رواية #هومكا
#الفصل_العشرون_والأخير
"نهاية الشر"مات! كيف مات؟! ولمَ مات؟! ألم يعاهد نفسه ويعاهدنا أنه لن يموت قبل أن يكمل انتقامه؟ لمَ حنث بعهده إذًا؟ ألا يعلم أننا نحتاجه؟ ألم يعلم أنه هام بالنسبة لنا؟ ألا يعرف أنني أطمئن بوجوده وأتقوى به بعد ربي؟ ألا يعرف أنني أتيه دونه؟ كيف يموت ويتركني وحدي؟ أخبرني كيف يموت ويتركني هو أيضًا؟ لقد ظننت أنه سيكون سندي بعد أهلي؟ أهذا ما يقدمه لي؟ يتركني ويرحل مثلهم؟ كيف هنت عليه؟ كيف طاوعته نفسه أن يترك تقية وحدها؟ يا له من وغد! بل يا له من أحمق متسرع! ألم يخبره قلبه أن قلبي يحبه؟ ألم تخبره روحي أنها متعلقة به؟ ألم تخبره عيناي عن مكنون قلبي؟ ألم تخبره لهفتي عند رؤيته وسماع صوته عن مدى حبي له وخوفي عليه ورغبتي الدائمة في قربه؟ ألم يرَ كل هذا؟ أأصابه العمى فتركني دون وعي أم أنه يعلم فتجاهل كل هذا واختار الموت ليبتعد عني؟ أعلم أنه لم يستطع أن يحبني وما كان ليحبني فهو يراني حمقاء غبية تافهة فضولية ثرثارة ولكنه لم يرَ كل ما حملته له في قلبي من حب عميق لا حدود له، حقًا لم يمر على معرفتنا سوى أسبوع أو أكثر ولكن منذ متى كان يقاس الحب بالأيام؟ الحب الصادق هو ما كانت مشاعره حقيقية حتى لو كان عمره يومًا واحدًا أما الحب المزيف مهما مرت عليه الأيام والشهور والسنين فإنه ينقص ولا يزيد أبدًا، أهكذا تكافئني يا سليمان بعد كل ما حملته لك من ود وحب؟! أتعلم أيها الضابط؟ لم أعد أحبه، أنا أكرهه الآن بشدة؛ فهذا الوغد تركني هو الآخر بعد أن علق قلبي به، تركني لأتعذب بفراقه لآخر عمري.
صدمة تقية بخبر موت سليمان جعلتها تعبر عن مكنون قلبها فأخرجت كل ما كتمته من مشاعر وهي تبكي وتبكي حتى ازداد نحيبها ولم تعد تقوى على الحديث فوضعت وجهها بين كفيها واستسلمت للبكاء لتعبر عن شدة حزنها بدموعها التي انسكبت مدرارًا على حبيب فقدته لم تعرفه إلا منذ أيام قلائل لكنها كانت كافية لتجعل حبه يتعملق داخلها كما لو أنها تعرفه منذ سنوات لا حصر لها.
يا له من حب صادق ذاك الذي يتخللك وأنت لا تدري، يملأ عليك شغاف قلبك رغم مقاومتك له، يُتعسك ويبهجك، يؤلمك ويقويك، ذاك الحب تكتشفه فجأة دون مقدمات وتتعجب كيف استطعت أن تحب ذاك الشخص بالذات؟ كيف يتسلل حبه داخل قلبك دون أن يمر على عقلك أولًا؟ ذاك الحب هو الحب الأول والأخير في قلبك ولن تستطيع أن تهب مثله لأي شخص آخر، فأنى لك هذا وهو الوحيد الذي امتلك مفتاح قلبك ولا توجد نسخة أخرى لذلك المفتاح؟ ذاك الحب هو الذي يعيش وإن مات أصحابه.لم يتفاجأ عادل بكلامها فهو ضابط محنك ذو عينين ثاقبتين يرى بهما ما تخبئه العيون حتى لو أظهر الشخص عكس ما بهما، لقد علم منذ رآهما أول مرة أنها تحبه وهو أيضًا أحبها ولكنهما كانا يجهلان ذلك.
قال عادل لتقية بهدوء يشوبه الحزن: أنا مضطر لأن أتركك الآن حتى أذهب إلى مقر الشرطة لأقوم بعملي وأحقق في وفاة سليمان، حقًا أنا متأكد أن الدباغ هو من فعلها لكن لا دليل لدي ولا أستطيع أن أتهمه بشكل صريح.
أنت تقرأ
هومكا
Mistério / Suspenseحبة تشبه العلكة ابتلعتها فانتفخت بطنك ثم في لمح البصر انفجرت وفجأة تسقط جثة هامدة بجسد سليم خارجيًا ولكنه من الداخل فارغ كالتابوت! أما زلت تظن أنها مجرد علكة؟! رواية هومكا (مكتملة) العدد الأول من سلسلة المحققان تقية وسليمان الكاتبة هبةالله رزق عيسى...