04 : صدفة ام قدر ؟

438 24 3
                                    

يسير هوسوك وسط ظلام دامس...
لا صوت و لا ضوء... المكان خانق...
" أين أنا ؟... "
هو اردف محاولا النظر حوله لكن كل ما يراه
هو السواد... نقطة بيضاء سطعت في آخر
الطريق... هو سار نحوها و سار بلا فائده
بدأ و كان ذالك الطريق بلا نهاية
و فجأه طمست النقطة المضيئة
و عاد الظلام  ليبتلع المكان...
ثواني حتى تعالت اصوات صراخ و نحيب
من مكان ما... التفت للخلف ليرى امه
بحاله مزرية...
تقف اعلى كرسي... و تضع حول رقبتها
حبلا معلقا...
" ا.او.وماا  لالللاااا "
هو صرخ و بكاء باعلا صوته يركض نحوها لكن
ذالك لم يبدو مسموعا أو مرئيا حتى للاخرى...
كلما ركض أكثر شعر بانه يبتعد عنها اكثر فاكثر...
الظلام اخذ يبتلعة... و يعيق حركته...
هو جثا على ركبتيه يبكي بحرقة...
عند رؤيته لموتها مجددا...

" اوما ؟... "
صوت طفولي نبس جاعلا من هوسوك
يلتفت ليرى اخية الاصغر يقف بقربة ممسكا
دمية دب سوداء ذات وجنتين حمراوين بيده اليسرى
و يفرك عينه بيده الاخرى...
تجمد الصغير موقعا دميته أرضا ما أن
ابصر جثة والدته المتدلية أمامه... هو حدق
بها بصمت تام...
" يوجاا ل.لاا... "
صرخ هوسوك و حاول الاقتراب من اخية الاصغر
الذي التفت نحوه يحدق بة بأعين فراغة قبل
أن يقع مغشيا علية...
.
شهق بقوة يفتح عيناه بخوف...
يزفر بهتزاز...
مسح رموشة المبتله بقسوة...
جسده ثقيل و روحه متعبة...
رغبتة بمغادرة هذا العالم تزداد...
هو حدق بالجدار امامه بشرود و حتما كان
ليشرد به أكثر لولا رنين هاتفة الصاخب...
استقام ببطء... يجذب هاتفة... يجيب
على الاتصال دون النظر إلى الاسم...
" هوسوك أيها الل*** أتعلم كم الساعة الآن ؟...
ايجب أن اوبخك دائما لتأخيرك ؟؟
انت تريد مني ان اطردك لتتلقى التعويض اليس
كذالك؟... نحن نخسر الكثير من الزبائن بسببك
و بسبب تاخيرك الدائم... انظر انهم يخرجون...
ههههه... أتعلم...  الكسالى امثالك يجب
أن يطردو.... تعال إلى العمل
حالا أو حقا ساطردكك!... لن يكون
هنالك تعويضا لك خصيصا!... ساريك ك.... "
~ بيب ~ بيب ~
هو قطع الاتصال يحدق
بشاشة هاتفه التي تشير إلى
الساعة الخامسة و دقيقة...
تعويض ؟... متاخر ؟... إنها بالكاد الخامسة
صباحا كيف يكون متاخرا عندما يبدا عمله عند
الساعة الثامنه ؟... على الارجح مديره
ثمل في الليل كما العاده و اتصل به
لينفس عن ضغوطاته...
" اهه ياله من هراء... "
هو تمتم باعين ميته ملقيا هاتفة بلا
مبالاه...
ثواني حتى رمش بعدم استيعاب عند
احساسة بكتله تلتصق بجانبة
الايسر... اخفض بصرة للاسفل قليلا
ليتسنى له رؤية يونغي الذي يحشر
نفسة بجانبة... يشخر بخفوت...
ابتسم بوهن مبتعدا عنه ببطء غير
راغب بايقاضة...
ما ان لامست قدماه الأرض البارده حتى
اختفت ابتسامته و عاد الحزن
و البرود ليسكن ملامحه

هو سار نحو أحد الرفوف بخطى ثقيلة...
ليفتحه و يعبث به قليلا قبل أن تلمح
عيناه ضالته....
امسك سكينه... ذات شفرة رفيعه...
حدق بها قليلا قبل ان يقربها من معصمه ببطء...
متمتما
" لم ارك منذ ثلاثة ايام "

قط مبتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن