النهاية

1.1K 78 156
                                    


تنهد كروكودايل مخرجا بذلك النفس الطويل إحساسه بالوصول لنهاية حرب لم يكن طرفا فيها و مع ذلك إمتدت لعشر سنين ثم و بعد ان خرج من قاع الظلمة تذكر وجود شيري التي تقف على خط رفيع بين الحياة والموت لينبض قلبه بقوة يمرر الألم في عروقه فركض نحوها و قد صارت عيونه تنظر إليها بخوف شديد :
" شيري تحدثي إلي "

بالكاد تظهر إبتسامتها و تفتح عيونها الذابلة ورغم الألم و التعب ردت عليه بخفوت :
" هل أسعد لأن ... كروكودايل قلق علي "

بدأ كروكودايل بنزع سترته ثم قميصه الأبيض ليقوم بعدها بضمها إليه يضغط على مكان الإصابة كي يوقف مجرى الدم و تحدث موبخا رغم انه لا يقدر على إخفاء الإنكسار في نبرة صوته :
" لا تغيرين طباعك حتى و انت في هاته الحالة ها "

اغمضت شيري عينيها و بدى عليها انها تستسلم للنوم و لم تعطه ردا حينها إنتشل الشاب سترته من الأرض و غطاها بها ثم لامس بيده كتفها و قال بعد ان ارعبه سكوتها :
" سآخذك من هنا و كل شيء سيكون على ما يرام حسن ؟!! "

بوهن شديد هزت الفتاة رأسها ليحملها كروكودايل برفق بين ذراعيه و عيونه لا تفارق ملامحها الشاحبة و التعبة يتفحصها و قلبه لا يعرف الراحة و كل الإحتمالات السيئة و الذكريات البشعة بدأت تحلق داخل عقله لأنه إن حدث ما يتجاهل بصعوبة التفكير به فهو قد يفقد صوابه و لن يسامح نفسه بعدها للأبد

نزل بسرعة و حذر عبر الدرج فتارة ينظر لموضع قدمه و تارة أخرى الى الفتاة التي بين يديه و التي تتنفس بثقل حينها و بنبرة مهتزة تخللها اللهاث قال :
" لا تنامي استمري بالتحدث إلي همم !!
قولي أي شيء ، أخبريني عن اي شيء ترغبين به ، أي شيء تحلمين به "

بصعوبة رفعت شيري جفنها تكشف و بذبول عن عيونها اللامعة و فتحت ثغرها فهي لا تستطيع تجاهل ذلك الصوت الذي يحمل في طياته مشاعر القلق و الإهتمام و الوجع على حد سواء
" أنا أحلم ... "  ثم صمتت قليلا تبتلع ريقها ليهز كروكودايل رأسه يحثها على الكلام :
" اجل ما الذي تحلمين به "

اخرجت شيري نفسا و رمشت بتروٍ و اكملت :
" أنا أريد ان أصبح محامية معروفة جدا "
اومأ الشاب بالإيجاب و رد عليها قائلا بينما يتفحص عدد. الطوابق التي عليه نزولها :
" عظيم و غيره ألم تخبريني انك تريدين الحرية ، همم ؟ ستكونين قادرة على العودة لما كنت عليه و سينتهي كل هذا "

هزت شيري رأسها وتلالأت عيونها بأسى وكانها تذكرت شيئا ثم تحدثت بنبرة منخفضة :
" كان من المفترض ان أسعد لانك اخبرتني أنني حرة ولكن ... " صمتت ذات الشعر الأحمر و توقف هو عن المشي مصعوقا بعيون متسعة و ثغر مفتوح و سأل
" ولكن ..ماذا ؟ "

السَّبِيل الوَحِيد  || Sir Crocodile حيث تعيش القصص. اكتشف الآن