الفصل السابع عشر
البنات قاعدين في العربية من ورا و كل واحدة فيهم في عالم و لكنهم إتفققوا على شعور واحد و هو الألم
نوح مراقبهم من قدام و وراهم عربية حراسة و الإسعاف
جوري و لينا كانت دموعهم نازلة على الرغم من تنبيه تمارة ليهم إلا إنهم مقدروش ميعيطوش
تمارة اللي كانت جامدة و ملهاش أي رد فعل
العربيات وصلت المقابر
كان أول من فتح الباب هي تمارة نزلت و كانت عنيها على نعش أمها منزلتهاش
نوح و كمال راحوا يشيلوا النعش مع الشباب اللي كانوا في الإسعاف و تمارة عنيها على أمها مش منزلها .
جوري و لينا اللي مش مبطلين عياط و كمال اللي كل شوية يبص على جوري
نوح لاحظة و برق ليه و قال:-
عينك لتوحشك يا كمال ، مبحبش أعيد كلامي مرتين ، قولتك لا يا برنس يعني لا
كمال:- أعمل اية يعني مش قادر أشوفها بتعيط يا كينج ، طب بزمتك إنت عاجبك حال تمارة
نوح برق و قال:-
آنسة تمارة و حط تحت آنسة مليون خط ، مش عاوز أتجنن عليك يا برنس
كمال جز على سنانه و قال:-
تصدق تستاهل اللي بيحصلك منها يا كينج
نوح بصله و قال:-
طيب يا إبن *** نخلص بس من اللي إحنا فيه و ورحمت أبوك لتتسوح
كمال ببرود:-
مستنيك يا كينج و أدي الفاتحة على روح أبويا
نوح بص عليه بعصبية و ضغط على سنانه و هو بيقول:-
برود أمك دا مش عليا عشان و أقسم بالله ما يهمني هتدرب في وشك لكن ما جوري تشوفه بالحلاوة و الجمال اللي هيبقي عليه
كمال :- آنسة جوري بعد إذنك ، الألقاب محفوظة يا كينج
نوح ضيق عينه و بصله جامد و كمال فهم إنه مش هيعديها
وصلوا أخيراً للمقبرة و نزلوا النعش ، و البنات وراهم
تمارة مسكت إيد جوري و لينا و قالت:-
محدش فيكم يدخل
لينا :- بس انا عاوزه أودع ماما يا تمارة
تمارة حضنتها جامد و قالت:-
مش هتقدروا تنسوا المنظر يا حبايبي عشان كدا الأحسن إنكم متدخلوش
جوري :- و إنتي كمان المفروض متدخليش ، إنتي مش أحسن مننا ، يا ندخل كُلنا مع بعض يا محدش يدخل
تمارة إستغربت كلام جوري و بصلتها جامد و قالت:-
أنا اللي هدخل عشان مش عاوزة أنسي أي حاجة حصلت معانا ، مش عاوزه أنسي أي تفصيلة عارفة لية ؟
جوري هزت رأسها بالنفي و تمارة كملت:-
عشان حقنا و حق أمك محدش هيجيبه غيري ، عشان لما أيمن يجي يكلمنا نص كلمة يلاقي حد جامد يقف ليه ، حد قلبه مات خلاص ، قلبي أنا حطاه بين إيدي يا جوري و هدفنه مع أمك في قبرها ، عشان أقسم بالله اللي هيقرب منا تاني ما هيلاقي ذرة رحمة عندي ، رصيد العالم خُلص خلاص و جه وقت الحساب
سألتهم و دخلت المقبرة و شافتهم و هما خلاص هيدخلوها بصت على أمها و نوح و كمال شايلنها و بيدخلوها المقبرة فقالت في نفسها:-
مع السلامه يا اللي كُنت مصبراني على العالم ، مع السلامه يا ضحكة كانت على وشي دايما ، مع السلامه يا قلب كان فيه شوية رحمة لناس متستاهلش ، إرتاحي يا توحة عيالك في عنيا ، دايما كُنتي تقوليلي شيلتي الهم بدري و خلاكي تكبري قبل أوانك ، و أهو جه الوقت للمسئولية اللي إنتي حملتهالي بدري ، بس انا قدها و أنا واثقة من كدا ، مع السلامه يا توحة روحتي و خدتي معاكي قلب تمارة ، و دلوقتي هي عايشة من غير قلب ، قسوة العالم علمتني إني أكون قاسية لكن مش على القريبين مني يا توحة زي ما وعدتك .
خلصت كلامها و كان نوح بيقفل المقبرة و بيرش ماية عليها ، تمارة شافت شجرة راحت قطفت منها ورق أخضر و حطته على الفتحة الصغيره اللي في قبرها و قالت:-
إرتاحي يا توحة مسيري في يوم هعرف اللي عمل فيكي كدا ، و أنا اللي هاخد حقك
لفت بظهرها و وشها باين عليه الجمود و القسوة و من وراها نوح و كمال باصين عليها بزهول ، بصوا لبعض و رجعوا بصوا عليها تاني بشفقة.