٧

228 11 29
                                    

مر شهر على تواجدها بمنزل عمها عدنان والذي هو وزوجته لم يتركوا فرصه إلا وأشعروها بعدم رغبتهم في مكوثها معهم، كانوا يستثقلونها ويستثقلون لقمتها، كانوا يذموها ويذموا أباها وأمها كلما سنحت لهم الفرصه، لم تسلم من لسان أي واحد منهم سواء عمها أو زوجته، كانت تشعر بالذل والمهانه كل يوم وكل لحظه، كانت تتمنى الموت ولكنها لا تجده، لولا تأكدها أنها لو أنتحرت لن تقابل أبويها لفعلتها، ولكن تعلم جيداً إنها بإنتحارها ستموت كافره وأهلها بمكانه الشهداء، كانت تتمرد على أباها الآن تتمنى فقط لو تسمع صوته أو تراه بمنامها، هذا أقصى أحلامها

كانت في المطبخ تغسل الأطباق حين سمعت صوت جرس الباب ثم صوت رجال، لم تهتم لكونها توقعتهم أصدقاء عمها أو محتمل إبنهم يعقوب زوج شاهندا فهو يأتي هنا دوماً ولكنه يأتي بدون عائلته تجنباً للخلافات التي تحدث بين زوجته وأمه وتنتهي بأن يلقن زوجته علقه موت وينقلب اليوم غم على الجميع

تنهدت وهي تمسح يديها في جلبابها وتضع براد الشاي على النار وتحضر الأكواب وتجهزها، أنتبهت للصوت خلفها لتلتفت وتفتح عينيها بصدمه وذهول

سماح بصدمه وإبتسامه خافته:
ررررعد، هذا أنت حقاً، متى أتيت، كيف حالك وكيف حال عمي وزوجة عمي وبقيه إخوانك

رعد وهو ينظر لها بتمعن وتفحص للحال الذي وصلت له وبهمس:
بخير كلهم بخير، كيف حالكي أنتي

سماح تبتسم بخفوت وتومأ:
الحمدلله، لم أكن أعلم أنك لا تزال لم تقطع علاقتك بعمي عدنان كالبقيه

رعد بهمس هادئ:
ليس بيننا وبينه ما يجعلنا نقطع العلاقات، نحن أرض محايده أنسيتي

تومأ سماح مبتسمه بهدوء وتنظر بتشتت:
نعم نعم صحيح نسيت أحم كيف هي أمك

رعد بهمس:
عند أخوالي تزورهم فهذه الأيام ذكرى وفاة جدي

تومأ سماح:
تعيش وتفتكر

رعد يتنفس بعمق:
لما هنا ياسماح، ماذا حدث مع ناصر

سماح تبتلع وتنظر حولها بتشتت:
ل لم يحدث شئ، ل لم نتفق وأنفصلنا فقط، هذا كل ما حدث

رعد يتنهد:
عمي عدنان لا يطيق وجودك هنا

سماح تعض شفتيها بقهر وتنظر للأسفل بخيبه وبهمس:
لا ملجأ آخر لي، ليس لدي مأوى يأويني سوي هنا، حتي أنني أحاول التقليل من تناولي للطعام وتقليل ساعات نومي كي لا أؤثر عليهم "تنظر له بأعين دامعه" إن أراد أن أعمل فأنا مستعده أن أخرج وأعمل بأي شئ حتى لو خادمه بالبيوت وأدفع له ثمن إقامتي معه

رعد ينظر لها بشفقه:
لا يقبل، لم يقبل أي أموال مقابل بقائك، يريدك أن ترحلي فقط

سماح تنظر له ودموعها تهبط وبهمس:
وأين أذهب

العذاب رجلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن