شيء من الإنسانية

1K 82 75
                                    

الإستسلام أحيانا لا يعني الخضوع ، قد يعني التضحية احيانا و الرضى بكل المعارك التي خاضتها الأرواح والأجساد للآن

ذلك ما قررته شيري حين خفضت سلاحها لأول مرة تاركة حياتها و قدرها بين يدي ذلك الرجل الذي أبى لها ان تذوق الموت حتى ، لكن طالما تكون فريسته الوحيدة ، أسيرته الوحيدة ، طالما يكتفي بها حلا لمشكلة لا تقدر عليها فهي ستطفيء شعلتها و حسب ، فقد تكون قادرة على ان تأمن جانب الوحش ذاك باللين و طيب المعاملة ففي النهاية تلك اليد القوية التي تستقر على ظهرها والأخرى التي تشد على رسغها تبعث الحيرة في بال ذات الشعر الأحمر و تنعش فضولها لمعرفة حقيقة شخصية ذلك الانسان المتحجر .

ابعدت رأسها عنه و اسقطت نظرها ناحية حرسه الذين ما يزالون على أهبة الإستعداد مصوبين عليها تلك المسدسات السوداء كسواد قلوبهم لتبتسم بعد ذلك ساخرة و تقول بنبرة استهزاء :
" اعتقد ان عليك تغيير بعض الرجال "

رفع كروكودايل حاجبه و انزل نظره في نفس الاتجاه الذي تنظر فيه لتسترسل هي قائلة :
" الا يعني سقوطي من هذا الارتفاع الموت المباشر ، فما بالهم يصوبون اسلحتهم نحوي "

تنهد الرجل بقلة حيلة ثم دحرج عدستيه بضجر مبتعدا عنها لكنه كان متمسكا بالسلاسل الحديدية التي تطوق يدها يسحبها خلفه و في اللحظة التي صارت فيها بالداخل أفلتها دون الإلتفات إليها ثم التقط ستسرته و بدأ في ارتدائها حينها كانت هي تتفحصه بنظراتها وكانه أحجية صعبة الفهم و القراءة و عندما حركت يدها لا إراديا شعرت بالأصفاد التي تعيق حريتها بل وتذكرها بماهيتها

حينها ذبلت نظراتها و استرخت عضلاتها لتمشي بخطوات واهنة بإتجاه ذلك السجن الزجاجي والذي أضحى المكان الوحيد الذي يضمها ، وهناك كان كروكودايل يتبعها بنظراته الباردة لكن في داخله شيء من الاستعجاب الى ان استقرت امام الباب تنظر لانعكاسها الخافت عليه و لأي درجة تغير مظهرها لدرجة انها لم تعد تتعرف على نفسها .

" ما الذي تفعلينه ؟ " سأل صاحب العيون العسلية الفاترة بنبرة غليظة وخالية من المشاعر عكس الذي يجول في عقله .

صمتت شيري للحظة تنغمس في صورتها و كأنها تبحث في اعماقها عن ذاتها الحقيقية لتجيبه بصيغة الطلب لا الأمر ، بهدوء وبنبرة تخللها احباط لم يعتده منها :
" إفتح لي الباب "

لم تتلقى جوابا من كروكودايل الذي راح يحدق بها و قد ضيق حيز عينيه قليلا و أفكاره معلقة بالطريقة التي أضحت الهالة التي تحيطها خافتة للغاية
حينها خفض نظره للأسفل للحظة ثم رفعه بعد تردد واضح ليمشي بخطوات واثقة متجاوزا إياها نحو الباب

السَّبِيل الوَحِيد  || Sir Crocodile حيث تعيش القصص. اكتشف الآن