6- نبتة عجيبة

34 4 2
                                    

رواية #هومكا
#الفصل_السادس
"نبتة عجيبة"

زوت تقية ما بين حاجبيها وسألت غامض بفضول شديد: ماذا؟! قنبلة طبيعية! كيف ذاك؟ لم أسمع بشيء كهذا من قبل، ماذا تعني؟

أجابها غامض: إنها عبارة عن شجيرة صغيرة تنبت في أماكن معينة، منطقة واحدة فقط هنالك في أوكرانيا، إنها تنبت وتنمو طبيعيًا دون تدخل أي إنسان، تلك الشجيرة لا تزيد مساحة نموها عن النصف متر طولًا والعشرون سنتميترًا ارتفاعًا، وهي بيضاوية الشكل لها أوراق خضراء صغيرة ولكنها سميكة تتحول إلى اللون الأبيض عند النضج، تستغرق منذ ظهورها إلى موتها مدة لا تتجاوز العشرة أيام؛ فهي تنبت وتكبر في فترة ثلاثة أيام، بعدها تُزهر أزهارًا صفراء بِتلاتها عبارة عن خيوط رفيعة، وتلك الزهرة خنثى تظل موجودة ثلاثة أيام تتلقح فيهم الزهرة ذاتيًا ويتكون الجنين وبعدها يصبح جاهزًا للقطف في خلال ثلاثة أيام فقط، وتلك الثمار عبارة عن ثمار دائرية بيضاء صغيرة منتفخة بحجم قرص الدواء وتشبه في ملمسها حبيبات العلكة حتى أنهم عندما حاروا في تسميتها أسموها هومكا واللتي تعني علكة باللغة الأوكرانية؛ لذا نتداولها فيما بيننا في علب العلكة، في اليوم العاشر تتفجر كل الثمار، وفي اليوم الحادي عشر يصبح النبات رمادًا كأنه لم يكن، تنبت كل خمسة شجيرات في آن واحد متجاورات لا يفصل بينهم أي شيء، اُكتشفت تلك النبتة في حقل للمخدرات تابع لأحد أفراد الشبكة فقد رآها صدفة يوم انفجارها والذي يكون محدودًا حوله فقط ليس هائلًا كأي قنبلة أخرى، بعدها اهتموا لأمر ذاك النبات وتابعوه حتى أثمر فقطفوا منه عينة ودرسوها فوجدوا أن تركيبها فريد من نوعه لا يوجد مثله قط في كل التركيبات الجينية، إلى أن حدث أمرًا عجيبًا لم يتوقعوه..

صمت غامض ونظر أمامه في الفراغ شاردًا فسألته تقية: ماذا حدث؟ أنت! فِيمَ شردت؟ أخبرني ماذا حدث؟

انتبه لها فتابع: في اليوم التالي وبينما كان ذاك الرجل ورجاله يتابعون حقل المخدرات هذا إذ بأحد الرجال يرى تلك النبتة فاعتقد أنها نوع جديد من المخدرات، وقبل أن ينبهه أحد قام ببلع ثمرة منها وما إن وصلت معدته واختلطت بأحماضها حتى انتفخت داخل بطنه لدرجة أن من حوله رأوا بطنه تكبر وقبل أن يتداركوا ما حدث سمعوا صوت انفجار؛ فقد تحولت لقنبلة كبيرة انفجرت داخله فسقط على الفور جثةً هامدة، لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه؛ فقد كانوا يظنون أن الجثة ستنفجر كليًا لكن مرت ساعة وهم واقفون يراقبونه ولم يحدث شيئًا جديدًا فاقتربوا منه معتقدين أن بطنه قد انفجرت من الخارج أيضًا ولكنهم عندما قلبوا جثته وجدوا جسده سليمًا من الخارج ولا يوجد نقطة دم واحدة خرجت منه، أرادوا دفنه مكانه لكن صاحب الحقل أوقفهم وأمرهم أن يأخذونه لمقرهم ليقوم الأطباء بتحليل جثته، أخذوه إلى المقر وبدأ الأطباء والكميائيون بالعمل واكتشفوا شيئًا عجيبًا! لقد وجدوا أن القنبلة جعلت كل ما بداخل الجسد رمادًا! لكنه ما زال سليمًا من الخارج؛ لم يتأثر عظمه أو لحمه أو جلده، فقط الأحشاء الداخلية اندثرت وأصبح الجسد جافًا من الداخل كأنه مُحَنَط، هنا خطرت لصاحب الحقل فكرة شيطانية؛ لقد قرر أن يستعمل ذلك النبات كأداة قتل دون إثارة الشكوك، منذ ذلك الوقت وهو يستخدمها في قتل كل أعدائه وكل من لم ينفذ أوامره من رجاله، حتى علم القائد الأكبر لتلك الشبكة بالأمر فقتل صاحب الحقل بنفس النبات لأنه لم يخبره بأمره واستعمله وحده دون أوامر منه، بعدها استولى على ذاك الحقل وأمر بترك الأرض فارغة بعد حصد محصول المخدرات لكي يكون أمام ذاك النبات مساحة شاسعة لينمو فيها بكثرة ولكنه لم يستخدم هذا النبات في قتل أعدائه فقط، بل استخدمه بطريقة شيطانية ليكون وسيلة لتداول كل أنواع تجارته لأي مكان بعيدًا عن أعين الإنتربول وكل أجهزة الشرطة حول العالم.

صمت غامض فقد أتعبه الحديث وصار الوقت فجرًا فطلب منها أن ينام لأنه قد أُنهك بشدة وسيكمل في الغد فوافقت على ذلك. قبل أن يتركا المختبر طَهَّرا تلك البذلات وخلعاها في المختبر وذهب كل منهما إلى غرفة وظلا يفكران قليلًا، كان غامض يفكر كيف يخبرها باقي الحقيقة؟ وكيف ستستقبلها؟ وكانت تقية تفكر يا ترى هل أخبرها كل الحقيقة أم ما زال يخفي الكثير؟ ظلا هكذا حتى أنهكهما التعب والتفكير فناما دون أن يشعرا.

في الصباح استيقظا على صوت النداء المتكرر من المسجد الآخر في القرية، نظر كل منهما في هاتفه فوجد أن الساعة قد قاربت العاشرة فنهضا وأنصتا للنداء؛ فإذا به يطلب من جميع من بالقرية الاجتماع عند العمدة في بيته، سألت تقية نفسها وقد شعرت بقلق شديد: تُرى ما الجديد؟

نهضت من سريرها وقلبها وَجِل فذهبت لغرفة غامض وقبل أن تدق الباب فتحه هو فبادرها بالسؤال: هل ستذهبين؟

أجابته: نعم، لا بد أن أذهب رغم أنني أخشى أن يكون قد جد جديد ويكون مؤلمًا.

طمأنها غامض قائلًا بهدوء؛ فقد شعر أنها تخشى على أمها وأخيها: لا تقلقي، ستكون كل الأمور بخير، هيا اذهبي وسأنتظرك ريثما تعودين.

أومأت برأسها إيجابًا وتوجهت للباب وفتحته وخرجت فأغلقته خلفها بالمفتاح. سارت في طريقها مسرعة حتى لا يفوتها شيء، وها هي قد وصلت بيت العمدة الذي انتظر حتى اجتمع الجميع قبل أن يقول: يؤسفني أن أخبركم بأمر مأساوي.

انتبه له الجميع في ترقب ووجل وجميعهم يخشون ما سيقوله فتابع حديثه الصادم: لقد ذهب الخفر في السابعة صباحًا بطعام لأهلنا بالمسجد بعدما طلبت منهم ذلك، فطرقوا الباب وأخبروهم أن يخرجوا ليأخذوا الطعام؛ فقد فتحوا لهم الباب وتراجعوا للخلف عدة أمتار منتظرين أن يخرجوا ويأخذوا الطعام حتى يغلقوا المسجد مرة أخرى، لكن طال الانتظار ولم يخرج أحد، عاد أحد الخفر إلى المسجد وطرقه عدة مرات لكن لم يجبه أحد! فرجع لباقي الخفر وأخبرهم فقرروا أن يأتي أحدهم إليّ ليخبرني بالأمر ويسألني ماذا يفعلون، فطلبت منه أن يفتح أحدهم الباب وينظر بالداخل ليكتشف ماذا دهاهم، فذهب وأخبرهم فقام أحدهم بفتح الباب لكنه عندما فتحه وجد أن كل من بالمسجد قد...
سكت هنيهة قبل أن يتابع وقد اختنق صوته حزنًا: لقد وجدهم جميعًا راقدين، فاقترب منهم وقام بهز أحدهم بيده فلم يتحرك فعل ذلك مع الجميع لم يتحرك أحد، فخرج من المسجد مسرعًا يحث الخطى إلى حيث يقف باقي الخفر وأخبرهم بما رآه، فأتاني أحدهم وأخبرني بما حدث، فأخذت الطبيب وذهبنا إلى هناك وليتنا ما ذهبنا، لقد اكتشف الطبيب أن جميع من بالمسجد قد.... ماتوا منذ الأمس!!

يُتبع إن شاء الله....
#سلسلةالمحققان_تقيةوسليمان
#العددالأول
#هومكا
#هبةالله_رزق_عيسى

هومكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن