السابع

2.6K 129 3
                                    

فور خروج لوجين من الغرفة إستغلت إيمان بقائها بصحبة أخيها بمفردهما، فقالت بحزنٍ...
= إلى متى ستظل تتجاهل رغبتي عاصى؟؟
زفر في سئمٍ من عودتها لنفس الموضوع الذي لا ينتهى أبداً،  فقال بإنزعاجٍ...
= ألا تملين الحديث في هذا الأمر؟؟
إجرف تفكيرة تجاو نقطة هامة فإسترسل حديثة بعد فترة من الصمت...
= مهلاً مهلاً، في العادة ينقطع بنا الحديث عن ذاك الأمر فترة لا تقل عن عام أو أكثر، أول مرة تتحدثين عن زواجي مرتين في نفس الأسبوع تقريباً!! أخبريني ماذا هناك؟؟
إبتسامة رقيقة رسمت على محياها قبل أن تخبرة...
= ربما لأنني وجدت لك عروساً تليق بك، وأراك لا تعترض على وجودها لجوارك طوال الوقت.
ضيق عينية بذهولٍ...
= من تقصدين؟؟ لوجين!
هزت رأسها عدة مرات وقد أتسعت ضحكاتها، فرمش بعينية عدة مرات بعدم تصديق...
_لا أصدق ما أستمع إليه!! أترين تلك المجنونة تليق بي؟؟
قالت والضحك يتابعها بحديثها...
= بل أراك مهتم بها كثيراً، إمنحها فرصة تقترب منك علها تتمكن من السيطرة على مكان بقلبك.
كور يديه بقوةٍ حتى أبيضت من فرط ضغطة عليها فعادت لتستعطفة بكلماتها من جديدٍ...
= أعلم بأنك ستظل تحب هند حتى أخر أنفاسك ولكن ما المشكلة إذا سمحت لأخرى بالدخول لحياتك وأيضاً ستحتفظ بحبها كما كان؟؟
نهض عاصي عن مقعدة ثم هم بالخروج وهو يردد ساخراً...
= سأعود حينما يخرج المخدر من جسدك بأكملة فمازلت أراكِ مغيبة عن الوعي.
وأغلق الباب من خلفة ثم إنفرد بذاتة على أقرب أريكة إستراحة من غرفة شقيقتة، فعلى الرغم من تماسكة الشديد أمامها إلا أن قلبة لمس شيء من حديثها، نعم هي تمتلك جزء من الحقيقة فمازال يتسائل ماذا فعلت بة تلك الفتاة في ثمانية وأربعون ساعة؟؟ كيف إستطاعت أن تجبرة على مساعدتها والأغرب من ذلك بأنة صرح لها عن وجع قلبة بمنتهى البساطة، ثمة شيئاً غامض يجذبة تجاهها، شيئاً لم يعد يفقهة أو يعلمة!
********
********
طلبت لوجين كوب من القهوة، وقررت الجلوس بالكافية لترتشفها، فجذبت أحد المقاعد ثم جلست تتفحص إحدى المجلات الموضوعة من أمامها لحين أن ينتهى النادل من إحضار قهوتها، إلتهت بتفحص الموضوع الشيق الذي كتبت عنة المجلة فشردت بة وكأنها ببقعةٍ منعزلة عن الجميع، حين أفاقت من غفلتها الصغيرة على صوتٍ مألوف بالنسبة إليها وربما يكون أكثر ما تمقتة في الحياةٍ...
= هل تظنين أنك ستنجحين بالفرار مني؟؟
إزدادت ضربات قلبها المرتجف بخوفٍ شديد، وباتت مترددة بإخفاض الجريدة عن وجهها لتتمكن من رؤية من يجلس أمامها بوضوحٍ، أنهت الصراع القائم بداخلها وأبعدت المجلة عنها لتراة يجلس أمامها ببرودٍ منتاهي، ومن خلفها كان يقف رجلين من رجالة فإبتلعت ريقها بصعوبةٍ وهي ترسم دور الثبات المخادع علية وقالت بضيق...
_= ماذا تريد بعد قاسم؟؟ أخبرتك كثيراً بأنني لن أتزوج بك رغماً عني.
إبتسامةٍ ساذجة رسمت على محياة قبل أن يتحرك لسانة ناطقاً...
= وهذا ما سيحدث صغيرتي.
رفعت حاجبيها وهي تتسائل بدهشةٍ...
= ماذا تقصد؟؟
أتاها ردة الصريح...
= ساتزوجك رغماً عن أنفك... والأن بالتحديد.
ثم أشار لرجالدو الذين هموا بالإقتراب منها ثم قيدوها وحُملت على كتف أحداهما، فصاحت بإنفعالٍ شديد:...
= أتركني... دعني وشاني.
لم يستمع إليها احداً وكأن من بالمقهى يتعمد تجاهل الأمر خوفاً من السلاح الذي يحملة جالة، أتبعهم قاسم بثباتٍ ثم قال بسخطٍ...
= لا أعلم كيف تمكنتي من إقناع السيد عاصي ليساعدك بالهروب من الحفل ولكن لا تقلقي أنا الأن  أزحت عنة الحرج عن مساعدتك.
علمت بأنها تلك المرة لن تستطيع الفرار منة بعد أن قرر يتزوج منها عنوةٍ فثارت بحركاتها وباتت تركل بقدميها من يحملها على كتفية، فأصابتة إصابة بالغة بحذائها ذو الكعب العالي، فحررها ليتركها أرضاً بجراج المشفى الضخم، فركضت لوجين وسط السيارات، ثم إختبأت بين إحداهن، فتمكنت بعد مراقبة حذرة من التعرف على سيارة عاصي فإنخفضت بجسدها للأسفل، لتتقدم منها زحفاً على الأقدام خشية من أن يراها أحداً، ظنت من أنها ستجد السائق بداخلها ولكنها لم تجد احداً فلم يكن أمامها خيار أخر، لذا خلعت حذائها وضرب مقدمة السيارة عدة مرات فإنفجر إنذار منها يعلن عن سارقٍ يحاول الإقتراب من السيارة، فأسرعت بالإختباء سريعاً وخاصة حينما رأت رجال قاسم يقتربون من السيارة، ولحظها حينما أتى السائق الخاص بعاصي يتفحص أمر السيارة، وجد الرجال يلتفون حول السيارة، فتسائل بدهشة...
= من أنتما؟؟ وماذا تريدون؟؟
كاد أحد من الرجال بأن يجيبة، فأوقفة قاسم بإشارة يدة ثم أقترب من السائق ليجيبة بجديةٍ تامة...
= كنت في زيارة لأحد الاصدقاء وحينما نزلت لأستلقى سيارتي وجدت زجاج النوافذ منكسر وحينما بدأت بالبحث وجدت تلك السيارة محطمة هي الأخرى.
وأستطرد بغضبٍ...
= يبدوا أن هناك أحداهما قد أذهب عقلة تماماً.
لم يكن حديثة مقنع للسائق، وخاصة حينما إنتبة للوجين وهي تتخفى خلف إحدى السيارات وتشير ل بأن يبلغ عاصي بالأمر، فتصرف بلباقةٍ حينما رسم إبتسامة صغيرة أتبعها قولة...
= ربما يكون طفل صغير يلهوا.
ثم استطرد بلطفٍ...
= سأذهب لأحضر ما يناسب لتنظيف بقايا الزجاج.
ثم أختفى من امام أعينهم ليبعث برسالة سريعة لسيدة بما حدث بالأسفل فإنصاع إلى أوامرة بأن  يراقبهما بحذرٍ لحين أن ينضم إلية.
*********
*********
مجرد منح عقلها تخيلات بأن قاسم سيصبح زوجها جعل جسدها يتشنج، زحفت لوجين للخلف حتى إستندت بجسدها على باب إحدى السيارات الخلفية، فجلست تردد بخوفٍ...
= أفضل الموت على الزواج من هذا الأرعن!
وأغلقت عينيها بقوةٍ وهمساتها تحفزها على تحمل القادم...
= سيخلصني عاصي.
ثم أكدت لنفسها بإبتسامةٍ صغيرة...
= أجل سيأتي ليخلصني، إهدئي لوجين سيأتي بالتأكيد.
تمنت بتلك اللحظة لو كانت تمتلك فانوس سحري يحقق لها أحلامها فتتحقق امنيتها برؤيتة في تلك اللحظة..
أنقبض قلبها رهبةٍ حينما صاح أحد الرجال...
= وجدتها.
وفي لحظات معدودة وجدت رجال قاسم يحيطونها فلم يعد بإمكانها الفرار، وتلك المرة أقترب منها قاسم ليهوى على وجهها بصفعةٍ قوية وهو يردد بغضبٍ قاتل...
= كفي عن مقاومتي... إنتهى الأمر.
إرتدت على أثر صفعتة أرضاً أسفل أقدام من تمنت وجودة ففهمست بدمعاتٍ لحقت عينيها الحزينة...
= عـــاصـــي.

الأربعينى الأعزبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن