مقدمة

207 7 0
                                    

عزيزي القارئ.. عندما قمت بتأليف هذا الكتاب عام 1999.. لم يكن يخطر ببالي للحظة أنني سأقوم بعدها بتأليف ما يقارب 19 كتابا آخر على مدى السنوات التالية.. بل ولم يخطر ببالي أنني سأتجه يوما إلى كتابة الروايات والمجموعات القصصية!!.. كان جل اهتمامي آنذاك تأليف كتاب يتناول بعض المواضيع العلمية والتاريخية والثقافية التي يجهلها عامة الناس.. آملا أن أقدم شيئا يحفز الشباب على التفكير ويحببهم في القراءة.. لكني فوجئت بالنجاح الذي حققه الكتاب والإقبال الكبير الذي شهده في معرض الكتاب والمكتبات.. حتى نفدت الكمية تماما عام 2002 إن لم تخني الذاكرة.. ولم تتبق من إصداري الأول سوى نسخة واحدة فقط ما زلت أحتفظ بها في مكتبتي ولم تخرج منها يوما خوفا أن أفقدها.. واعتبرت إصداري هذا مجرد رقم أفتخر فيه في قائمة إصداراتي ولن أقوم بإعادة طباعته أبدا على الأرجح كوني عشقت كتابة القصص والروايات وعرفني القراء من خلالها.

‫ ثم جاءت المفاجأة.. ففي كل معرض كتاب ألتقي فيه بقرائي الأعزاء.. أجدهم يسألون بشغف عن إصداري الأول.. وبعضهم يقضي وقتا طويلا معي محاولا إقناعي بضرورة أن يكون الإصدار متوفرا كي تكتمل مجموعتهم من كل إصداراتي المتواضعة.. و.. أمام هذا الإصرار الذي استمر سنوات طويلة.. وجدت نفسي أستسلم أخيرا.. وأقرر أن أعيد طباعته بالفعل.

‫ لكن.. حين ذهبت لمكتبتي وتصفحت الكتاب لأول مرة منذ سنوات.. فوجئت كثيرا بضعف الأسلوب ونقص بعض التفاصيل مع وجود معلومات علمية قديمة عفا عليها الزمن.. ثم تذكرت أن أمرا كهذا طبيعيا للغاية.. فنحن نتحدث عن كتاب علمي ثقافي تم تأليفه منذ حوالي 18 عاما.. حين كنت طفلا أحبو في عالم الأدب.. لذا فمن البديهي أن يكون الإصدار بدائيا للغاية -إن صح التعبير- من حيث الأسلوب والمعلومات.. تماما كما يحدث حين نمسك هاتفا نقالا صنع عام 2000 ونقارنه بأحد الهواتف الذكية الحديثة.. لذا قررت تعديل الكثير من مواضيع الكتاب وتطوير بعض التفاصيل كي يساير العصر.

‫ وأخيرا.. ها هو إصداري الأول أخيرا بين أيديكم بعد انقطاع طويل.. قد يجده البعض مسليا.. وقد يجده البعض ذا فائدة معلوماتية -وهو ما سعيت من أجله بالفعل- أما أنا.. فأرى أنه بمثابة مرحلة من حياتي اجتزتها منذ سنوات.. لكني أعود وأتذكرها الآن.. وأتذكر كل ما حققته من نجاحات بفضل الله وبفضل ثقة قرائي الأعزاء.. آملا أن أقدم لكم المزيد من الإصدارات التي تنال رضاكم.. ولا زلت في بدايات الطريق.


‫ م. عبدالوهاب السيد الرفاعي

وراء الباب المغلقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن