الشتاء البائس ❄️

635 36 4
                                    

❄️ في الشتاء من كل سنه ، تمر عليها تلك الفتره المزعجه ، يصبها الاكتئاب ، تتذكر الماضي عندما كان والداها يأخذانها الى التنزه والمشي فوق الثلوج المتساقطه ، تتذكر كيف كانا سعيدين بها ، لكن كل تلك الذكريات السعيده تختفي عندما تصل ذكرياتها عندما رموها امام منزل عمها في تلك الليله البارده ، رموها بدون اي ذره عطف او رحمه ، جلست تنتظر ان يرحمها عمها ويفتح لها باب المنزل الذي هو جحيم بالنسبه لها ، وفي كل سنه احاول الترفيه عنها ، احاول جعلها تنسى كل تلك الاحزان وان تعيش حياتها بسعاده ، وفي ذات مره ذهبت الى شقتها وطرقت الباب ، فتحت لي باب الشقه وعلامات البكاء كانت ظاهره على وجهها ، سألتها
هارو : هل كنتي تبكين ؟!
هانا ( تحاول اخفاء دموعها ) : لا
هارو : هانا !! ارفعي رأسك ( يرفع رأسها )
هانا ( تبكي ) : هارو انت تعلم ، انا اكررهم ، اكررهم لماذا تركوني هكذا ، لماذا رموني كالكلاب امام منزل ذلك الشخص البغيض ، لماذا لم يسألو عني طوال هذه الفتره ، هل انا حقا عبئ عليهم !؟
هارو : لست كذلك ، لو كنتي عبئاً عليهم لما كانو سعيدين بكِ طوال ذلك الوقت ، يكفي الان كفي عن تذكر تلك الاشياء الحزينه
هانا : لكن....
هارو ( يقاطع كلامها): هيا بنا اريد ان اخذك الى مكان ما
هانا( تمسح دموعها ) : الى اين !؟
هارو : مكان ما ، اذهبي وغيري ملابسك بسرعه ، انا سأنتظرك خارجا

هارو : في ذلك الوقت كانت بدايه الشتاء ، البحيرات تجمدت مؤخراً ، والثلج بدأ يتساقط في هذه الايام ، اخذتها الى احدى البحيرات للتزلج ، هي تحب منظرها وهي متجمده كثيرا ، لكنها لا تعرف كيف تتزلج ، على الرغم من عدد مراتي الكثيره في تعليمها لكنها لم تجيد التزلج حتى الان ، عندما وصلنا امام البحيره انصدمت بالبدايه ، بعدها مباشره بدأ ترفض الدخول الى البركه ، ترفض وبكل مالديها من عناد ان تطيعني ، لكني اصريت عليها وسحبتها معي ، اجلستها على المقعط وبدأت بتغيير احذيتها ولكنها مازالت ترفض ذلك ، ارتديت احذيتي انا ايضا ووقفت ومددت يدي لها وانا اقول : هيا لنتزلج ، اجابتني هي وبوجه لطيف : هارو لا استطيع ، سحرتني تلك النظره البريئه ، نظره القطه الصغيره اللطيفه ذات الاعين الساحره ، حاولت امساك ابتسامتي قدر المستطاع وسحبتها من يدها ودخلنا الى البركه ، كالعاده تتمسك بالحواجز لكي لا تسقط ، عندها بدأت باغاضتها ، كنت اتزلج بسرعه نحوها واخيفها وهي تمسك بالحواجز وتصرخ ابتعد عني ، امسكت بيديها وسحبتها الى منتصف البركه وقلت لها : استعدي لن اساعدك ، نظرت الي نظره الخوف وهي تقول : لا لا ارجوك لا ، بمجرد ان افلت يدها بدأت بالتأرجح حتى وقعت ، ضحكت على منظرها المسكين وهي تعاتبني : انت من جعلتني اسقط ساعدني بسرعه ، اوقفتها مجددا وبسرعه افلتُّ يدها ، بدأت بالتأرجح مره اخرى لكن هذه المره احتضنتني ، احتضنتني بكل قوتها خوفاً من ان تقع ، وقفت في مكاني متصلبا لثواني ، عندما استوعبت الوضع امسكتها وهي تستمر في اعاده كلامها : ارجوك لاتفلتني ارجوك ، ضحك وانا ارد عليها : حسنا لن افلتك ، ابتعدت عني قليلا لتستطيع الوقوف جيدا ، عندها جهلتها تتمسك بقميصي من الخلف وبدأت اتزلج وهي ممسكه بي ، كانت سعيده جدا ، مثل سعاده الاطفال عندما تقدم لهم مايحبون ، السعاده التي نقصتها طول تلك الفتره الكئيبه ، بعد ان انتهينا من التزلج اوصلتها الى منزلها وانا كلي امل ان يوم غد سيكون اجمل .❄️

One day ❄️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن