غياب

4.2K 293 82
                                    

عاد وهو بالكاد يكبت غضبه..فازدادت ملامحه تعكرا و تغيرت عينيه لتلك الافكار التي تدور في عقله الآن.. مُتعبه هي كثيرا.. بعنادها و استفزازها...ليست كما يتمنى بتلك الاخلاق المتكبرة... لا يعلم كيف يتعايش معها وهو رجل شرقي بقوة لا يعجبه الحال المائل ولاتعجبه الانثى سليطة اللسان التي ترد الكلمة بعشر.. وليكن صادقا هذه أكثر صفة يمقتها في النساء..و ما رآه الى الان من ابنة عمه لا يبشر بخير..ناهيك عن كلام والدته الذي جعله في احيانا كثيرة يتريث ولا يقدم على خطوة الارتباط بها بجدية. حتى حدثه والده يوما بعد نقاش طويل بأنه هو الرجل وان كان لها لسان سليط فليهذبه لها.. لا لوم ولا عتب عليه.. و سرح فكره بشرطها المضحك الذي يخص الزواج.. كأنها علمت بطلب والدته ليلة أمس؟ فابتسم ساخرا ليصله صوت يوسف الساخر بهمس بينما يضع يده على صدره يحي احد الرجال أمامه وقد عاد رعد وجلس بجانبه بملامح وجهه المعقودة..

-ها..نگول مبروك

التفت اليه رعد يرمقه بنظرة حادة خاصة بينهما..ليغرق يوسف بضحك مكتوم.. ليعود للهمس بتساؤل متسلي

-ريحة عطر نسائي فايحة منك... شسويت بها لخمس دقايق..وين رحت؟.. فرمقه رعد بنظرة حارقة ثم و بحسن نيه صدق يوسف فصار يشم سترته من دون أن يجلب النظر.... فيخلعها للاحتياط رغم وجود رائحه خفيفة جدا و يقلبها بحيث يكون ظاهر السترة الى الداخل متخلي عن اناقته خوفا من ان يكون فعلا عطرها الأنثوي القوي قد التصق في ملابسه..تلك المتمردة السمراء

-لك **** ثبتت عليك الشغلة ...جنت يم ال فقاطعه رعد بنظرة زاجرة جلبت الابتسامة الكبيرة لوجه يوسف الذي حاول اخفاء ضحكته بقوة..ثم يميل هامسا بشيئا ما متهكم فيرد رعد بنبرة هامسة محذرة

-جوز حالي يوسف لان مشتعل شعل احس روحي تورطت.... فابتسم يوسف ثم مال قائلا بهمس محفز
- گدها و گدود...شنو تستعصي عليك مرة!..ما اعلمك رعد...فيومىء رعد على مضض و يشتد جذعه مرة اخرىناظرا امامه بحزم و قوة .. ثم سرعان ما بدأت مراسم المشية التي تولاها رعد بعد أخذ رخصة كبار المجلس.. فعلا صوته مجلجلا بثبات واضح منتقيا كلمات ارتجاليه اثارت الفخر في نفس والده..فقد طلب ابنة عمه بكل التمني.

بعد وقت

تحلق فوق غيمة.. وضباب كثيف يحجب الرؤية عنها..لا تعرف لها ارضا من سماء.. غهذا كان شعورها واحساسها ببساطة فور نطقها بالموافقة.. رغم سماعها الزغاريد التي انطلقت متعالية تلحقها التبريكات و الاحضان التي تلقتها ممكن يحطن بها خاصة والدتها التي لم تستطع كتمان دموعها اكثر..الا انها شعرت بنفسها تائهه كأنها في غير موضعها..فأحتضنت والدتها ترتجي الامان و شعرت انها تخلصت شيئا فشيئا من توترها..وتنقلت بعدها بين الاحضان.. حضن جدتها الدافىء و خالاتها ثم قمراء التي استقبلتها باسمة بعيون دامعة.. حتى جاؤوها بورقة عقد القران لترى توقيعه المميز واضح لافت... مثل شخصه الناضج... و بارتعاش لم تعهده بنفسها امسكت القلم وقد تغيرت رؤيتها بسبب دموعها لترسم بيدها المرتعشة توقيعها بجانبه.. فتعالت الزغاريد مرة اخرى بحماس ازعجها..

حَيثُ كُنّاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن