رواية #هومكا
#الفصل_الثامن_عشر
"أخبار شيقة"ها قد أقبل منتصف الليل أخيرًا فقد كانت تقية تنتظره بفارغ الصبر لتُدلي بما في دلوها من أخبار شيقة لعادل وسليمان. انتظرتهما في صالة بيتها وقد تركت باب المختبر الخارجي دون إغلاق ليتسنى لهما الدخول بسهولة، وها هو باب المختبر الداخلي يدق فانتفضت من مكانها وهرولت إليه وفتحته فوجدت أمامها كلًا من عادل وسليمان اللذان تزامن موعد وصولهما مع منتصف الليل مباشرة في آن واحد. أدخلتهما بسرعة وأوصدت الباب خلفهما وأخبراها أنهما أوصدا الباب الآخر جيدًا من الداخل لئلا يدلف منه أحد فيتلصص عليهم فهم الآن لا يثقون في أي أحد، وها هم يجلسون في صالة المنزل وبادرهما عادل بسؤاله: هل لديكما من جديد؟
أجابت تقية بحماس شديد: لقد حللت العينة واكتشفت شيئًا هامًا.
سألاها في آن واحد: ما هو؟!
أجابتهما: تلك النبتة آثارها لا تزول أبدًا حتى لو تحول الجسد إلى رماد فقمت بنزع آثارها عن الرماد وحللت تلك الآثار فوجدت أن جيناتها مبهمة غير معروفة، فحللت الرماد وحده فتفاجأت أن الأجساد تتحول مركباتها إذا ما اختلطت بآثار تلك النبتة إلى خلايا نباتية تجف وتتحول إلى رماد كربوني كأنها قطعة فحم اشتعلت بها النيران ثم تحولت إلى رماد! آثار تلك النبتة تشبه الشظايا ولكن بشكل أصغر، وقد فسرت وجود مادة الكربون في الرماد أنه من الممكن أن يكون عنصر الكربون من مكونات تلك المادة وعندما يختلط بوسط حمضي كالموجود في المعدة فإنه ينفجر، ربما يكون ذلك التفسير أقرب إلى الحقيقة ولكنني يأست من تفسير ذلك بحجة علمية خاصة أن تحليل النبات لا يظهر فيه عنصر الكربون، فلا أدري كيف يتواجد في الرماد؟ وكدت أفقد الأمل في إيجاد علاج؛ فكيف نجد علاجًا ونحن لا نعرف تركيبات النبات الجينية والذي هو السبب الرئيس للمرض؟ تركت كل شيء وهرعت إلى صلاتي أناجي ربي وأطلب منه أن يدلني وفجأة تذكرت المشرحة!
قاطعها سليمان بسؤاله قائلًا: لقد شغل تفكيري الفترة الماضية أمر الجثث كيف اتسعت لهم النعوش وقد تعملقت أجسادهم؟ لقد فكرت كثيرًا في الأمر ولم أتوصل لتفسير ولم يتسنى لي سؤال أي منكما أو أي أحد من أهل البلدة فما الذي حدث لهم؟
ردت تقية: عندما أخذني الضابط عادل لأرى أمي وأخي لآخر مرة وفور أن نظرت إليهما بعد أن فتحوا الثلاجة وأخرجوهما انبهرت؛ فقد عاد جسداهما إلى حجمهما الطبيعي ولم يظهر عليهما أي مظهر تغيير كالذي كان قد أصابهما في القصر! وقتها عَزوت ذلك إلى أنه ربما درجة البرودة الشديدة الموجودة في ثلاجات الموتى قد صدمت ذلك الوباء وأضعفت من تأثيره بل أخفته تمامًا مما أعاد الأجساد لشكلها السابق! وقتما تذكرت ذلك فكرت أن أضع العينة في وسط متجمد ربما تَغَير شيء في تركيبها، هرعت إلى المختبر وأخذت عينة صغيرة ووضعتها في برطمان محكم الغلق ووضعته في مُجَمِدْ ثلاجة المختبر وتركتها لمدة ساعتين وأخرجتها فوجدت أنها قد ذبلت قليلًا فتركتها مدة أطول 6 ساعات أخرى ثم أخرجت العينة قبل قدومكما بقليل فوجدت أنها قد صارت رمادًا وانتهى تأثيرها تمامًا! وقتها تذكرت كلام سليمان عندما أخبرني أن النبتة بعد عشرة أيام تتحول إلى رماد هذا إن تُركت في مكانها الذي نبتت فيه لكنها تعيش مدة أطول لو امتزجت بوسط آخر كأجساد البشر أو الأسماك ومن الواضح أن اختلاف تركيب جينات البشر هو ما يسبب اختلاف تأثيرها عليهم، ولكن ها قد عرفنا العلاج فكيف سننقذ الضحايا القادمة؟ فمن المؤكد أن ضحايا القائد الأكبر لن ينتهوا طالما أن هذا النبات ما زال ينمو.
قال عادل بتساؤل: أليست أوروبا بلادًا باردة؟ والبرودة تقتل آثار تلك النبتة فلربما تقتل النبتة نفسها، وها قد اقترب فصل الشتاء وسوف يقضي عليها.
رد عليه سليمان: للأسف هم يستعملونها منذ سنوات صيفًا وشتاءً ولم يتوقف تأثيرها قط، ربما تحتاج درجات برودة أعلى من ذلك، ويبدو أن الأجواء في تلك البلدة مناسبة لنموها لذلك لم تنمو في أي بلدة أخرى.
قال عادل: سنفكر في أمر التخلص منها لاحقًا، ولكن الآن هل لديك من أخبار أو أدلة يا سليمان؟
قال سليمان بتوتر: هناك شيء قد أخفيته عنكما.
سأله عادل بشك: ما هو ذاك؟
أجابه سليمان: الصور والفيديوهات الخاصة بالحفل.
سأله عادل بلهفة: ما بهم؟ ألم تقل أنك أمرت رجالك بإعدامهم؟
قال سليمان: نعم قلت ذلك للجميع لأُطمئن الدباغ وأجعله يثق بي أكثر ويطمئن أن لا شيء ضده فيتحرك بحرية ويعيد نشاطه مرة أخرى وهذا ما قد حدث عندما ذهب لأهل البلدة لتعزيتهم دون وجل، وها هو قد هاتف القائد الأكبر صباح اليوم وأخبره بكل ما حدث واتفقا على أن يواصلا العمل ولا يلتفتا لكل ما جرى طالما لا يوجد دليل وحتى إن وُجِدَ فلا شيء يستطيع إيقافهما! ولكن الدليل موجود وقد أحضرته معي لتخبئه أنت يا حضرة الضابط ليكون في مأمن إن كُشف أمري.
سأله عادل: ماذا تعني بالدليل؟ أتقصد الصور والفيديوهات؟ طمئني وأخبرني أن توقعي صحيح.
رد عليه سليمان: نعم صحيح، لقد أخذتهم من المصورين بعد الحفل مباشرة وأخفيت كروت الميموري تلك وأوهمت الدباغ أن المصورين سيقومون بتحميض الصور ويطبعونها وينقلون الفيديوهات على فلاشات ويرسلونهم لي، ويوم تذكر هو الدليل ذاك اليوم الذي قبضت عليه فيه تصنعت أنني أُهاتف أحد رجالي وآمره أن يحضرهم ويتخلص منهم لكن ذلك لم يحدث مطلقًا وأحمد الله أنه لا يعرف أي من المصورين ولا يعرف أرقامهم ولن يستطيع التأكد منهم فهو يثق بي.
ثم أخرج من جيبه علبة صغيرة وأعطاها لعادل الذي فتحها ووجد بها عشرة كروت ميموري تحوي كل صور وفيديوهات الحفل فأغلقها وأدخلها في جيبه وقال لهما: لقد أديتما عملكما على أكمل وجه وأرجو أن تستمرا في هذا النشاط، أما أنا فلدي خبر لا يقل أهمية عما أخبرتماني عنه.
تساءل سليمان وتقية في آن واحد: ما هو؟ لقد شوقتنا.
رد عليهم عادل بحماس لا يقل عن حماسهما: لقد توصلت إلى....
يُتبع إن شاء الله.....
#سلسلةالمحققان_تقيةوسليمان
#العددالأول
#هومكا
#هبةالله_رزق_عيسى
أنت تقرأ
هومكا
Mistério / Suspenseحبة تشبه العلكة ابتلعتها فانتفخت بطنك ثم في لمح البصر انفجرت وفجأة تسقط جثة هامدة بجسد سليم خارجيًا ولكنه من الداخل فارغ كالتابوت! أما زلت تظن أنها مجرد علكة؟! رواية هومكا (مكتملة) العدد الأول من سلسلة المحققان تقية وسليمان الكاتبة هبةالله رزق عيسى...