Part II

704 55 213
                                    

"اهلاً بِكِ ادعى جونيفير آجارس"

  
تعريفهُ بِنفسه هذا كَان منذ فترةٍ لا أذكُرها حقاً فأنا لازلتُ مصدومةً بِإختلاف لونِ عينَيه! ... ملامحه اجنبيّةٌ حَادة ذو حواجب كثيفةً و فكٍّ حاد، إحدى عينيه زرقاء قاتمة بينما الأخرى ذاتَ لونٍ ابيضَ يميل للقُرمُزي و قد حَملت ندبةً طولِيةً على كامل عَينه و هَذا ما أثار غرابتي !

يملكُ شعراً اسوَداً قاتِم بخصلٍ طويلةٍ و مموجة مع غرَّته التي يُرجِعها الى الخلف، لديه بنيّة مبنية قوية، مَلابسه ماثلت لون شعره تحت السترة الفضية التي تحمل شعار الأكاديمية، استيقظتُ من شروديّ في هيئتِه عندما فرقع اصابعه أمامي لأستعيد انتباهي بتفاجأ

"أينَ شُتِتَّ انتباهكِ؟" تحدثَ و على وجهه ابتسامةٌ بسيطة جَعلتني ادرِكُ أنه مسالمٌ عكس ما يوحي بهِ مظهره من النظرةِ الأولى

بادلته الإبتسامَ لأعرف عن نفسي أنا الأخرى "إيڤلين سانتيڤالو، يُسعدني التَعرفُ عليكَ جونيفير"

اتسعت البسمَةُ على وجهه لِتظهر غَمازتيه بِشدة تُعطيه طابِعاً مُبهجاً لِلناظر، ذلكَ جعلني استغربُ نوعاً ما كأنهُ يَرى شيئاً غريباً لا يَراهُ كل يوم

"مُعتادٌ على التَّبسُم بِوسعٍ مع الأشخاصِ اللطفاء لا تستغربي.."

حسناً .. هو قال لا تستغربي و لكني استغربت!، كيف قرأ افكاري و أنى لهُ العِلمُ بأني لطيفة، قد أكون شريرةً مثلاً؟

فتَحتُ فمي و مَا كِدتُ اجيب حتى نطق مُجدداً "انا لا اقرأ الأفكار لكني استطيع توقعها بسهولة"

همهمهتُ مجدداً دلالةً على فهمي لِمعنى ما قاله من ثم دارَ صمتٌ بسيطٌ بيننا

"دعيني اريكِ المبنى من الداخل و أعرِفكِ على أقسامه"

إلتفتَ إليَّ اثناء سيرِنا ليتحدث "اليوم جُمعة و هو احتفالٌ عام او مناسبة كل اول يوم جمعة من كل شهر و قد اضيفُ السبب الآخر للإحتفال ألا و هو قدومُ طلابٍ جُدد، تعلمين .. لا يأتي طلابٌ جددٌ كل يوم!"

قهقهتُ معهُ بِخفة حين فعل ثم صمتَ كلانا نتابع السير حتى وصلنا باباً كبيراً ابيض اللون يحمل اسم 'فاجيتو'

"'فاجيتو' تعني قاعة غداء باليونانية القديمة، قاعة طعام، كافيتيريا، أياً ما تفضلينه" تحدث باستعجالٍ ثم يفتح الباب لِندخل و قد تفاجئتُ من جمال المكان .. لم يكن كَکافيتيريا الجامعات التي اعتدتُ عليها فقد كانت القاعة بهيةً مليئة بالألوان الزاهية مع الكثير و الكثير من المناضِد بالطبع

TÁLANTON Academyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن