عدت اليه قبل الثامنة بعد ان اكملت محاضراتي وجلبت لوحاتي لاريها اليه، فتحت الباب لكنه كان نائماً بعمق..
(يبدو كالملاك وهو نائم)
جلست بجانبه لاشاهده بينما ينام لكن جذبتني بعض الكتب بجانبه، تفحصتها بفضول لأتفاجأ انه مهندس معماري، ظننته على الاقل في عصابة ما يختبئ خلف قناع الرسام لكنه مهندس ورسام ايضاً!!
(-امي، لا ترحلي، ارجوكِ.. امي! امي!
-هل ناديت امك للتو صغيري؟
ضحكت ضحكة مستفزة..
-جاين؟ ما الذي...؟
ضحكت بصوت عالٍ اكثر ليخنقها..)
-فيغاس! فيغاس! استيقظ!
فزع من نومه وخنقني دون ان يستوعب حتى قارب نفسي على الانقطاع ليدرك ما يحدث حوله...
-طوكيو؟ لمَ انتِ هنا؟
قال متفاجئاً..
-ال...الثامنة...
قلتها بصعوبة وانا اختنق مع علامات يده الزرقاء على رقبتي...
ابتعد عني قليلاً حين ادرك ما فعله دون وعي وصار يضرب رأسه ويبكي ويردد:
-لن تغادر! لن تغادر!
فاجأني بكائه امامي هكذا فاحتظنته دون وعي مني، ابعدني لكنني تمسكت به بقوة ولم ارخِ ذراعي حتى هدأ قليلاً.. لم اسأله عن اي شيء بل اخذت يده قائلة:
-هيا انهض معي..
صرخ بي قائلاً:
-اتركيني!
-يمكنكِ قتلي لاحقاً لكنك ستأتي معي الان.
اخذت حقيبتي وخرجت معه الى سيارتي وقدتها الى شقتي.. خلعت عنه ملابسه واخذته الى الحمام ليجلس في البانيو بينما اغسل شعره.. نظر الي وكأنه يتسائل لماذا افعل كل هذا لأجل شخص عرفته ل٣ ايام، اخذته بعدها الى غرفتي وجففت له شعره.. ظل ينظر بتلك الطريقة حتى قال:
-ألن تسألي؟
-سأسأل لاحقاً، الان سترتاح فقط وتتخلص من جميع افكارك معي.
-لقد قتلتها!
-من؟
-حبيبتي السابقة.
-كانت لديك اسبابك التي لن اسأل عنها، لابد انها فعلت شيئاً مريعاً لتقتلها هكذا.
انتظرني قليلاً، سأصنع لنا العشاء، يمكنكِ ان تتجول في المكان ان اردت لكن لا تفتح هذا الدرج لأنك بالتأكيد لن تود ان ترى ما في الداخل!
صنعت الباستا واطعمته بيدي بعد رفضه الاكل عدة مرات لتزاح تلك الغمامة عنه وجهه تقريباً..
-لماذا تتمسكين بي؟
سأل بفضول يائس..
-لأن الحب من شأنه ان يحولك الى شخص اخر لا يمت لشخصك القديم بصلة، قد يجعل منك الحب مسخاً، او فراشة! اعلم ان كلامي قد لا يبدو منطقياً بالنسبة لك لكنني كنتُ فراشة احبت المسخ الذي جعلتها عليه فجأة،
او ربما حولتني الى فراشة متوحشة، لا اعلم، لكن إن لم يكن ذلك حباً فلا اعلم ما اسميه غير ذلك.
لقد تركت شخصاً احبني منذ فترة طويلة لأكون معك، جربت كل شيء حينها لاخرجك من عقلي، ظننت انني ان تمسكت به اكثر فسيدعك عقلي تذهب لكنني استسلمت في النهاية واتيت اليك.. يمكنك ان تؤلمني بقدر ما شئت لا اهتم بل ان ذلك لا يؤلم على الاطلاق لكن لا اريد ان اراك تتألم هكذا فيغاس.
اخذت رأسه ووضعته في حظني وعبثت بخصلات شعره
بينما انظر اليه.. كان شعوراً يشبه امتلاكك الجائزة الكبرى (ولو حلماً) لكنني كنت سعيدة لرؤيته بجانبي في تلك اللحظة... بقيت اعبث بشعره حتى امسك بيدي وهو يقول:
-توقفي عن اللعب بشعري ونامي بجانبي بدلاً من ذلك.
ظل ينظر الي دون ان يقول شيئاً حتى نمنا دون ان ندري...