علم الجميع بهروب سماح ولكن لم يعلم أحد من هربها وكيف هربت وأتجهت أصابع الأتهام نحو سامي زوج عفاف ولكن لم يستطيعوا إثبات شئ أو حتى سؤاله حتى لايفضحوا أنفسهم لو لم يكن يعرف، كما أكد لهم الحسين أنه دوماً يمر عليه ويسهران ويتسامران سوياً وهو ما لم يكن يحدث أبداً ولكن يبدوا أن الحسين قد فاق جزء من ضميره وأراد مساعده إبنة عمه حتى ولو فقط بالكذب
لم يترك ناصر وعاصم مكان لم يبحثوا فيه عن سماح كونها بهذا جلبت لهم العار ويجب قتلها ولكن لم يعثروا على أثر لها أبداً ولكي يحافظوا على ماء وجوههم ولا يلحقوا العار بهم مدى الحياه أذاعوا كونها ماتت في حادث سير وأغلقوا قصتها وسيرتها حتى بينهم
لم يكن هناك وسيله لتواصل الفتيات مع سماح أبداً كي لا يشك بهم أحد وبهذا أنقطعت كل أواصل الصله بين سماح ومصر ومن فيها تماماً
بعد مرور عشرة أعوام
كانت تسير في الطريق وهي تلهث ويديها محمله بأكياس التسوق، دلفت للمنزل ووضعت الأكياس أرضاً وتوجهت لغرفتها لتبدل ثيابها، خرجت وتوجهت للمطبخ لتجده مقلوباً رأساً على عقب لتزفر بضيق وتتخصر
ناهد بضيق وهمس:
ياربي أولن يصبح آدمي أبداً، هل كل يوم سأعاني من هذا الغضب أووووفتشمر ساعديها وتبدأ بترتيب المطبخ وهي تطلق بعبارات التذمر والضيق، أنتهت لتبدأ بتحضير طعام الغداء ليرن جرس الباب، تترك ما بيدها وتتوجه نحو باب المنزل لتفتحه وتنظر بجمود للواقف أمامها بطوله وجسده ولكن لم يعد بنفس جبروته، تنهدت وتحركت بعيداً عن الباب ليدلف وهو ينظر لها بأمل أن تتحدث معه ولكنها كانت تركز نظرها للأسفل وهي تنتظره يدخل لتغلق الباب، تنهد وتحرك صاعداً للطابق الثاني حيث صديق عمره يقبع هناك بغرفته بينما هي أغلقت الباب وتوجهت للمطبخ من جديد تكمل عملها
فتح باب الغرفه بعد أن طرقها ليدخل رأسه وهو ينظر لذاك الجالس أمام النافذه ويدخن بشراهه، تقدم منه بعد أن أغلق الباب وجلس على الفراش المجاور له وهو ينظر له
ناصر بهدوء:
كيف حالك يا رعدينظر له رعد ببرود ليعود بنظره للنافذه بصمت، تنهد ناصر بضيق وهو ينظر حوله لتلك الغرفه التي تحولت لزريبه كونه لا يسمح لأحد بالدخول وتنظيفها، مسح على وجهه ونظر له من جديد
ناصر بهمس:
هل أحم هل ذهبت للطبيب مره أخريرعد أخيراً بعد صمت طويل وبسخريه:
لماناصر يتنهد:
رعد يجب أن تذهب للطبيب حالتك تسوء يوم بعد يوم ألا تنظر لحالك يارجل أصبحت هيكل عظمي
أنت تقرأ
العذاب رجل
General Fictionإن لم تستطع ترك أثراً جميلاً في القلوب فلا تترك فيها ألماً لا ينسى