13- كشف السر

19 4 0
                                    

رواية #هومكا
#الفصل_الثالث_عشر
"كشف السر"

نظر كلًا من سليمان وتقية لبعضهما وقد اتسعت أعينهما من الدهشة عندما سمعا تلك الكلمات والتي أربكتهما فلم يستطيعا الرد.
وضع صاحب الصوت يده اليمنى على كتف سليمان الأيسر وقال: ما لكما قد ارتبكتما بهذا الشكل؟! تحدثا وأخبراني ما وراءكما؟!

التف سليمان للخلف وقد تحولت ملامحه للغضب، وأمسك بيد هذا الغريب فنزعها عن كتفه، وأمسك بتلابيبه وسحبه منها للداخل، فتراجعت تقية للوراء خائفة ووضعت يديها على فمها تكتم صراخها. كاد سليمان أن يضرب صاحب الصوت لكنه تراجع عندما ظهرت ملامحه واضحة جلية على ضوء الصالة، فقال هو وتقية في آن واحد بصوت مصدوم مليء بالدهشة: الضابط عادل!!

نظر سليمان وتقية لبعضهما البعض وهما غير مُصدقين لِما تراه أعينهما! فقطع دهشتهما بقوله وهو يرتب ثيابه قبل أن يجلس على الأريكة واضعًا قدمه اليسرى على اليمنى وقد أرجع ظهره للوراء ووضع يده اليمنى على مسند الأريكة، وأشار لهما بيده اليسرى ليجلسا فجلسا أمامه على الأريكة المقابلة له، فوضع يده على قدمه ثم تحدث قائلًا: أرى أن الدهشة تعتري وجهيكما، لكما كل الحق في ذلك؛ فمن كان يتوقع أن الزائر هو أنا! وربما تتساءلان عن سبب مجيئي الآن في هذا التوقيت بالذات؟ هل كنت أراقبكما؟! في الحقيقة.... نعم! منذ الأمس وأنا أشك بكما أنتما الاثنان، ولكن شكي بكما ليس شبيهًا بشكي في الدباغ فأنا أشعر أن وراءكما سرًا غامضًا، وأيضًا لا أدري لمَ أشعر أنه يخص الدباغ؟

قاطعه سليمان متسائلًا: لحظة من فضلك! ما الذي جعلك تشك بنا؟ فقد قلت أنك تراقبنا منذ الأمس، ولكننا لم نلتقِ منذ أيام؟! ولماذا نحن بالذات؟

رد عادل عليه وهو يبتسم: لأنكما أنتما من كشفتما نفسيكما دون جهد مني.

نظرت تقية لسليمان نظرات متسائلة فهز لها رأسه بمعنى أنه لم يفهم، فسألاه في آن واحد: كيف؟!

رد عليهما عادل قائلًا: أتتذكرين يا تقية عندما أدخلتك إلى المشرحة لتلقي نظرة الوداع على أمك وأخيكِ؟ لا تبكي عزيزتي فليس هذا وقتًا مناسبًا للحزن، وقتها عندما دخلتِ سمعتك تهمسين: "كيف رجعتما لحجمكما الطبيعي؟ هل انتهى أثر النبتة؟!" وسألتيني: "هل الكل عاد لطبيعته؟" فأخبرتك أنهم بعد أن دخلوا المشرحة انكمشت أجسادهم، فسمعتك تهمسين: "هذا يعني أن النبتة تضعف بالبرودة!" ثم نظرتِ إليهما وأخذتِ في البكاء ووسط بكاءك ذكرتِ كلامًا غريبًا: "كنت على وشك النجاح يا أمي، لمَ تعجلتما الذهاب؟ كنت أحاول إيجاد حل." وقتها شعرت أنكِ تخفين سرًا وودت لو عرفت ما هو، لكن لم يكن ذاك الوقت مناسبًا ولا المكان، فقررت أن أسألك في وقت لاحق، فكرت أن أستدعيكِ إلى مقر الشرطة، لم أكن أتوقع أن أزورك هنا، لكنه هو من دفعني لذلك. وأشار إلى سليمان ثم تابع وهو ينظر إليه: عندما رأيتك وأنت مصاب في بيت العمدة لم أكن أعرفك، ولكنك لا يمكن أن تكون من أهل القرية؛ فملابسك تشير إلى أنك ثري، وبنظرة ضابط شعرت أنك تخفي سرًا أنت الآخر وخاصة عندما ذكرتُ اسمها؛ ذلك الأمر الذي شد انتباهك! فسألت أحد الخفر عندما تركتكم عن من تكون؟ فأخبرني أنك اليد اليمنى للدباغ مما جعل الشك يزداد في رأسي، وعندما علمت أنك لم تترك أهل القرية ذاك اليوم وفوجئت بك في العزاء شعرت أنك شخص غامض وأن لك علاقة بتقية، فطلبت من أحد رجالي أن يراقبك بالأمس، لكنك لم تخرج، خرجت في الصباح فقط، لكن مكثت طيلة اليوم في القصر، فقررت أن أراقبك أنا الليلة وعندما خرجت سِرتُ خلفك حتى دخلت إلى هنا! فصار شكي يقينًا وخاصة أنك دخلت بواسطة المفتاح مما يعني أنك جئت إلى هنا من قبل! والمختبر أيضًا جعلني أشك أكثر بكما، والآن أخبراني يا سليمان أنت وتقية، أنتما السبب فيما حدث لأهل القرية، أليس كذلك؟ هل اخترعتما فيروسًا ما؟ أم أنه دواء ما قمتما بصناعته فتحول إلى وباء؟ وهل قمتما بذلك عن عمد؟ أم أنه عن طريق الخطأ بغير إرادة منكما؟

قال سليمان: ما هذا الهراء...

قاطعته تقية: لحظة يا غامض! ما هذا الذي قاله؟! من سليمان؟ أأنت اسمك سليمان؟

قال عادل: أمعقول أنكِ لا تعرفين اسمه؟! وكيف فتحتِ له الباب عندما قال أنا سليمان؟ لقد عرفت اسمه حينها، فكيف لم تكوني تعرفينه وفتحتِ له دون تردد أو خوف؟

ردت تقية بحدة: بالطبع لم أكن أعرفه؛ فقد رفض أن يخبرني به وطلب أن أناديه بغامض! لمَ لم تخبرني به يا غامض؟

هبَّ غامض واقفًا وقال لها بنفاذ صبر: لن تتغيري! تتركين الأمر الهام كعادتك وتسألين عن أشياء تافهة! ما فائدة اسمي الآن؟ ثم أنكِ قد عرفتينه أخيرًا، هل ستتساءلين عنه كثيرًا أم ننظر فيما قاله هذا الرجل واتهامه لنا؟! أرجوكِ اصمتي قليلًا واتركيني أتحدث، لا أدري من ذاك الأحمق الذي نَعَتَكِ بالذكية؟ لم أرَ أي علامات ذكاء حتى الآن.

هبت واقفة هي الأخرى وصاحت بحنق وهي تشير بإصبعها السبابة إلى وجهه: بل أنت الأحمق! أنا أذكى منك، ولولا ذكائي هذا ما استعنت بي أبدًا، هل تُنكر ذلك؟

قال وهو ينظر لها بحدة: لقد استعنت بكِ لأن الأمر فاق احتمالي وكنت أريد أن يشاركني فيه أحد، ولولا أنكِ رأيتِ بعينيك ما يحدث لما فكرت أن أستعين بحمقاء مثلك.

كاد الشجار أن يحتدم لولا أن وقف عادل واقترب منهما وقال لهما ببرود: اجلسا وكُفا عن الشجار ولا تتصرفا كالأطفال، وأخبراني بما حدث منذ أن التقيتما لأول مرة وحتى هذه اللحظة وإلا سأضطر لأخذكما إلى مقر الشرطة ويكون الاستجواب رسميًا.

هدأ الاثنان وجلسا ثم رويا له كل ما حدث معهما منذ أن التقيا وعن تلك النبتة الغريبة. كلما حكيا أكثر اندهش عادل أكثر؛ فالأمر غاية في الغرابة. عندما انتهيا من حديثهما سأل عادل سليمان: لِمَ تريد أن تكشف أمر الدباغ رغم كونك ذراعه الأيمن؟

رد سليمان: سأروي لكما من البداية كيف عملت معه؟ ولمَ أكرهه كل هذا الكره؟ فالأمر بدأ عندما.... 

يُتبع إن شاء الله....
#سلسلةالمحققان_تقيةوسليمان
#العددالأول
#هومكا
#هبةالله_رزق_عيسى
         

هومكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن