~IIII~

83 17 16
                                    

لا تنفكُّ الذكرى تزاولني حينَ سهرنا حتى بزوغ الفجر نخوض نقاشاً طويلاً حولَ أُسطورة الإغريق المُفضلةَ عندك،

تلك التي صورت لنا مُعاقبة الإله زيوس سيزيّفَ بعدئذ أهان الآلهة  بحملِ صخرةٍ حتى أعلى  الجبل.. فكان كُلما وصل القمة تنفلت من يديه الصخرة ويتكرر الأمر  دون أن يصل حتى أضحى رمزاً للعذاب الأبدي..

كُنتَ وعلى النقيضِ مني، أناالمُنكر.
مغموساً بحُب الأساطير، شغوفاً حيالَها
لكنكَ لست هنا الآن لتشهد كيف أصبحتُ
أعيشها واقعاً. كيف أني صرتُ سيزيفاً آخر،
شخص مزجوجٌ في دائرةٌ مغلقة يغشاها الندمُ من جميعِ الجهات
يحملُ صخرةَ الغفران على عاتقه ويطمعُ بالوصول  رُغم عظيمِ ذنبه.

وفجأة وبلا رحمة، تتدحرجُ الصخرة لقاعِ العتمة، أبعد بكثير مما يمكن استرجاعها.
ويتمخضني الألم. يستبدُّ بي اليأس
ينهش أعماقي،

أي خطأ فادحٍ ارتكبت ؟ وهل كان يستحقُ أن يكون عِقابي أنت يامارلي؟
لو حدث وقابلتُ يوماً  أحد والديك، لاأتخيّل أنني أستطيع النظر في وجهه، لا أجرؤ!

كيف أجرؤ على العيش حتى وقد تركتُك للردى؟
كيف أجرؤ وأنا لم أحمِكَ بروحي!؟
أودّ لو أختفِ، خائفٌ من نفسي أكثر من أي وقتٍ مضى..

هذه آخر رسائلي إليك
آخر المطاف فقدتُ إيماني
ولم يكن كتفك هنا لأبكِ عليه،أنا حزين.










*كيف أجرؤ.. *
جملة قالها سجينٌ سوري بعد أن مات جميع إخوته الذين اعتُقلوا معه فقرر الإنقطاع عن حصته التي تكاد تكون معدومة من الطعام والشراب والتخلي عن الحياة.

عزيزي مارلي||Dear marleyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن