اخرج علبة سجائر واشعل سيجارة، قلت بفضول:
-لماذا تدخن؟ هل طعمها جيد حتى؟!
اقترب مني ونفث الدخان في فمي..
-اعطني واحدة.
اخذت واحدة واستنشقتها..
-إذاً كيف يبدو لكِ طعمها؟
ضحكت قائلة:
-اظن ان طعمها يبدو افضل من فمك.
-إذاً سأجعلكِ تتذوقينها من فمي متى ما شأتِ!
-إذاً هل ستخبرني ما الذي حدث بالسطح سابقاً؟
-كنت ارى لأي مدى يمكنكِ الذهاب من اجلي وتفاجئت انك كنتِ مستعدة للتخلي عن حياتكِ من اجلي لذا انا اثق بكِ الان.
-إذا كان ذلك ما يتطلبه الامر لتثق بي، اظن انه من الجيد انني قفزت من المبنى!
-من الان فصاعداً سأدخلكِ الى عالمي طوكيو، عالمي المظلم الذي سأطلب منكِ الغرق فيه بدل ان ارمي لكِ طوق نجاة، يمكنكِ الانسحاب الان أن اردتِ أن تنقذي نفسكِ لكن بمجرد الدخول لا يمكنكِ التراجع او ستواجهين مصيراً مغلقاً تنتهي به حياتك.
نظرت الى عينيه مطولاً وقلت:
-سأدخل الى عالمك حتى إن كان بعيداً كل البعد عن عالمي.. سأدخن حتى تمتلأ رئتاي بالنيكوتين، وسأشرب حتى افقد عقلي تماماً، وسأملأ لوحاتك بدمائي حتى اخر قطرة، وسأموت بالتأكيد.. لكن ليس الان، ربما بعد 60 سنةٍ على الاقل حين نقف بالكاد على عكازنا،
i can be your everything vegas.
-إذاً ارتدي ملابسكِ سنخرج.
-الى اين؟
-لأضع عليكِ علامتي.
-هم؟ ماذا تقصد؟
-لا تسألي واتبعيني فقط!
صعدنا على دراجته وانطلق بي نحو زقاق مظلم.. تخيلت نفسي فجأة في فلم يقتل فيه السايكو الضحية في مكان مظلم ويتخلص من جثتها بعد قتلها..
ضحكت قائلة:
-لن تقتلني هنا وتتخلص من جثتي اليس كذلك؟
-واو! تتمتعين بمخيلة واسعة!
نزل من دراجته ومشينا قليلاً داخل الزقاق حتى دخل في محل واجهته ملونة من الخارج باضواء خافتة لا تلفت الانظار، يبدو انه المكان الذي يقصده ليصنع اوشامه.. لديه على ساقه اليسرى ٣ رموز ورمز اخر على ساقه اليمنى ولديه سكين، ثلاث نقاط، وحرف H ما بين اصابعه.. لاحظت اوشام ساقه في اول مرة رأيته فيها لكنني رأيت الوشم بين اصابعه في الليلة التي رادوه فيها الكابوس عندما امسكت يده...
-فيغاس! لقد مرت مدة.. هل اتيت من اجل مجموعة جديدة؟
-بل وشمان فقط، vegas على معصم يدها و tokyo على معصمي.
-هل هي...؟
-اجل، انها طوكيو، فتاتي.
فتاتي؟ هل قال فتاتي للتو؟ سيضع اسمي على يده ايضاً؟ نظرت اليه متفاجئة فابتسم وقال:
-لا مجال للتراجع الان.
كان! ذلك! اول يوم! لنا! معاً!!
خرجت من المكان وانا اقفز فرحاً واغني.. نظر الي من مسافة وابتسم.. كانت المرة الاولى التي اراه يبتسم فيها هكذا.. كأنه يشعر بالسعادة.
-فيغاس؟
-همم؟
-فيغاس؟
-ماذا؟
-فيغاس..
-ماذا الان؟!
-قبل قليل قلت شيئاً عني حين كنا عند سام..
-ماذا قلت؟
عقد حاجباه بفضول...
-قلت (انها فتاتي).
-الستِ فتاتي إذاً؟ الم اقل لكِ لا مهرب مني بعد الان؟
-لن اهرب. لِتُقطَع قدماي قبل ان افعلها.
-إذاً ما الذي يدور في ذهنكِ؟
-انا اسألك إن اصبحنا معاً بالفعل الان..
-الا ترين اسمكِ هنا؟
رفع يده امامي
-انا..اراه..
-سيكون عليكِ منحي بعض الوقت فقط لاعتاد على ما يحصل.. لقد كنت اعبث في الارجاء لثلاث سنوات اعذب الرجال واشاهدهم يصرخون وافعل بهم ما اشاء..
انا وحش يستمتع برؤية الناس امامه تصرخ وتتعذب.. وانتِ اول فتاة تدخل حياتي منذ مدة.. اخر فتاة واعدتها
تركت لي كوابيساً تكفيني مدى الحياة لذا اظن ان الطريق سيكون طويلاً نحو قلبي.
-لا يزال امامنا الكثير من الوقت فيغاس، لا اطالبك أن تحبني الان، لقد لاحظت وجودي وهذا اكثر من كافٍ.
مجرد اللعب معك كفيل أن يشعرني انني على قيد الحياة لذا انا لا اشتكي.
-أذاً هل نلعب مجدداً؟
-سيسرني اللعب معك سيد فيغاس.
عدنا الى غرفتنا لنلعب، اشعلت انا الشموع ومددت له يدي ليكبلها لكنه قال:
-ستفعلينها انتِ هذه المرة، اريدكِ ان ترسميني طوكيو.
خلعت عنه ملابسه، تلمست كل جزء فيه.. عضم ترقوته البارز الذي اكاد اغرق بين جوفيه.. عضلات صدره.. ذراعيه.. ظهره.. فكه.. كل جزء فيه مثالي.. اخذت السكين بعدها وجرحت كفه وانا اسرق منه قبلة لم استطع منع نفسي منها.. اخذت بعضاً من دمائه لارسم، احببت فكرة ان تكون لوحاته مرسومة بدمي ولوحاتي انا عليها دمائه..
رسمته بجناحان، نصف ابيض ونصف اسود، يقف في منتصف مكان نصفه سماء مليئة بالغيوم والنصف الاخر مليء بالنيران.. كما رسمت احدى عينيه باللون الاحمر.. كانت اجمل لوحة رسمتها على الاطلاق.. دمائه النقية اضفت على اللوحة بعداً اخر، بدى فيها كأحدى الشخصيات الخيالية.. لم يقل شيئاً لكن عينيه كانت مندهشة، عرفت انه احبها ايضاً.
مد لي يده فكبلتها، الصقت وجهي بوجهه لكنه حين اراد ان يقبلني ابتعدت.. لا اعلم لمن التعذيب بالضبط له ام لي انا.. ربطت عينيه بقماش اسود فلم يعد يرى، شعرت بنبضات قلبه تتسارع وهو يترقب ما سيحدث له... قبلت حافة شفتيه، ثم فكه، ورقبته، وحين بدأ يستمتع بالامر توقفت.. تركت يدي بعدها تداعب صدره بخفة ثم توقفت مرة اخرى.. شعرت بضعفه لأول مرة لكنني لم اكن لأتوقف حتى يستسلم.
كنت بحاجة لرفع المستوى اكثر لذا سكبت النبيذ عليه وتذوقته على جسده.. شعرت بقدمه التي تراجعت خطوة الى الوراء لأعلم انني كنت اقوم بعمل جيد.
حررت يداه لتفتح قميصي دون ان يرى، حاول لمسي لكنني ابعدته بدفعه على السرير، حاول نزع العصابة من عينيه فجلست فوقه وثبتّ يداه بيدي وهمست في اذنه:
-لقد بدأنا للتو، عزيزي.