إنها مخطوطة غريبة جدا بالفعل.. وتعتبر من الألغاز التاريخية التي لم يتوصل الإنسان إلى تفسير لها حتى الآن.. هذه المخطوطة عبارة عن كتاب قديم جدا.. كتب على الأرجح في الفترة 1404-1438 ميلادية حسب تقدير الخبراء.. ويتكون من حوالي 240 صفحة مكتوبة بخط اليد على رقع من الجلد كما كان الحال في ذلك الزمن قبل اختراع المطبعة.
الغريب في الكتاب هو اللغة التي كتب بها.. فهي لغة مجهولة ولا تنتمي لأي حضارة.. هذا بالإضافة إلى الرسومات المتنوعة لمخلوقات بشرية وما يشبه النباتات والبذور مع أشكال هندسية أخرى غير مفهومة تملأ صفحات الكتاب.. وكأنه موسوعة متكاملة جاءت لنا من عالم آخر مجهول!!!.. علما بأن بعض الصفحات مطوية وممكن فتحها لتشكّل خريطة كبيرة لرموز ورسومات أكثر غرابة.
لقد حمل الكتاب اسم (مخطوطة فوينيتش) (Voynich Manuscript) نسبة إلى (ويلفريد فوينيتش).. الشخص الذي اكتشف وجود الكتاب عام 1912 بين مجموعة من الكتب كان قد اشتراها من قصر (موندرايوني) (Mondragone) الواقع في مدينة (لاتسيو) الإيطالية والذي تم بناؤه عام 1573.. حيث كان القصر آنذاك مملوكا لأحد النبلاء ثم انتقل لأكثر من شخص على مدى السنوات.. إلى أن تحول في النهاية إلى مدرسة دينية في القرن التاسع عشر ولغاية عام 1953.. وقد كان بعض العاملين في المدرسة يبيعون الآثار الموجودة فيها بالسر للحصول على المال.. فاشترى (ويلفريد فوينتش) منهم مجموعة من الكتب كان هذا الكتاب من ضمنها.
لقد تمت دراسة محتوى الكتاب لأكثر من مائة عام من قبل العلماء وخبراء في اللغات والمخطوطات القديمة.. بل وتم الاستعانة بمختصين في فك الشفرات السرية من الحرب العالمية الأولى والثانية!!!.. لكن كل هذا لم يأت بأي نتيجة.. ولم يتم فهم أي كلمة من محتوى الكتاب سوى بعض الكلمات اللاتينية القليلة الموجودة فيه والتي عرف من خلالها الخبراء أن لغة الكتاب من اليسار إلى اليمين على الأرجح.. نعم.. هذا كل ما توصلوا إليه!!.. وستجد -عزيزي القارئ- صورا كثيرة للكتاب لو بحثت في شبكة المعلومات.. فهو شهير جدا في عالم المخطوطات القديمة وعلم الشفرات السرية (cryptography).. وهو موجود حاليا في مكتبة جامعة (Yale) الأمريكية.. لكن مصدره.. وكيفية وصوله لذلك القصر.. واللغة التي كتب بها.. والهدف من محتواه.. وهوية مؤلفه.. كلها أسئلة لم يتم التوصل إلى إجاباتها أبدا!!!.
أنت تقرأ
وراء الباب المغلق
Historia Cortaعزيزي القارئ .. كانت فرحة إصداري الأول لا توصف عام 1999.. بل ولم أكن أصدق نفسي وأنا أحمله بين يدي وأتصفحه عالما أنه بمثابة الحلم الذي تحول إلى واقع .. وآملا أن يكون إضافة للمكتبة العربية كونه يتناول بعض المواضيع العلمية والتاريخية والثقافية الغريبة...