السَّبِيل الوَحِيد || Sir Crocodile

من الظلام الى الظلام

لا تعلم متى بدأت حياتها بالإنهيار او متى فقدت الرغبة بذرف الدموع
تقف بجانب أخيها في مراسم جنازة يكونان فيها الوحيدان اللذان يقابلان صورة والدهما المبتسم جانب عيدان البخور و بعض الزهور فاقدة للإحساس بالألم , تظن ان لموته انعطافا جيدا للعائلة الصغيرة التي تدمرت منذ زمن بعيد.

أم هجرت المنزل تهلث خلف المال و أب سكير أمضى لياليه بالقمار و مات بجرعات السم زائدة .
.
.
.
~ منظور الشخصية الرئيسية ~

أستقبل الفصل الجديد من حياتنا على امل ان يأخذ منحى نعيش فيه انا و ماثيو بسلام ، لا صراخ ، لا زجاجات كحول مرمية على الأرضية و لا مصدر لرائحة التبغ .

إلهي كم كان هذا المنزل ملوثا
لا اعلم إن كان في موته خير لكن كل ما اعرفه أنني لا أشعر بالحزن إتجاهه وكيف لي ان أحزن على من كان جثة عفنة سلفا
أن أبيع المنزل ، أشتري شقة في مكان ما في البلد ، أكمل دراستي ، والأهم أن أهتم بمستقبل عائلتي الوحيدة

أخي

هذا كل ما يهم

عند الباب اودعه بابتسامة صغيرة كي أعطيه دفعة محفزة لنسيان احداث الماضي و إغاضة صغيرة عن طريق فرك شعره
احب رؤيته وهو ينكمش يحاول جهده كي يمنعني عن ذلك بحجة انه مشطه لتوه ، لا يعلم لأي درجة يجعل منه الشعر الاسود المبعثر على بشرته البيضاء فتى وسيما .

ودعني يلوح بيده و ينفخ خديه عابسا يخبرني انه لم يعد صغيرا و أكرر له دائما نفس كلامي أنه إن لم يتجاوز طولي فهو سيظل صغيرا بعيني دائما على الرغم من أنني لست بفارعة الطول لا بالقصيرة أيضا.

وجهت نظري الى الساعة بالحائط واللعنة .. سأتأخر عن الجامعة
رميت بالمريلة على الكرسي في المطبخ و دخلت الحمام اعدل ما يمكن تعديله ، نزعت المشبك عن شعري و قذفت ببصري على إنعكاسي في المرآة
لكم امقت هذا اللون ، اللون الأحمر القان
حتى إسمي أصبح مقترنا به

شيري أو الكرز

يقال ان ذلك اول ما فكرت به والدتي عندما رأتني و لكن الا يجب أن ترتبط الأشياء الجميلة بالذكريات الجميلة ؟

لا يمكنك ان تعتقد ان اللون كريه و تمتلك إحساسا رائعا حياله ولا يمكنك أن تعتقد ان الإسم جميل و انت تمتلك ذكريات فضيعة عن الشخص الذي اطلقه عليك .

شيري ؟ لتحل عليك لعنة السماء.

أقضي الوقت استمع للبروفيسور رينجي وهو يلقي كلماته بشغف حقيقي لا يراه الا المولعون بالدراسة من امثالي ، الذين يرون ان المستقبل الباهر يبدأ بالعمل بجهد اكبر وذلك ما كنت أفعله منذ البداية
لكي اعيش بسلام انا وماثيو ، علي ان أصل حدود طاقتي .

وصلت ساعات الدراسة لنهايتها و حملت حقيبتي ادس فيها دفاتري و غادرت القاعة كما يفعل الجميع
أشعر بهم و هم يرمقونني بنظرات إشمئزاز كما لو لو أنني مسخ أو اي شيء من هذا القبيل ،
ليس كما لو ان الامر يهمني لأن صغار العقول من امثالهم يهتمون بالمظاهر ..
" شابة في بداية العشرينات بلون شعر غريب ومن عائلة فقيرة ترتاد جامعة مرموقة لا شك ان الآلهة راضية عنها "