❄️

919 49 9
                                    

❄️ سرحت بافكاري وانا انتظرها تأتي للمقهى ، تخيلت لحظه اعترافي لها وهل ستقبل بي ام ترفض توقعت كل الخيارات ، لكن قطع خيالاتي صوتها عندما وصلت ، رفعت رأسي من على الطاوله مبتسماً ارحب بها ، لكن تغريت ملامح وجهي عندما رأيت وجهها الاصفر ، بدت عليها علامات التعب الشديد ، وضعت حقيبتها بثاقل وجلست وهي تضع يدها على بطنها ، سألتها
هارو : هل انتي بخير ؟
هانا : نعم نعم
هارو : لا تكذبي ، وجهك يفضحك بالفعل
هانا ( تتنهد ) : حسنا ، هنالك الم في بجانب معدتي يؤلمني ، لكنه سيذهب
هارو : منذ متى يؤلمك ؟
هانا : منذ ايام ، لا تقلق سيذهب بعذ قليل
هارو : الا تريدين الذهاب الى الطبيب
هانا : لا لا تقلق
لم اشعر بالارتياح من كلامها ، طوال جلستنا كانت تتنفس بصعوبه ، تتألم وتضغط على مكان الالم كثيرا ، حتى قهوتها لم تستطع شربها جيدا ، نهضت من مكانها وهي تتألم ، اعتذرت عن الجلوس لمده اطول وحملت حقيبتها بتثاقل وسارت الى باب الخروج ، كانت تمشي بخطوات ثقيله وعيناي لم تستطع الابتعاد عنها من قلقي، عندما حاولت فتح الباب صرخت فجأه وانحنت وهي تتألم ، ذهبت اليها اجري فزعاً لما حصل ، بدأت اصرخ : هانا هانا هل تتألمين ؟ دعينا نذهب الى الطبيب قفي دعينا نذهب ، لكنها لم تستطع رفع ظهرها من الالم حملتها فوراً وبدأت اجري بها الى اقرب مستشفى ، كانت بين يدي مثل الطفل الصغير المتألم ، تتلوى على نفسها وتتألم وانا اوبخها : كان يجب عليك الذهاب مبكراً ، لماذا انتظرتي حتى اشتد الالم ، انت عنيده جداً ايتها الحمقاء ، ما ان وصلنا ووضعتها على السرير بدأت تتلوى على نفسها من شده الالم ، جاء الطبيب وفحصها وجاء ليخبري بالنتائج ، عندها قال لي : انه الزائده الدوديه ، يجب علينا اجراء عمليه واستئصالها باسرع وقت ممكن، اعطيناها بعض المسكنات ليهدأ الالم قليلا لكن هذا لن يدوم طويلا ، ارجوك قرر باسرع وقت ، بمجرد ان قال كلمه عمليه انقلب وجه هانا فوراً واصيبت بالذعر ، عندما ذهب الطبيب جلست على الكرسي بجانب سريرها وقلت لها :سمعتي صحيح ؟ ، يجب عليك اجراء هذه العمله ، بدأت تبكي فوراً وهي تقول لا اريد ، بدأت اخبرها : يجب عليك فعل هذه العمليه وبسرعه ، حاولت النهوض من مكانها لكنها لم تستطع فالالم يزداد كلما تحترك اكثر ، مدت يدهها المرتجفه الي وكانها ستغرق وتريد مني انقاذها ، امسكت بيدها فوراً ، احتضنت يدي وهي تبكي وتنظر الي نظرات الترجي : ارجوك هارو لا اريد ، دعنا نذهب لمشفى اخر ، ارجوك ، لم استطع رفض تلك العينين الراجيتين ووافقت ، ذهبت ووقعت على اوراق الخروج بمسؤوليه وحملتها مره اخرى لاذهب بها الى مشفى اخر ، بينما كنت امشي بها كنت اهددها : اذا ذهبنا الى طبيب اخر وقرر لك العمليه سؤوافق وستجرينها مهما كلف الامر ، طأطأت رأسها على كتفي وشدت يديها حول عنقي الذي تتشبث به وكأنها ترفض الامر ، وصلنا الى المشفى الاخر وجاء الطبيب وفحصها ، وذهبت معه الى مكتبه ليخبرني عن هانا ، عندها تحدث : انه التهاب في الزائده ، ليس بالشيء الكبير سنعطيها حقنه وبعض الادويه وستتحسن ، لكنه برر كلامه عندما رأى وجهي المنصدم وقال : انها حاله بسيطه ليست بتلك الخطوره لا تقلق ، اجبته : لكن طبيب اخر اخبرني انها حاله مستعجله ويجب اجراء العمليه فورا ، صدم عندها وقال : ماهذا الطبيب الذي لا يعرف كيف يفرق بين الالتهاب ومرحله العمليه ؟ اما انه طبيب احمق او انه حاول خداعكم لأخذ المال فقط ، انها ليست بتلك الخطوره لا تقلق ، فرحت كثيرا على هذا الخبر السار وذهبت الى غرفه هانا اجري ، عندما اقتربت خطرت في بالي فكره خداعها ، جعلت وجهي يبدو كئيبا ومشيت بخطوات ثقيله ، ودخلت ، كانت تنظر الي بتلهف تريد سماع ماقال الطبيب عنها، قطبت حاجباي وقلت بصوت متأسف : انه نفس الشيء ، تجمعت الدموع في عينيها وبدأت تصارع نفسها لتوقف البكاء ، حزنت عليها وقررت ايقاف خدعتي ، جلست على طرف السرير وضربت جبينها وقلت : ايتها الحمقاء ، اانه نفس الشيء في الزائده الدوديه ، لكن لا تحتاجين للقيام بعمليه ، لم تصدق ماسمعته لثواني ثم عادت تبكي مجدداً لكن هذه المره كانت دموع الفرح ، مسحت دموعها بابهامي ورفعت رأسها الي ليصبح نظرنا متوازيين ، جلست اتأملها لثواني وهي بتلك العينان المليئتان بالدموع والوجنتان الحمراوتان من البكاء ، احست هي بالغرابه وابعدت يدي عن وجهها ، استوعبت في تلك اللحظه ماكنت افعل وبدأت ابرر الموقف ، وقلت : هنالك شيء في جبينك بدا وكأنه جرح صغير ، لكن اتضح انها شامه صغيره ، جائت الممرضه واعطتها مايلزم من ادويه وخرجت ، عندما تأخر الوقت كنت جالساً على الاريكه العب بهاتفي بينما هي تنظر الى الفراغ وتتملل ، عندها التفت لي
هانا : هارو
هارو : ماذا ؟
هانا : متى سأخرج ؟
هارو : غداً
هانا : اااه الوقت يمر ببطء شديد
هارو : ماذا تريدين ان تفعلي ليذهب هذا الملل
هانا ( تتنهد ) : انا ليست لدي القوه حتى لاحرك اصبعي ، انت افعل شيئا مسلي
هارو : امممم شيء مسلي ، لا اعرف ، هل تريدين قصه ماقبل النوم ؟
هانا : هل تعرف ؟
هارو : بالطبع ، هل تريدين ان احكي لك قصه الاميره الصغيره ، ام الاميره والوحش
هانا ( ترمقه بنظره ): حتى قصصك سخيفه مثلك ، حسنا لا بأس بالاميره والوحش
هارو ( يضرب رأسها ) : انت من اراد قصه ماقبل النوم ، الان اسمعي جيداً
بدأت احكي لها القصه ، ومثل الاطفال بالضبط بدأت عيناها بالذبول وغطت في نوم عميق بمجرد بدايه القصه ، عدلت لها وسادتها لتنام بشكل مريح ، لكن بتلك اللحظه عيناي توقفت عند منظر وجهها البريء وهي نائمه ، انا ادمنت حقاً التأمل في هذا الوجه وبمجيع حالاته ، لكن وهي نائمه برائه وجهها تتفاقم اكثر من اي وقت ، جلست على الكرسي بجانبها ولعبت بشعرها وانا اتأمل وجهها حتى غفت عيناي ، في الصباح الباكر استيقظت على اهتزاز السرير ، رفعت رأسي من على السرير ونظرت الى من يحركه ، كانت هانا هي من تحركه ، فرحت عندما رأيتها تستطيع النهوض وتتحرك جيدا ، اجبتها : هل تحسين الالم ؟ اجابتني وبابتسامه مشرقه : يكاد يختفي ، استطيع التحرك براحه الان ، سعدت كثيراً وذهبت مسرعاً لاوقع على اوراق خروجها ، خرجنا من المشفى مباشره وذهبت بها الى مطعمها المفضل لتتناول الطعام الشهي بدلا من طعام المشفى الذي ليس له طعم اصلا ، كانت اسعد شخص في تلك اللحظه وبدأت تتحدث الي بكل سعاده وكان شيئاً لم يحصل لها ، عادت هانا اللطيفه النشيطه كما عهدتها ، انهينا طعامنا واوصلتها الى منزلها، ونحن واقفان امام باب شقتها واودعها ، فاجئتني هذه الحمقاء بحضن سريع وهي تقول : شكرا لك على شيء ، واسفه على ماحدث ، ودخلت مسرعه الى شقتها ، بينما انا وقفت بمكاني ولم استطع التحرك ، خرجت مني ابتسامه لم استطع امساكها ، اذاً حتى هذه الطفله الصغيره تستطيع الان ان تلعب بمشاعري كما تشاء ، عدت الى منزلي واستلقيت على سريري لاخذ قسطا من الراحه وتفكيري كله ينصب حول تذكر حضنها السريع لي ، اصبح هذا الحضن اشبه بالامنيه التي اتمنى اعادتها مره اخرى ❄️

One day ❄️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن