إنتقام

879 18 31
                                    

بداخل إحدى حواري القاهره حيث الطريق الضيق والمنازل المتراصه بجوار بعضها البعض والباعه المنتشرون على جدران المنازل بالتوالي، هذا يبيع حلويات للأطفال وتلك تبيع خضره وذاك يبيع ألعاب بسيطه وهكذا، وبالطبع الصخب الذي يملأ الأرجاء من أصوات الباعه لأصوات الأطفال التي تلهو في الطرقات لأصوات الأشخاص الصادره من المنازل وكأنهم في الشوارع، حياه تقليديه أعتاد عليها أهل تلك المناطق، أعتبروها جزء لا يتجزء من حياتهم

كانت تقف خلف أخشاب نافذتها شارده في مصيرها الذي يقررونه أهلها لها دون رغبتها، وحين أعترضت تم ضربها وتوبيخها وسحلها وذلك فقط لأنها قالت لا أريده، كمّ الظلم والقهر الذي رأته في تلك الأيام لا يقارن بأي ظلم في العالم أبداً، كلهم تجمعوا عليها، أباها بالطبع في المقدمه فحبيب قلبه عريس الغفله، وأخاها الذي مجرد أخبرها أنه أفضل شخص لها، أما أمها فهي الوحيده التي وقفت بصفها فتلقت هي الأخرى إهانات وسباب لأول مره في حياتها تسمعه من أقرب الناس إليها فقررت الإستسلام فعلى حد قولها "سيفعلوا ما يريدون لذا أفضل لكي أن توافقي حتى علئ الأقل يكون الأمر برضاكي عوضاً عن كونه جبراً فلا تشعرين بإهانه شديده" نعم هذا أصبح تفكير أمي للأسف بعد ما فعلوه معها

أفاقت على فتح باب الغرفه لتظهر حبيبتها ورفيقتها وأختها التي لم تلدها أمها بل ولدتها خالتها "ناهد" إبنة خالتها وعمها بنفس الوقت نعم فأمها وخالتها متزوجتان من إثنين إخوه وهم بالمناسبه أبناء عمومتهن أيضاً

دلفت ناهد ونظرات الأسى والحزن على حالها ظاهره جلياً على وجهها الأبيض المنمش، تنفست بعمق حين رأت حالتها ودلفت وأغلقت الباب خلفها لتقترب منها بهدوء كعادتها وتجلس بجوارها وتحتضنها مواسيه لها

ناهد بهمس مواسي:
حبيبتي سموحه هل يصح هذا، هل ستظلين جالسه هكذا وأنتي تعلمين جيداً أنه إذا محمد أو عمي صعدوا إلى هنا ووجدوكي لم تتجهزي بعد سيضربونكي من جديد، أستعيذي بالشيطان ياقلبي وهيا معي كي نتجهز، الجميع بالأسفل ينتظرون

سماح بهمس:
لا أستطيع یا ناهد ، صدقيني لا أستطيع، كلما أتخيل أنني سأصبح لغيره أشعر أن روحي تسحب مني، مختنقه والله

ناهد تتنهد بهدوء:
هوني عليكي ياقلبي حكم القوي ما الذي بيدنا لنفعله، ليس أمامنا سوى أن نرضخ للأمر الواقع ونخرج بأقل الخسائر، الله موجود يا موحه وقادر علي كل شئ، هيا حبيبتي كي أساعدكي لترتدي ثيابكي هيا

تقف معها بخنوع وضعف لتتوجها نحو الخزانة وتخرج لها ناهد فستان أحمر ناري فيزون عاري الكتفين لتخرجه من جرابه الذي أبتاعوه به أو بمعنى آخر أبتاعه لها العريس به لتبدأ بالتبديل لها بهدوء حتي ينتهيا وترتب لها شعرها البنى الذي يصل حتى نهايه ظهرها وتضع لها بعض المكياج ليخفي قليلاً من حزنها وشحوب وجهها، ينتهيا لترتدي حذاء ذو كعب مرتفع أحمر ويهبطا سوياً للطابق الأرضي حيث يوجد بعض من النساء من العائله يجلسون وقد تم تشغيل الموسيقي بصوت منخفض قليلاً، تهبط وتتوجه نحو الأريكه بمنتصف الصاله لتجلس عليها دون أن تصافح أحد من الجالسات واللاتي نظروا لها بعدم رضا ولكن بالنهايه عذروها فالجميع أصبح يعلم بقصتها، أقتربت والدتها منها لتهمس لها ولناهد بضيق

العذاب رجلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن