17- تعاون

23 4 0
                                    

رواية #هومكا
#الفصل_السابع_عشر
"تعاون" 

قال الضابط عادل بكل جدية: أريد منكما أن تتعاونا معي لنقبض على الدباغ وكل من يدعمه، فما رأيكما؟

ردت تقية بحماس: أنا موافقة بالطبع؛ فأنا سأبذل كل جهدي لأنتقم لأمي وأخي وكل أهل قريتي، رغبتي قوية في أن أقتص منهم جميعًا وليس الدباغ فقط.

قال عادل بحماس لا يقل عن حماسها: هذا ما كنت أتوقعه لذا طلبت مساعدتكما؛ فوحدي لن أقدر ووحدكما لن تقدرا فيجب أن نوحد جهودنا ونتعاون؛ فكل واحد منا لديه ميزة غير موجودة عند الآخر فالأفضل أن نستغل ذلك لنغتنم الوقت ولكن عملنا هذا سيكون بشكل سري بعيدًا عن عملي وإن كنت سأستفيد بسلطتي لتسهيل الأمور ولكن لا ينبغي أن يعلم بالأمر أحد غيرنا لسلامتكما أولًا، وثانيًا حتى لا يعلم الدباغ وأعوانه بالأمر فيأخذوا حذرهم ويفسد كل شيء فأنا لا أستبعد وجود جواسيس له في كل مكان خاصة عندنا.
التفت إلى سليمان ونظر له بوجه متسائل مندهشًا من صمته، فقال له: فيمَ أنت شارد هكذا يا سليمان؟! لَمْ تخبرني رأيك، هل أنت معنا أم لا؟! فيمَ تفكر؟

رد سليمان وقد بدا التوتر واضحًا في لهجته: بالطبع أريد أن أكون معكما؛ فهدفي منذ سنوات هو الانتقام من الدباغ، فحق صديقي لم أنسَه ولن أتنازل عنه ما حييت ولكن لا أدري لمَ خشيت أن يتم القبض عليَّ معهم ومحاكمتي جراء جرم لم أختره ولست راضٍ عنه ولم أقترفه، فقد حاولت جاهدًا أن أكون بعيدًا عن القتل ونبش القبور فكان عملي مقتصرًا على القصر فحسب وتوصيل أوامر الدباغ لرجاله ولكن بما أنك تقول أن الشرطة لن تعلم بتعاوني معك فسأكون في نظرهم رجل من رجال الدباغ ومتهمًا مثلهم وأعتقد أن جزاءنا جميعًا سيكون الإعدام! سأتعاون معكما على أية حال ولكن أود أن أطمئن، فلا أريد أن أُعاقب وأنا بريء.

نظر له عادل صامتًا للحظات قبل أن يقول: لا تخش شيئًا يا سليمان فأنا أعرف ما أفعل ولن يضركما أنتما الاثنان أي أذى سواء من الدباغ أو من الشرطة؛ فأنا ما أتيت إليكما إلا بعد تفكير عميق ومدارسة الأمر جيدًا من كل جوانبه، أنا أذكى مما تتصور يا سليمان فأرجوك توقف عن التفكير حتى لا تتوتر أكثر وتفسد كل شيء ويكشفك الدباغ، والآن يجب أن نترك كل هذا جانبًا ولنعُد أنا وأنت من حيث أتينا فقد اقترب الفجر ويجب أن نذهب قبل أن يستيقظ أهل القرية ويكتشفوا أمرنا.

ردت تقية: نعم، أرجوكما، فأنا لا أحب أن يظن أحدهم بي السوء ولكن كيف سنتواصل معًا.

أجابها عادل: كل ليلة بعد منتصف الليل موعدنا هنا فاتركي باب المختبر مفتوحًا قبل الوقت بقليل حتى ندخل منه بسهولة ولا ننتظر كثيرًا بالخارج حتى لا نلفت الأنظار وأغلقيه بعد ذهابنا مباشرة حتى نطمئن أنكِ بأمان.
ثم وجه نظره إلى سليمان وطلب منه أن يعطيها مفتاح المختبر الذي معه فأخرجه من جيبه وأعطاه لها ثم تابع عادل: ولكن قبل أن أذهب أريد أن أخبركما أن الأمر  دخل في طور الجدية والأهمية فيجب أن نسرع ونؤدي مهامنا على أكمل وجه وهي كالآتي؛ أنت يا سليمان ستتلصص على الدباغ وتحاول جمع أي معلومة ومعرفة خططه القادمة وفيمَ يفكر؟ وهل يحادث القائد الأكبر أم لا؟ وفيمَ يحادثه؟ فلتتعمق أكثر في البحث ربما تجد لديه شيئًا هامًا يفيدنا فمؤكد أنه يخفي عنك الكثير، أما أنتِ يا تقية فعليك البحث أكثر في أمر النبتة وتحليل العينة المتبقية مرة أخرى بتعمق ربما تكتشفين أمرًا جديدًا، أريدك أن تعتصري مخك وتستعيني بكل ما درستِ وخبراتك في الكيمياء لنعرف عن هذا الأمر أكثر وفي أسرع وقت، أما أنا فسأكثف البحث عن تاريخ الدباغ وأجمع المعلومات عن حياته في أوكرانيا وعن تلك الشبكة فلربما وجدنا ثغرة تفيدنا، لا وقت للراحة يا شباب فالوقت يمضي والخطورة تزداد، هيا بنا يا سليمان.

نهضوا من أماكنهم واتجهوا للمختبر ودلفوه ثم فتحا بابه الخارجي وراقبا الأجواء بالخارج ثم خرجا بعد أن ودعا تقية واطمأنا لعدم وجود أحد بالخارج فذهب كل واحد منهما في اتجاه ليعود لمستقره وأغلقت تقية الباب خلفهما بالمفتاح وعمدت إلى مختبرها وارتدت البذلة التي أحضرها سليمان سابقًا وأخرجت علبة العينة فوجدت أن العينة التي أحضرها سليمان صارت رمادًا مثلها مثل جثث أصحابها فحزنت وكادت تفقد الأمل ولكنها قررت تحليل ذلك الرماد فلربما توصلت لشيء هام، وها هي تضع عينة منه تحت ميكرسكوبها وتراقبها بدقة وعين تحليلية فوجدت أنه ما زال بها آثار من تلك النبتة فقامت بمحاولة فصلهما عن بعضهما بصعوبة ولكنها نجحت أخيرًا. قامت بنزع كل آثار النبات عن الرماد من العينة كلها التي أحضرها سليمان ووضعت كل قسم منهما في برطمان محكم الغلق ثم أخذت عينات صغيرة ووضعتها في أنابيب الاختبار ووضعت على كل عينة مادة معينة لتختبر تفاعلها مع الأحماض والمواد المختلفة. ظلت تعمل حتى الصباح ولم تشعر بالوقت، وما إن انتهت من تحليل العينات حتى انتبهت أنها ضيعت الفجر وكان وقت الضحى فحزنت لذلك وخلعت البذلة بعد أن طهرتها وأغلقت مختبرها وذهبت لتتوضأ. صلت الصبح ثم الضحى وتلت وردها القرآني وأذكار الصباح ثم تناولت إفطارها وأخلدت للنوم حتى أذن الظهر فنهضت وصلت فرضها ثم جلست في مصلاها تفكر بعدما أنهت أذكار الصلاة. أخذ التفكير منها مأخذه فهي لا تعلم هل ما توصلت إليه من تحليل العينات ذا فائدة أم لا؟ وكيف يمكن التخلص من آثار تلك النبتة المبهمة؟ فجأة تذكرت شيئًا هامًا أغفلها عنه حزنها على أمها وأخيها، فنهضت مسرعة إلى مختبرها وارتدت البذلة ثم بدأت التجربة....

يُتبع إن شاء الله.....
#سلسلةالمحققان_تقيةوسليمان
#العددالأول
#هومكا
#هبةالله_رزق_عيسى

هومكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن