قصة الزمن

131 9 0
                                    

الزمن حسب ما تذكره الموسوعات هو: (الفترة الفاصلة بين حدثين متعاقبين أو أحداث متعاقبة).. تعريف بسيط للغاية وواضح.. ولكن.. متى بدأ الزمن بالضبط؟!.. قد يبدو السؤال بسيطا أيضا للوهلة  الأولى.. إلا أنه ليس كذلك على الاطلاق.. فقد حير الناس منذ بدء الخليقة ولم يتمكن أحد من إيجاد الجواب الشافي له.. لقد قال البعض أن الزمن بدأ مع نشأة الكون.. وآخرون قالوا أن بداية الزمن كانت مع نشأة كوكب الأرض.. أو مع ظهور الحياة على سطحه.. أما بالنسبة للعلماء فقد ذكر بعضهم -وعلى رأسهم (أينشتين)- أن الزمن لا يبدأ ولا ينتهي أصلا.. فهو أزلي.. تماما كالطاقة التي لا تفنى ولا تستحدث من عدم.. إلا أن جميع هذه الإجابات غير مؤكدة.. أو على الأقل غير دقيقة.. فالواقع أن لا أحد يعلم متى بدأ الزمن.. ولكن الأمر المؤكد أن المصريين القدماء أول من درس الزمن ووضع تاريخا رسميا له.

‫ كان هذا مع تطور الحضارة المصرية القديمة وظهور عدد من علماء الفلك الذين راحوا يدرسون حركة النجم المعروف باسم (الشعري اليمانية) (Sirius) وهو ألمع نجم في السماء.. ومع دراستهم هذه حدد الفلكيون المصريون القدامى عام (4241) قبل الميلاد.. وهو أول تاريخ رسمي معروف ومثبت في تاريخ البشرية.. كما اعتبروا ظهور النجم (الشعري اليمانية) هو بداية كل عام.. ثم بدأ الفلكيون بحساب أيام هذا العام.. فوجدوا أنها 365 يوما.. هي أيام السنة التي نعرفها في عصرنا هذا.. وهكذا جاءت فكرة العام.

‫ أما بالنسبة للشهر.. فقد كان فكرة البابليون.. وذلك حين استخدموا القمر لحساب الشهور.. واعتمدوا تماما على الشهور القمرية.. مما سبب لهم الكثير من الارتباك لعدم انتظام الشهور القمرية.. فقسّم المصريون القدماء السنة إلى اثني عشر شهرا

كمحاولة منهم لتعديل أسلوب البابليون المربك في تقسيم الأشهر.. وجعلوا عدد أيام كل شهر ثلاثين يوما..أي أن السنة عندهم كانت 360 يوما فقط.. أما الأيام الخمسة المتبقية.. فاتخذوا منها عيدا يحتفلون به ولا يضيفونه إلى عمر الإنسان.

‫ ثم جاء (يوليوس قيصر) بعد ذلك.. ودرس التقويمين البابلي والمصري.. وبعد أن اجتمع مع الفلكيين في قصره.. أصدر تقويمه الذي قسم فيه العام إلى اثني عشر شهرا.. يحوي بعضها 30 يوما.. والبعض الآخر 31 يوما.. واستثنى شهر فبراير بجعل أيامه أقصر.. بحيث يضيف إليه يوما كل أربع سنوات ليحل مشكلة ربع اليوم الذي كشف الفلكيون وجوده في كل عام.

أما بالنسبة لفكرة الأسبوع.. فهي من ابتكار اليهود.. ففي قصة الخلق في التوراة أن الله خلق العالم في ستة أيام.. ومن هنا استخدم اليهود هذه الأيام الستة مع إضافة يوم سابع للراحة.. وقسموا السنة إلى 52 أسبوعا.. وقد انتشر اليهود في العالم.. ورحلوا من مكان إلى آخر مع المحافظة على تقسيمهم للزمن.. فانتشر معهم الأمر وأصبح هناك ما يعرف بالأسبوع في كل أنحاء العالم.. وكان ذلك قبل ميلاد المسيح بعدة قرون.

وراء الباب المغلقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن