واحد أم أثنين .. ثلاث .. كم رجل شاهدها هكذا ...هل من صورها أكتفي برؤية التسجيل مرة واحده أم تلتها عده مرات !.. هل شاهدها وحده أم مع أصدقائه ؟.. هو يعرف الرجال هذه الايام ما ان تقع بين براثنهم امرأة الا وتناقلوها بينهم مثل الكرة ..اعتصر الهاتف بين يديه بغضب .. لم يتحرك من جوار زياد .. مر الوقت وهو كما هو علي وضعه لم يتحرك .. لم يتنفس حتي .. كان يكتم أنفاسه .. غيظا .. غضبا .. ألما ..
هذه رحيق التي وثق بها وسلمها ولده لتهتم به .. هل هذه حسنة السمعة التي سأل عنها جيرانها .. فقد كانت حسنة السمعة فعلا .. لكن ذنوب الخلوات لا يطلع عليها أحد الا الله .. كيف كان سيعلم !.. يشعر بسخونة جسده .. لقد طعنته رحيق مسببة له جرحا غائرا لا يعلم متي و كيف سيطيب .. هي لم تخبره بأمر كهذا أثناء خطبتهم أو حتي وقت تعارفهم .. لقد كانت تجلس أمامه بحجابها .. هل خدعته ؟ هل الأمر توقف لهذا الحد بينها وبين صاحب الرقم أم تطور الأمر بينهم ؟..أمسك رأسه وهو يظن أن الأفكار ستتوقف ..ربما هذا الفيديو من صديقه لها أرادت تنغيص عيشها ..لا يريد أن يتسرع أيضا.. لمحها تقف بالقرب من غرفة زياد .. لم يستطع أن ينظر اليها .. خرج أمام عينيها لغرفتهم فلحقت به ..جلس علي الأريكة القريبة من النافذة ..كانت تنظر اليه وتستشعر غضب خفي منه لا تعرف ما سببه ..رفع وجهه اليها قائلا بهدوء زائف
" هل كنت مرتبطة رحيق قبل معرفتك بي ؟ "
لمح ارتباكها وهو يكمل
" أقصد هل أحببت أحدهم .. هل تعلقت بأحد بعد وفاة زوجك ؟ "
لا تعلم بماذا تجيب لماذا يوجة لها هذه الاسئلة ؟..هل أرسل له وليد التسجيل ..شحب وجهها فقد هربت منه الدماء قائلة بسرعة وارتباك دون تفكير
" لا "
التمعت شرارات العنف بمقلتيه .. لم يستطع كتمان ثورته وتقديم حسن ظنه أكثر من ذلك وهو يري ارتباكها .. قام من مجلسه مقتربا منها ممسكا ذراعها بقسوة رافعا هاتف حنان أمام عينيها يشرع في تشغيل الفيديو ...ما ان رأته حتي انهمرت الدموع من عينيها ...واضعه يدها علي فمها تكتم شهقاتها .. اذا فالتسجيل ليس من صديقة .. والا لم البكاء ! ..بعد انتهاء الفيديو هدر قائلا
" ماهذا ؟ .. هل خدعتني رحيق ؟..."
لم تجب عليه وظلت الدموع تنهمر من عينيها ... صاح بها
" أجيبيني ...! "
قالت من بين دموعها
" اخفض صوتك.. أرجوك .. أولادي..."
دفع ذراعها عنه بقسوة ممسدا جبينه قائلا
" وهل أهتممت ان بأولادك .. هل فكرت بهم وأنت تتحدثين لأحدهم بدون رابط بينكم .. ما الذي ورطت به نفسي وولدي ... ياالهي .. هل أنت من أئتمنتك عليه...كيف سيغدو ؟ رجل تحركه شهواته .. من أنت .. أنت من علمته أن يكون شجاعا .. أن يكره الكذب .. أن يكون رجلا .."
ثم أشار اليها ليستطرد
" وقد خنت أنت نفسك .. وكذبت علي خدعتني بعفتك .. هل كنت أحمقا بنظرك ..لقد كذبت عيني وسألتك ..أنت ..كاذبة ..خائنة ..."
قالت بخوف
" لم اخدعك .. لم اخنك .. أقسم لم أفعل .. لقد .. لقد كان يعدني بالزواج .. أنا لم أفعل شيئا أكثر مما رأيت .. نزعت حجابي فقط وعندما شعرت أن جسدي يظهر له أغلقت المكالمة علي الفور .. لم أنتبه لما تكشف من جسدي أقسم لك "
أمسكها من ذراعها ثانية يعتصره قائلا وهو يضغط علي أسنانه
" تتبجحين بأنك لم تفعلي شيئا .. رجل لا يربطك به شئ .. غريب عنك .. لماذا تحادثيه وتفتحي كاميرا هاتفك له ؟.. لم تنزعين عنك حجابك أمامه ؟.. لقد كنت ترتديه أمامي حتي تزوجتك .. تدعين العفة أمامي أنا فقط ! .. ألا تعلمين أنه قد شاهد الفيديو مع أصدقاء له ؟.. أو ربما ينشره في أي مكان .. ألم تخشي علي صغارك وسمعتهم ؟.. تبا لك رحيق .. ألم تخافي أن نصل لما نحن فيه الآن .. بالله عليكي أخبريني .. ماذا علي أن أفعل الآن هل أطلقك وأثأر لكرامتي .. هل أقتلك الآن جراء فعلتك .. أم أكمل معك حياتي فاقدا رجولتي ونخوتي ؟ .. بالله عليك أجيبيني "
كانت كلماته تقطر ألما .. عروق رقبته ثائرة وعرقا نابضا أوسط جبهته بدأ في الظهور .. لقد كانت طعنة غادرة .. كانت سعيده معه تقسم علي ذلك .. قضت أجمل أيامها في كنف بيته ..في أمان وهدوء .. رجل مستقيم .. رأيه صلب في الحق .. لا يخشي شيئا أو أحدا .. لقد خسرته الآن..حقا خسرته .
أنت تقرأ
رواية قلوب آثمة لكاتبة هالة حمدى
Romanceعندما يتصارع الخير والشر بداخلنا .. ويحين وقت الأختيار .. اما أن ننجو بأنفسنا .. أو نسقط بين براثن الآثام