الثامن

2.8K 118 1
                                    

رفعت رأسها إلية تاركة دموعها تشكوا إلية قلة حيلتها وكأنها تستنجد بة من هذا اللعين الذي يريد أن يتزوج بها رغماً عنها وكأنها سلعة تباع، لطالما كانت تتهرب منة على أمل أن يشعر برفضها التام إلية ولكنة كان يصر على طلبة أكثر من سابق.
أنحنى عاصي ليعاونها على الوقوف، فهمست بصوتٍ باكي...
= عاصي..
منحها نظرة شملت حنان ودفء إستطاعت لمسة بهما ودفعها بيدية برفقٍ لتقف خلفة ويكن هو أمامها كالسد المنيع، إرتبك قاسم من وجودة وبالرغم من ذلك سيطر على إنفعالاتة ليبدوا أكثر إتزاناً، فقال بإبتسامةٍ مصطنعة...
= أنا أعتذر لك كثيراً على الإزعاج الذي تسببت بة حبيبتي لوجين، فمازالت لا تستوعب بأن دلالها الزائد لا يصح التعامل بة مع الغرباء.
ثم أستطرد بمكرٍ...
= أتعلم حينما راقبت تسجيلات الكاميرا ووجدتها خرجت من الحفل برفقتك أطمئننت كونها خرجت مع رجلٍ أمين مثلك.
ثم نقل نظراتة تجاهها ليشدد على حديثة بحزمٍ...
= ولكني أعاتب عليها فمازالت تصرفاتها كالطفلة الصغيرة.
خرج عاصي أخيراً عن صمتة وأجابة بإستهزاءٍ...
= حتى الطفلة يحترم قرارتها ويترك لها الحرية بإختيار ما تريد، أترى نفسك مسؤولاً تصدر القرار ولا تنتظر من يعارضك؟؟
لعق شفتية بإرتباكٍ مما قد علمة عاصي عنة فإسترسل عاصى حديثة بصرامةٍ...
= ما تفعلة ليس منصفاً بحق رجولتك قاسم، دعها وتزوج بفتاة أخرى ترغب الزواج بك.
قطع قاسم المسافة القصيرة بينهما حتى بات لا يفصلهما كثيراً، ليخبرة وعينية تحدجها بنظرة إستحقارٍ...
= أرى أنها برعت في الإيقاع بك حتى تجعلك تقف أمام شريكك لتنطاحة لأجلها!!
ثم أخفض صوتة بمكرٍ...
= أخبرني عاصي هل أغرمت بها؟؟ أم أنها سمحت لك بالإقتراب منها في تلك الليلة التي قضتها بقصرك؟؟
إنفرجت شفتيها في صدمةٍ مما يلقية على مسمعها من تهمة مهينة، فصرخت في وجهة بعصبيةٍ بالغة...
= إخرس أيها الحقير أنا أشرف منك أيها القذر.
إشتعلت نظراتة حنقاً وجز على أسنانة بغيظٍ...
= دعينا نذهب من هنا وسترين ماذا سيفعل القذر بكِ.
وكاد أن يلامسها في محاولةٍ منة لجذبها بعيداً عن عاصي الذي منع يدية من الوصول إليها، فضغط بكل قوتة على معصمة الذي تهشمت عظامة بين يدية مصدرة صوتٍ طقطقة، ولاحقها صوت صراخة الهيستري مما دفع رجالة للتدخل فحاول أحدهما لكمة فتفادي عاصي يدية ومن ثم رفع جسدة للأعلى ليركلة ركلة أبعدتة مسافة عنهما فحاول الأخر  التدخل فسدد لة عدد من اللكمات القاسية ومازالت يدية الأخرى حبيسة لمعصم قاسم أما السائق فأتى للأسفل سريعاً بعدما أخبر عمر الذي هبط معة بفزعٍ لينضم لعاصي بساحة المعركة التي باتت ميزانها متعادل، إنشغل عمر والسائق بالقتال مع رجالة أما عاصي فتكفل بأمر قاسم فأطاح بة أرضاً ثم حبس مجرى تنسفة بيدية ليكيل لو ضربة تلحقها قولو الشبية بالسواط...
= عديم الرجولة والنخوة هو من يستغل ضعف إمرأة ويجبرها أن تتزوج بة قصراً.
أصطحبها لكمة أشد عنفاً...
= والأن تبرر ضعفك فتطعنها في شرفها أيها الرخيص!! أنت عار على الرجال!
أحتبس جلد رقبتة أسفل يدية، فحارب لإلتقاط نفسة المتقطع بصعوبةٍ وفي تلك اللحظة أتى عمر مسرعاً ليبعدة عنة وهو يصيح بة بحدةٍ...
= إبتعد سيموت بين يديك.
لم يتركة بل إزداد من إحكامة على عنقة وكأنة ختم قرارة بقتلة وتخليص تلك الفتاة البريئة من مصائبها، دفعة بيدية معاً للخلف وهو ينادية بإنفعالٍ...
= عاصي...إبتعد.
إبتعد عنة فتفحص عمر نبضة ليجدة مازال على قيد الحياة، إستعاد قاسم وعية تدريجياً، فإتكأ على معصمة حتى أعتدل بجلستة ليلتقط أنفاسة بصوتٍ مسموع ففقال بلسانٍ يتقطع كلماتة...
= لا تنسى أن بخسارتك لشراكتي، ستجعلك تخسر ملايين.
عاد إلية مجدداً وتلك المرة فشل عمر بإيقافة فناولة لكمة قوية أتبعها سبابة العنيف...
= خسارة عالم بأكملة أهون من زواجها من لعين مثلك.
ثم أشار لة بشراسةٍ...
= وإذا كنت تخشى على حياتك فإغرب الأن عن وجهي وإلا لا تلومن إلا نفسك.
زحف على ظهرة للخلف ثم نهض على قدمية ليتبع رجالة للخارج وهو يردد بوعيدٍ...
= أنت من بدأت بتلك الحرب عاصي سترى الأن  جحيمها بعينك.
وغادر من أمامة على الفور، فما إن إختفى من أمامهما حتى أسترخى جسد لوجين براحةٍ، فكانت تخشى أن  ينجح في إقناعة فيتخلى عاصي عنها، فلا تنكر إعجابها الشديد بشخصه المميز، من الذي يتخلى عن صفقة بملايين لأجل فتاة لا تربطها بة آي علاقة؟؟ فبالطبع كان إختيارها لة من البداية بمحلة، ولكن الذي تخشى البوح بة لنفسها حتى بأنها قد وقعت في حب الأربعيني الوسيم!
توقف بها الزمن وهي تراة يقترب منها، وكأن العالم أنقرض مابة من أناس ولم يصبح فية سواهما، تراة مع كل خطوة يصبح قريباً منها، بينما هي تقف محلها ساكنة، لا تعرف كيف المفر من ذاك العشق الغامض.
هل باتت حمقاء لتقع في حب رجلاً قدم لها المساعدة مرتين؟؟ أم أنها معجبة بأدق تفاصيلة الغامضة بما يخص حبة المخلص لتلك المرأة التي فقدها منذ سنوات؟!!
أنقطع بها حبال الوصال، حينما رأتة يقف أمامها، ويتسائل بكل لهفة إمتلكها..
= هل أنتِ على ما يرام؟؟
هزت رأسها والإبتسامة الصغيرة على وجهها...
= لا أعلم... ولكني أصبحت بخير حال حينما أتيت لتخلصني.
منحها إبتسامة صغيرة ثم أشار لها على السيارة بهدوءٍ...
= حسناً فلنغادر قبل أن يعود ذاك المعتوة مجدداً.
أتسعت إبتسامتها وقالت وهي تسرع بخطواتها تجاة سيارتة...
= هيا...أسرع.
رأها تصعد بالمقعد الخلفي وتنتظرة بينما وقف يتأملها بنظرةٍ غامضة، إزدادت حدتها حينما أقترب  منه عمر ليوزع نظراتة بينة وبين من يتأملها، ثم قال...
= أشعر وكأن هناك ماينبغي علي علمة لذا أقترح عليك زيارتي غداً في العيادة ربما أسهل عليك الحديث بالأمر.
حدجة عاصي بنظرةٍ شرسة فعدل من جاكيت بذلتة وهو يتابع دون خوف...
= سأنتظرك في الرابعة عصراً، لا تتأخر.
وتركة وغادر بهدوءٍ، ليتحرك الأخير تجاة السيارة، وصعد بالخلف ليعود بهما السائق للقصر.
***********
***********
بالغرفة الخاصة بإيمان...
إسترخت بفراشها قليلاً بعد أن إطمئنت على الصغير وضمتة بين ذراعيها فوجدت الباب يفتح من أمامها، ليدلف زوجها للداخل وأسرع بجذب المقعد الجانبي ليضعة جوارها، ثم قال بلهفةٍ تسبقة بالحديث...
= تأكدت الأن بأن شكوك تجاة لوجين بمحلها، هناك شيء بينها وبين عاصي.
وابتلع ريقه الجاف من فرط مجهودة المبذول لصعودة إليها متسرعاً، ثم قال...
= أشعر وكأن بقلبة ثمة شيئاً لها، وربما غداً سأجعلة يرى ذلك بنفسة.
إبتهجت إيمان كثيراً مما تسمعة وقالت بتمني...
= أدعو الله أن يفكر بها جدياً تلك المرة ليتخذ قرار بشأن حياتة.
تمدد على المقعد براحةٍ ثم قال...
= أتمنى ذلك.
***********
***********
بقصر عاصي سويلم...
تركت المياة الباردة تطفئ النيران المشتعلة بداخلها،  فمازالت كلماتة المشككة بأخلاقها تطعنها كالسهام التي تستهدف قلبها بحرافيةٍ، غامت عينيها في ظلام دامس بددة ذاك الضوء المصاحب لذكراة، تذكر كلماتة التي رددها بثقةٍ، وثورتة العارمة تجاة قاسم فور سماع ماطعنها بة أمامة، إبتسامة زارت شفتيها المغموسة أسفل المياة فرسمت أمامها شاشة صغيرة لتريها لقطتة حينما إنحنى ليجذبها إلية ليعاونها على النهوض فقرعت الطبول بداخلها وكأن جسدها مازال يستحضر تلك اللقطة، باتت حائرة، تائهة لا تعلم ما الذي يحدث إليها بالتحديد والمضحك في الأمر أن قاسم الأرعن كما تلقبة فعل المحال لسنواتٍ ليستحوذ على قلبها، أما ذاك الأربعيني الأعزب تمكن من فعل المحال في ساعاتٍ معدودة!!!
أغلقت لوجين المياة المتدفقة عليها وهي تردد في صدمةٍ...
= أأحببتة!! هل يعقل ذلك؟!!!
ثم جذبت الصابون المجاور لها لتلقية وهي تدور بسعادةٍ ختمتها حينما إرتدت ملابسها ثم هبطت للأسفل سريعاً لتبوح لة عما تريد!.
ولكن ترى هل سيتمكن من محو ذكريات حبة الذي طال لأكثر من عشرة سنوات؟؟

الأربعينى الأعزبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن