السَّبِيل الوَحِيد || Sir Crocodile

أخي ميهوك

فارق الهواء حنجرته و تدلت ذراعاه وراح يحدق بالفراغ بضياع كبير لا يفهم من وضعه شيئا و لا يقوى على إظهار أي فعل إتجاه الفتاة التي اندفعت نحوه بجسدها الضعيف المنهك ذاك و طوقته برفق و سؤال وحيد يجول داخل عقله و يثير فوضى العواطف و الافكار

أفعل شيئا يستحق الشكر و العناق ؟

بالتأكيد هو لم يفعل ، فذلك ما ظنه لكنه و بطريقة ما شعر انه يريد البقاء ساكنا وأن يثبت مكانه سامحا لها بأن تدس بعض السلام في جوفه و تخطف العتمة من عينيه اللتان أبصرتا رماد الحياة منذ زمن طويل

علق يديه في الهواء لبعض الوقت و شيئا فشيئا بدأت ملامحه تسترخي ببؤس شديد ونظراته تحولت للإنكسار و الأسى فمتى كانت آخر مرة حظي فيها بعناق دافيء بل متى حظي به من الأساس.

هو بدأ بالسماح لنفسه بالإستسلام و تقريب ذراعيه من جسدها الصغير رويدا رويدا إلى أن إستطاع أخيرا جعلها تشعر بضغط خفيف على ظهرها فجفلت تفتح عيناها باتساع شديد و همست
" كروكودايل "

انقباض عضلاتها ارسل إشارة له بأنها تنوي الإبتعاد لكن الشعور الغريب المحبب جعله ينجرف بعناقها أكثر و يخفض رأسه وكأن ما يحدث معه مكافأة له أو نعمة حطت عليه بعد كل الذي عاناه

أي عالم خطى عليه الآن

كان السبب في أن شيري أقدمت على فعلتها هو أنها لم تكن يوما بالجاحدة و لا تلك التي لا ترد معروفا أسدي اليها حتى لو كان لواحد إعتبرته عدوا و لكنه غريب ، غريب بطريقة تجعله يأخذ زاوية من عقلها لذا هي فقط تشبثت بسترته و سألت من دافع الإهتمام لا الفضول :
" ما بك ؟ أثمة ما تفكر به ؟ "

تنهد كروكودايل مسقطا أنفاسه الدافئة على كتفها لكنه لم يعطها ردا أبدا و كأنه يريد منها ألا تتحدث ، أن تسمح له فقط بعيش الحلم و السكينة

لمعت عيونها الذهبية المتعبة كتعب أرواحما و رفعت رأسها كي تحط ذقنها على كتفه هي الأخرى و قالت بنبرة خفيضة لينة :
" لِمَ لَم تقتلني كروكودايل ؟ "

كان يتحاشى الاجابة عن هذا السؤال منذ اليوم الذي أسرها عنده فهو لم يكن يوما بالشخص الذي يفصح عن دواخله لأحد و لا عن نياته سواء أكانت سيئة أم جيدة لذا هو فقط قرر الإنسحاب من ذلك العناق أولا و الإبتعاد عنها قليلا ينظر في عيونها لبضع ثوان ثم استدار يخطو باتجاه السرير و جلس على حافته

حمحمت شيري و رمشت عدة مرات تدير رأسها للجانب الآخر تحرك ساقها للأمام و الخلف تحاول تبرير فعلتها باهتزاز في صوتها
" لعلمك أنا مازلت أكرهك و لكني فقط لا أملك شيئا أرد به ديني لك "

رفع الشاب طرفه يحدق بها لتنسحب شفاهه للزاوية فيبتسم بتهكم لان جسمها يفضح كذبتها البسيطة تلك ، فهو ليس بالشخص الذي تنطلي عليه حيل الكلام كما أنه يستطيع قراءة لغة الجسد جيدا لكنها الوحيدة التي لا تريد إظهار الحقيقة