ما يزال الوقت مبكرا على الذهاب الى الجحيم

885 78 91
                                    

" غااه "

كان صوت الشهقة التي أصدرتها شيري إثر شعورها بمياه الرحمة تضرب وجهها و بعد ان سعلت عدة مرات تنقلب لأحد جانبيها بدأت في فتح جفنيها ببطء لتجد صاحب الندبة ممسكا الكأس الذي انزلقت منه آخر قطرة نحو الأرض يحدق بها ببرود

" استيقظتي اخيرا " قالها بنبرة غليظة بددت خمولها لتنظر له بعدها بعيون ذهبية مشبعة بالكراهية ترد عليه بصوت متألم

" عليك اللعنة "

دحرج كروكودايل عدسته في الارجاء بضجر ثم غادر الحجرة الزجاجية تاركا إياها تصارع كي تنتشل جسدها الذي يفترش الأرض وبينما يقابلها من بعيد جالسا امام مكتبه كانت هي قد عثرت على سبيلها فوق السرير

مضى من عمر الوقت بضع دقائق كانت فيها ترتب انفاسها وتهدأ الألم الذي ينهش كل جزء منها
قذفت ببصرها بعيدا فاذا بها تنجذب لصورة الطعام على الصينية المستقرة اعلى الطاولة
بلعت ريقها بقوة وبطنها الذي كافح الجوع لوقت طويل قرر خيانتها ليصدر صوت قرقرة صغيرة
وضعت يدها عليها ثم أشاحت بوجهها بعيدا تعتصر جفنيها

" كلي "

قال كروكودايل من بعيد دون ان يوليها انتباها لتخفض حاجبيها بغضب و ترد

" أفضل الموت "

تنهد الرجل يمرر أصابعه بين خصلات شعره ثم وقف يحمل معه هالة مهيبة لم تزعزع رباطة جأشها وقال

" لست ممن يحبون تكرار الكلام مرتين ، إما ان تبتلعي ما امامك أو آت بنفسي لأدفعه بحلقك "

وهاته المرة لم ترد عليه شيري بأية كلمة ، ليس لكونه قد اثر عليها فعلا بتهديده بل لأنها لا تملك خيارا حقا فأكثر ما يذل المرء هو شعوره بالجوع ، رغبته المقرفة في أن ينحني طاعة لرغيف خبز لكن اكثر شيء قد يذلها تلك اللحظة هو ان يراها في تلك الصورة .

لم يكن كروكودايل بالشخص الذي يغفل عن التفاصيل إذ انه وما إن لاحظ سكونها رفع هاتفه من الطاولة يحرك اصابعه على زجاجه ثم غادر الغرفة الشاسعة على عجل
حينها أمالت شيري رأسها ناحية الطاولة التي تبعدها مسافة صغيرة لكن بالنسبة لجسدها كانت اطول مسافة يمكن أن تقضيها للوصول

كافحت لبعض الوقت ثم وما إن استقر حالها امام الطعام الذي بدى في عينيها أشهى ما رأت ، رفعت بصرها ناحية الكاميرا الصغيرة الموضوعة على احد الزوايا داخل الجدار

تنهدت بقلة حيلة ثم امسكت عيدان الطعام تلتقط حبات الأرز المكدسة في الطبق تحشو فمها بسرعة كبيرة

حلقها الصغير لم يكن قادرا على ابتلاع تلك الكمية دفعة واحدة لذلك بدأت بالسعال بصفة متواصلة فمدت يدها فورا ناحية قارورة الماء و فتحتها تشرب منها

السَّبِيل الوَحِيد  || Sir Crocodile حيث تعيش القصص. اكتشف الآن