فستان ابيض...

3.6K 289 77
                                    

تتنهد بصوت انثوي مكتوم.. البحر امامها بأمواجه الهادئة المتلاطمة تداعب الشاطئ الرملي الأبيض..يحتويها تماما و تكاد تذوب و تذوي بذاك الاحتواء اللذيذ.. تتكئ بظهرها على صدره و تحيطها ذراعيه بشكل لطيف.. يهمس لها بصوته الاجش بكلمات تضحك لها تاره و تارة أخرى تحبس انفاسها تأثرا ... برقة شديدة تشعر بدغدغة الماء العذب تدغدغ قدميها .. ثوبها الأبيض كان طويلا بفتحات جانبية طويلة تصل إلى أعلى خصرها.. فتشعر بيده تداعب ظاهر ساقيها و باطن قدمها برقة شديدة فتتنهد مجددا.. ليعود و يبعد شعرها عن عنقها و يلثمه بعمق.. ترفع يدها فترى خاتما ذهبيا جميلا به حجر فيروز كبير يزين اصبعها الاوسط بيدها اليسار.. تنبهر به وبجماله فتستدير بوجهها إليه تبحث عن وجهه.. فترى وجها آخر غير وجه مصطفى.. وجه رعد

فزعت من منامها تضع يدها على صدرها .. خفقات قلبها صمت أذنيها.. و ارتعاشة كفيها كانت واضحة .. احتضنت وجهها بكفيها متنهدة .. تشعر بقبلاته حية.. وبلمساته حاره لاسعه.. هل كان مناما حقا؟.. التفت برعب حولها تنظر في أرجاء غرفتها الواسعه المظلمة نوعا ما بسبب الستائر القاتمة الثقيلة. تبحث عنه أو عن خياله.. فما رأته كان ملموسا لدرجة كبيرة.. حتى انفاسه شعرت بها...نهضت وهي تلملم شعرها و تضعه على جانب واحد.. تجذب رداء نومها لترتديه.. و فكرها سارح بذاك المنام الذي شعرته لوهلة واقعا يكاد يكون حقيقيا..ثم نهضت   مستغفرة  و قد نوت  إخراج صدقة عن مصطفى الذي زارها لاول مرة منذ فرة طويلة في المنام..

بعد وقت..

تنزل ببطء على درجات السلم متصفحه هاتفها.. فترى عدة مكالمات فائته من والدتها رغم ان  الوقت لا يزال مبكرا.. فالساعة الآن لم تتجاوز التاسعة صباحا .. تجاهلت الأمر وهي تكمل خطواتها نحو المطبخ.. ترى أمامها ضوضاء و همه في حركة الخادمات و ام اسعد تسير خلفهن بتوجيهات متعددة بلغة عربية من المفترض ان تكون   فصحى.... ألقت التحية عليهن بأبتسامة وتكمل سيرها نحو  المطبخ.. تحتاج الى قهوة اسبريسو تحسن مزاجها .. دخلت الى المطبخ لترى قمراء جالسة أمامها كوب صغير على مايبدو يحتوي ايضا على الاسبريسو.. سارحه بشكل كئيب.. فاقتربت منها سمر باسمة هامسة بهدوء..

-الحلو سرحان..صباح الخير قالتها باسمه مسترخية في وقفتها تنتظر قهوتها

فترفع  قمراء انظارها اليها تتأملها لبعض الوقت فترى بها  انتعاشا لطيفا  .. تبدو مرتاحه اكثر  تفوح منها رائحة عطر صيفي رقيق وقد ارتدت فستان بيتي قصير

اجابتها بهدوء وعادت بانظارها لكوبها بقهوته الداكنة

-صباح الانوار.. شعجب من وكت گاعدة

سحبت سمر نفسا عميقا و تجلس امامها مسترخية بعد ان جلبت كوب قهوتها هي الاخرى وما ان استقرت في مكانها حتى ردت بهدوء مماثل يتخلله الابتسام..

-نومي كولش تعبان قمراء .. هسه يجوز فد ساعتين ثلاثه انعس

صمتت قمراء فهي ايضا كان نومها مضطرب.. متعبه ومرهقه و تشعر انها مستنزفة فامتدت يد سمر تحتض كفيها وهي تقول بعذوبة مواسية وقد قرأت ملامح قمراء الغائمه السارحة

حَيثُ كُنّاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن