الخاتمة

3.2K 161 8
                                    

اليوم بالنسبة إليها ليس عادياً، فاليوم الذي كانت تخشى قدومة هي الأن تنتظرة بفارغ الصبر، اليوم لن تجبر على الزواج من البغيض الذي لطالما كرهتة، بل ستتزوج من الرجل الذي حمل معظم موصفات فتى أحلامها، حتى وإن كان أربعيني العمر ولكنة مازال جذباً بحفاظة على جسدة وعنايتة بذاتة، وما يحلية صفاتة ورجولتة، شهامتة التي أعجبت بها منذ اللحظة الأولى...تلك الفتاة المشاكسة التي وجدها تختبئ أسفل طاولتة ستصبح الأن زوجة لة، في حضور الجميع وعلى رأسهم قاسم الأرعن وعائلتة، بل والمضحك في الأمر بأن عاصي أختارة ليشهد على عقد الزفاف بنفسة.
إنتهت لوجين من وضع لمساتها الأخيرة من المكيب، الذي صممت وضعة لنفسها ومن ثم وضعت التاج على رأسها ليمنحها مظهراً أنيقاً، فإستدارت تجاة إيمان التي تحمل الصغير، فما إن رأتها حتى رددت بإعجابٍ شديد...
= حفظك الله من الأعين.
وأحتضنتها بفرحةٍ...
= أنتي عوض الله لأخي بعد صبر سنوات لوجين،  أريدك أن تمنحية السعادة ولا شيئاً سواها.
إبتسمت وهي تمازحها...
= سأمنحة أشياء لا تعد أولهما الضغط والسكر وأخرهما هند.
تعجبت للغاية، فقالت...
= هند!!
أومأت برأسها وهي توضح لها...
= أجل، سأنجب لة فتاة وسأسميها هند حتى لا ينسى حبيبتة وزوجتة السابقة.
إنكمشت تعابيرها في ذهولٍ، ثم قالت...
= ألن يزعجك ذلك!!
وإستطردت موضحة...
= أعني مجرد تفكيرة بأخرى ألن يزعجك؟؟!
إبتسمت وهي ترد عليها بحكمةٍ...
= وما الذي سيزعجني؟؟ تفكيرة بما مضى من حياتة وبات مجرد ماضي!! أنا الأن حاضرة ومستقبلة.
ضحكت إيمان حتى برزت أسنانها البيضاء، وشددت من ضمها اليها ثم قالت...
= عرف عاصي كيف يختار من تناسبة.
ثم أشارت لها بغمزة من عينيها...
= دعينا نخطف قلبة اذاً بطلتك الساحرة تلك.
راق لها تعبيرها فتمسكت بيدها وهي تشير لها...
= هيا...لننطلق.
وبالفعل هبطت معها للأسفل، ليمر أطراف الفستان الطويل على زهرات الياسمين الملقاة أرضاً، ومن حولها عدد من الأطفال يحمل كلاً منهما شموع مزينة بالدنتيل الأبيض، لينتهي الدرج الخارجي للقصر بمنتصف حفل الزفاف، لتجدة يقف نهاية الخط المفروش بالورود، ينتظرها بلهفة وشوق يسبقة برسائل من غرامٍ، تاة بها وتاهت بة، فكان يبدو وسيماً للغاية ببذلتة السوداء الأنيقة، هيبتة تلك تمنحة وقار وإحترام يجبر الجميع على إحترامة، إنتهى طريقها المحفور بالورد حينما أصبحت أمامة فسلمتة يدها وكأنها تستئمنة على روحها لتستكمل معة طريقها حتى وصل للمأذون الذي عقد قرانهما في حضور أهم  رجال الأعمال، وعدد مهول من الصحافة والتليفزيون، وبعدها إنضمت معة على المنصة، فتمايلت معة على إيقاع الموسيقى الهادئ، ليقطع عاصي الصمت الذي طال بينهما...
= أتسائل أين تلك المشاكسة التي إعتدت عليها!! أراها متختبئة خلف تلك الأنوثة المهلكة.
إبتسمت لوجين وهي تهمس لة بخبثٍ...
_وأنا أيضاً أتسائل أين ذلك الأربعينى الكئيب، أراة يختبئ خلف شاباً في العشرين من عمرة يخشى عين الحسود بينما هي تلاحقة.
تعالت ضحكاتة فزادت من وسامتة، فحملها بين ذراعية ثم طاف بها وسط صفقات من الجميع وتشجيع عمر لة بمزحٍ...
= أحسنت.
تعالت ضحكات إيمان على صفير عمر المزعج أما لوجين فهمست بأذنية على إستحياءٍ...
= أحبك عاصي.
توقف عن الدوران بها ثم تطلع بعينيها قبل أن يضع قبلة عميقة على جبينها وهو يهمس لها بنفس رقة صوتها...
= وأنا أعدك ألا أفعل شيئاً سوى أن أعشقك لباقي حياتي.

🎉 لقد انتهيت من قراءة الأربعينى الأعزب 🎉
الأربعينى الأعزبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن