II

304 33 23
                                    

عزيزي مارلي.


أفهمُ حقيقةَ كونِك إنسيٌّ مُميز،يفصِلكَ عما سبقكَ من الناسِ تفكيرٌ قويِّ العمقِ كلجّةٍ لا نهايةَ لها..


سبقَ وتبنيتَ منهجَ الفيلسوف برغسون والذي لطالما كنت تستشهدُ بأقواله ومنهجه الخاص الذي يُرجعُ أصل الكائناتِ إلى دافعٍ حيوي يُسمى(الروح) والتي تجعلُ منا جميعاً ككائناتٍ حيّة نتقدمُ نحو غايةٍ ما...لكنني هنا أود أن أسأل،ماذا تكون هذه الغاية التي لطالما حدثتني عنها؟

لطالما فسّرنا الغايات على أنها خيرٌ أسمى نسعى للوصول إليه لأجلِ ذواتنا،ولكن ..لمَ على الروح أن تكون غايتها الموت؟
هل يسمى الموتُ غايةً حتى؟

أنا هنا أقفُ متآكلاً في حيرتي
إني أميلُ لكوني لاأدرياً فيما يخصُ حقيقةَ الموت
هل قد تكونُ موتتنا هي حياةٌ أُخرى،وهي ماوصفته أنتَ بالغاية؟
نعبرُ هذا العالم المليءَ باللاحياة والعبثية المتكررة نحو نورِ العالم الحقيقي؟
أولسنا في طبعنا نميلُ للموت؟

على الرغم من إنكار الجميع لحقيقةٍ كهذه..إلا أن صوتاً من أسفلِ سراديبِ الروحِ ينشجُ طالباً العودة إلى سيرته الأولى،حيثُ كان عدماً،لايزعجه ضوءُ الحياة ولا يشقيه العالم..

إن رأسي يعجُ بالأفكار منذُ فجرٍ أحسستُ فيه
بوجودِ العالم حولي
أنا من حتمتُ على نفسي بالعيش داخلَ حجرةِ التساؤلات النتنةِ هذه بعد أن تركتني ساهِماً وحدي
ولكم أرجو ألا يطول هذا إلى الأبد.






.
.
.

عزيزي مارلي||Dear marleyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن