"لن تشعر إنك على قيد الحياة حتى تشعر بالالم"
هل فكرتم يوماً بهذا؟
تضل حياتك فارغةً تماماً مع كل تلك الحلقات المتكررة من الروتين اليومي الممل حتى تفقد معنى الشعور بحد ذاته الى ان تأتي تلك اللحظة التي يبدأ فيها تدفق الادرينالين الى جسدك..حينها فقط تشعر انك على قيد الحياة لأول مرة...
بدأ الامر بقبلة.. قبلة اشعلت كل حواسي...
انتم لا تصدقونني اليس كذلك؟ إذاً لماذا لا تشعروا به معي بأنفسكم؟
كان يوماً مملاً ورتيباً كباقي الايام كنت احضر فيه لأمتحان الحقوق في الغد حتى اتاني اتصال من صديقتي تصر فيه أن اذهب معها لنحتفل في البار مع علمها بأنني اكره الحفلات وافظل الاجواء الهادئة اكثر..
ارتديت تنورة وردية قصيرة مع جاكيت قصير بنفس اللون واسدلت شعري المموج الى اسفل ظهري...
لم اتعمد ان البس هكذا لألفت الانتباه او ما شابه لكن يمكنكم ان تقولوا أنني يطغى علي اللبس الانثوي غالباً..
اوه صحيح! نسيت ان اخبركم بأسمي، اسمي طوكيو،
سمتني امي بهذا الاسم لهوسها وحبها الشديد باليابان وبالانمي، حتى انها تمتلك كوسبلايز اكثر مما املك انا! اما والدي فدوماً ما يخضغ لرغباتها لفرط حبه لها لكنني لم اجد علاقتهم مرضيةً يوماً بالنسبة لي فأنا لا احب هذا النوع من الرجال الذي يبدوا وكأن لا رأي له في شيء لكنه في الحقيقة اب رائع كان السبب في حصولي على متطلباتي كلها، وتذكرة ذهاب للوس انجلوس لأدرس الحقوق بينما ينتظرني في تايلند لأحقق حلمي واعود...
لدي اخ واخت اصغر مني، اخي كين ذو الثمانية اعوام، واختي ميلا ذات السبعة عشر عاماً...
بالمناسبة، هل ترون ذلك الفتى الوسيم ذو الشعر البني الذي يحمل مشروباً ازرق بيده؟ ذلك جوناثان حبيبي
يمكنكم ان تقولوا انه شخص مثالي ليس هناك شيء لا يستطيع فعله، ها هو يقترب مني بابتسامة على وجهه
-عزيزتي، ها هو مشروبك.
-خالٍ من الكحول اليس كذلك؟
-بالطبع!
طبع قبلة على خدي..
-هل رأيت بيث؟ لا اعلم اين ذهبت
-اظنها كانت ترقص هناك قبل قليل مع شاب غريب
اوه، انظري، انها هناك ترقص كالمجانين!
-لا اعلم كيف اصبحنا صديقتان ونحن لا نتفق بأي شيء اطلاقاً!!
-انها مجنونةٌ بالكامل! لو كانت حبيبتي لكنا انفصلنا منذ وقت طويل، لكنكِ نوعي المفضل، احب حقيقة كونكِ هادئة، انه يتناسب مع وجهكِ الجميل هذا، عيناك الواسعتان، وشفتاك الكرزية... انا احب كل شيء فيك..
-يسعدني انني نوعك المفضل..
-احبكِ، طوكيو.
-جون، انا اشعر بالصداع، سأذهب الى الحمام قليلاً لأغسل وجهي.
-هيا، سأرافقكِ الى الحمام.
-لا، اريدك ان تراقب تلك المجنونة من اجلي، لا اريدها ان تغادر مع شخصٍ غريب.
-حسناً.
ذهبت الى الحمام لأغسل وجهي وابتعد عن الضوضاء قليلاً، رأيت عند خروجي ممراً طويل ينتهي بغرفة، يمكنني سماع الاوبرا المفضلة لدي ave maria..
ذهبت نحو الصوت دون تفكير... وجدت شيئاً يعجبني في هذا المكان اخيراً! ضغطت زر رفع الصوت لأتفاجأ بباب مخفي يفتح من الجدار... اقتربت لأرى غرفة مليئة بالشموع، تبدو بلون احمر مع اصفاد معلقة من الحائط وادوات تعذيب موضوعة على طاولة خشبية، وسرير في اعلى الغرفة، وفي المنتصف هناك شاب مكبل من يديه وقدميه، تخرج منه جسده بعض الدماء بينما يقف امامه شخصٌ عارٍ بالكامل يعتليه ويفعل به اموراً غريبة..
تفاجئت من هول الموقف ووجدت نفسي اقول ما هذا بحق السماء بصوت عالٍ... انتبه لوجودي ذلك الشخص واقترب مني ليتضح وجهه اكثر... شعر مموج اسود طويل، عينان حادتان، انف نحيف بعظمة مرتفعة وجوانب محددة، ووجنتان مخسوفتان من المنتصف لتنتهي بفك حاد وشفاه مرتفعة قليلاً ممتلئة في الجانب السفلي اكثر... تجمدت في مكاني حين رأيت وجهه.. لم استطع سوى ان اواصل النظر في عينيه...
اقترب اكثر وقبلني.. ما الذي فعله بي بحق السماء؟!
لأول مرة اشعر انني على قيد الحياة! تلك القبلة دبت الحياة في جسدي كله!! كان من المفترض ان ادفعه بعيداً واهرب لكنني تسمرت في مكاني..
ابتسم ابتسامة متحاذقة وقال:
-do you wanna play?
