02 : عناق

650 40 14
                                    

هوسوك و بعد اغماء الصغير... هو وضعه على فراشة
بعد التحقق من تنفسه و نبضة... و طار بلمح البصر
خارجا يبحث بعينيه عن سياره اجره... و لكن ولسوء
حظه فهو لم يلمح اي واحده... و عندما أراد السير
و البحث اكثر هو ادرك اخيرا ان الجو قد انقلب معلنا
عن قدوم عاصفة... و سيكون من المستحيل العثور
على سياره اجره وسط هذا الطقس الرهيب...
لذا هو انسحب عادا الى المنزل ما أن بدأ الهواء المحمل
بحبيبات الرمل و قطرات المطر بالاهتياج و الاتصدام
بجسده بقوه...
.
عاد ادراجه إلى غرفة المعيشة حيث فتح نشره
الاخبر التي تعلن عن الطقس الهائج في سيول حاليا...
.
' أشارت وكاله الأرصاد الجوية عن حدوث عاصفة
قوية... ربما تستمر إلى صباح اليوم التالي...
يرجى من جميع السكان البقاء في
منازلهم للسلامه... '

.
تنهد مغلقا التلفاز قبل أن يرمي جهاز التحكم
بعشوائية... لما عاصفة اليوم بالذات ؟...
هو شتم حظة التعيس... مغلغلا اصابعه الطويلة
بشعره الغرابي يشده للخلف بانزعاج... زفر بتعب
قبل ان يسير بخطى هادئة إلى حيث ترك الفتى...
ارتخى بجسده على المقعد القريب من الفراش...
يخترق بعسليتية ذالك الجسد الممدد وسط كومه
الاغطية... متمتما...
" انه يشبهه كثيرا... "
تنهد ثقيل غادر شفتية... اعاد راسة للخلف قليلا...
متكأ بموخره عنقه ضد المقعد...
رفع احدى يدية مدلكا صدغية...
الكثير من الافكار المزعجه تطفو براسة...
و الكثير من زوابع الاسئله تكاد تبتلعه...
و ربما و بلا إدراك منه... هو انجرف خلف
احدى تلك الزوابع الموحله...
.
.
.
.
بعد قرابة الساعتين استيقظ هوسوك من
قعر أفكاره على انين صدر من الصغير النائم... هو
رمش لمرات متتالية كانما ادرك لتوه انه غرق بتلك

الدوامه من الافكار الامتناهية للمده التي ليست
بالقصيرة... كالعاده...
حرك راسة لليمين و اليسار محاولا
طرد أفكاره قبل ان يركز حدقتية نحو الصغير
الذي بدا برفرفة جفنية بتتابع محاولا الاعتياد

على الضوء الخافت...
.
" استيقظت "
ارتجف الصغير مكانه بخوف ما ان اخترق اذنية
صوت هوسوك الاجش... ليدرك مكانه...
هو ارتفع بجذعه فزعا يحدق بالآخر بنظرات
كساها الرعب...
.

"اان.ا ا.سف.. ا.ن "
تمتم بهلع مستقيما من الفراش بسرعه
مسببا تعثره بالغطاء الذي كان يغطي جسده
و سقوطه ارضا بشكل مؤلم....
.

" كان عليك أن تكون حذرا "
اردف هوسوك و نبرته حملت نوعا من العتاب
بينما يستقيم من مقعده ليخطو بعجله
نحو الصغير ينوي مساعدته على الوقوف...
.
لكن الصغير ما أن لمح هوسوك واقفا حتى ارتعدت
اطرافه و انكمش على نفسة يصرخ بهلع
بينما بدأت عيناه بذرف الدموع...
" لل لا.للا ت.قترب... لا للاا االاااا تقت.رب لا.اا "
انكمش الصغير على نفسه اكثر فأكثر... بينما يداه
المرتجفه راحت تضرب راسة بشكل هستيري...
جسده يرتعش كما وجده اول مره...
.
هوسوك شعر باطرافه تتيبس للحضة عند رؤيته
للصغير يضرب راسة بتلك القوه... هو شعر بالاسف
على حال الصغير... مفكرا...
' ب مالذي اوصله إلى هذه الحاله ؟... '
.
جثا على ركبتيه امام الجسد المنكمش
يمسك بكفية خاصة الصغير الذي بدأ بالتخبط
بين يدية بهستيرية اكبر... هو مرعوب... يشعر بأنه
مقيد... هو يمقت ذالك!... الكثير من الأصوات تطن
في راسة!...و ذالك يرعبة اكثر...
هوسوك اراد ايقافة عن إيذاء نفسة... لكن حال
الصغير تزداد سواء فقط... هو شعر بالعاجز...
.
و بسبب تخبطات الصغير العشوائية هو استطاع
افلات يديه من خاصه الاكبر... متراجعا للخلف
بهلع... يغمض عيناه بقوة... يداه المرتجفة اخذت
تضرب راسة مجددا و لكن هذه المره بضعف اكبر...
يهذي ببعض الكلمات العشوائية بينما ينكمش
على نفسة أكثر فاكثر...
.
" توق.ف انا.. أن.ا آسف.. أرجوك... ت.وقف "
هوسوك لم يفكر كثيرا و فقط اندفع بسرعه
معانقا جسد الصغير المرتعش بخفة...
مردفا بلطف...
" هشش لا بأس لا بأس لا تخف لن أؤذيك...
و لن يفعل اي شخص... "
.
تجمد الصغير مكانه... اثر عناق و همس
هوسوك الدافئ... و الاخر استغل
أمر سكون الطفل بين احضانه ليرفعه عن
الأرض القاسية و يعيده للفراش المريح
مجددا... ثم هم جالسا بجانبة...
.
جسد الصغير نفر لا اراديا مبتعدا عن الاكبر...
هو لا زال خائفا... و بالطبع ذالك لم يغب عن
هوسوك... مقدار الرعب الكامن بقلب الصغير...
.
هو رفع حدقتية الزجاجية و أنفه المتورد...
يحدق بتشتت بهوسوك... الذي ابتسم له بلطف...
مردفا...
" ما اسمك صغيري ؟ "
توسعت عينا الاصغر بتفاجئ ظريف
اثر اللقب اللطيف الذي اطلقة علية الاكبر...
مسببا اتساع ابتسامتة الاخر...
" يونغ.ي "
" اسم جميل... كم عمرك يونغي ؟ "
دحرج الصغير عيناه بعيدا عن عينا هوسوك شاعرا
ببعض الخجل... نابسا بصوت أقرب للهمس مليء
بالتسؤال...
" الثالثة عشر ؟... "
هو لا يتذكر!...
" اوه انت اكبر مما توقعت!... "
أردف هوسوك متعجبا فمن أمامه يبدو قرابة
التاسعه... جسده نحيل و قصير للغاية مقارنه
بمن في عمره...
" إذا يون.... "
بتر حديث الأكبر عندما صدح صوت قرقره معده
الصغير في أرجاء الغرفة... توسعت عيناه و انفرجت
شفتاه بنوع من التفاجئ و الحرج... قبل أن يسارع
بوضع كفية على معدته كأنما يحاول إيقاف أصوات
عصافير بطنه... صوت قرقره آخر صدر لكن هذه المره
كان الصوت منبعثا من معده الرجل بجانبة...
هوسوك انفجر ضاحكا بصخب... بينما انفرج فم
الصغير بلطافة دلاله على صدمته...
.
" اتريد أن ناكل؟... "
اخيرا أردف هوسوك عند انتهاء نوبة الضحك
خاصته... ليومئ له الاصغر بابتسامة سكرية...
انتحب هوسوك بداخله للطافة الصغير امامه و لم
يمنع نفسة من التربيت على راسة بخفة... قبل ان
يستقيم بنية الخروج... لكنه استدار مردفا بعد
ان القى نظرة خاطفة على ثياب الاصغر...
" ما رأيك ان نستحم اولا ؟ "
هو لن يدعه يبقى بهذه الثياب الرقيقة
وسط الجو البارد... حمام ساخن...
سيكون جيدا ايضاء...
" امم "
همهمه منخفضة صدرت من الصغير كموافقه
بينما يعبث بكم قميصة المهترئ ببعض الخجل...
ابتسم هوسوك براحه اذا يبدو أن الصغير لم يعد
خائفا كما في السابق... هو سار نحو خزانه ثيابة
تحت أنظار الاصغر الفضولية... ليفتحها ثم
شرع يتفحص ثيابة بعناية... و بعد بعض الدقائق
التي قضاها هوسوك في البحث الغير مثمر هو التقط
قميصا مهملا على أحد الرفوف... حسنا هو
يبدو اصغر من البقية... حدق به ببعض الامل
لكنه زفر بخيبة ما أن أدرك انها عملاقة الحجم
مقارنه بجسد الفتى الضئيل... تنهد راميا
ما بين يديه باحباط... هو فكر قليلا قبل ان
يخطو بتردد نحو الخارج... هو ليس واثقا مما هو
مقدم على فعله لكنه سيفعلها لذا استدار مردفا
قبل أن يغادر...
" ساجلب لك بعض الثياب انتظرني قليلا "
اوما الصغير بخفة قبل أن يختفي الرجل من مرما
بصرة....
.
.
--------
وقف هوسوك أمام ذالك الباب بتردد....
هو لم يدخل هذه الغرفة منذ ذالك الحادث...
ابتلع بصعوبة ليدير المقبض و يفتح الباب ببطء...
غرفة ذات طابع طفولي بفراش طبعت علية
بعض الشخصيات المتحركة و سجاده ذات لون
فيروزي لطيف... مكتب بلون الغيوم يقبع بأحد
الزوايا محتضنا بعض كتب قصص الخيال
البالية و بعض الالعاب المهجوره... خزانه ملىء بابها
بالكثير من الملصقات الطفولية لأحد الشخصيات...
و اخيرا تلك الصوره المعلقة بالجدار أمامه... كتله مؤلمه
تكونت في حلقة... بعض الذكريات ومضت امامه...
هو زفر برتجاف و سار مسرعا باتجاه تلك الخزانه...
التقط كنزه بلون السماء و بنطالا رماديا اللون...
أعاد إغلاق الخزانة و سار للخارج بعجله...
أراد الخروج من هذا المكان بأسرع ما يمكن...
هو أوصد الباب خلفه بكل هدوء عكس عواصف
الحزن التي بداخله او عينيه التي تحرقانه
منذره بنزول امطارها...
القى ما بين يديه على إحدى الارائك
و سار بخطى سريعه قاصدا الحمام...
.

هو جمع كفية المرتجفة بجانب بعضها البعض...
يملائها بالقليل من قطرات الماء البارد...
يمسح بكفية وجهه المتكدر... يزفر برتجاف
من حين لاخر... هو اراد ايقاف ذاته... لا يريد
البكاء... لكن لا يبدو أن ما يفعله ذا فائده...
هو رفع راسه للاعلى مغمضا عينية بقوه...
كآخر محاولاته البائسه لايقاف دموعه...
.
دمعه... تليها اخرى انسابت على وجنتيه بهدوء...
شعر باقدامه تخونه... ليتراجع للخلف بضعف...
مستندا بضهره ضد الحاط... منكسا راسة للأسفل
يبكي بصمت خانق...
.
.
.
.
------------

رأيكم بالبارت 😙 ؟

قط مبتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن