{ ﷽ }
﴿ قُلۡ إعۧمَلْوۡاۧ فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولَهُ وَالمُؤمِنونَ ﴾
السَلامُ عَلَيكُم وَّرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه ....
بِسمِ اللهِ الرحمَنِ الرَحيمِ أبتَدِأ وبِاْسمهِ أختِم ...
ثُمَ الصَلاةُ والسَلام عَلَى خَيرِ الأنَامِ ، مُحَمَدٍ وآلِهِ الأطهار ....
﴿ وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا
نَّصِيرًا ﴾ ......
أمّاْ بَعدُ ، فَنَظراً لِهَذاْ الزَمانِ ، وَّ رَنَاً لِهَؤلاءِ الَأناْمِ اللآئي إذاْ تَأمَلناهُم شَعَرُنا بِشَفَقَةٍ عَلَيهِمْ ، ومِن مَاْ هُمْ بِهِ غاوون ، وطَبعاً مُعظَمُهم لا جَميعُهم ....
قَدْ دَعَتنيِ الحَاْجَةُ
_ في دَهرٍ أصبَحَ الإنحِرَافُ فيهِ مَصيرُ كُلِ فَردٍ حَيٍ على هَذهِ الأرضِ التي لاْ لِلعلمِ ، ولا الثقافَةِ أو الآداب ، أو حَتى الإسلامُ الَذي يُدَّعىْ أنهُ دينُ أفرادها ، إسم في قاموسِها _
لِتَألِيفِ هَذاْ الكِتاْبِ الَذيِ أكنَيتُهُ :
(( بِدَاْيَةَ المَطاْفِ )) وَّالَذيِ يَحتَويِ عَلى مَجموعَةِ مِن خِيرةِ المَواضِيعِ الهادِفة وَّبَعضٌ مِما نَظَمتُ مُسبَقاً مِن شِعر وَّنَثرٍ وَّمَاْ إلى ذَلِكَ ، وأيضاً رواية تتحدثُ عن أروعِ القيمِ والأخلاقِ ، إنها روايةٌ ذاتُ هَدفٍ إجتماعيٍ ، ودينيٍ وأخلاقيٍ ، ومنافعُ وغاياتٍ ساميةٍ ....
إنتَهَجتُ في كِتابَةِ هَذِه الرِواية ، كُل القِيَم والمبادِئ الإسلامية والأخلاقِية الَتي ينُصُ عَليها دينُنا الحنيف ، وثُمَ أجمَل ما فِي الرِواية أنَها واقعِية تمَاماً ، حدَثَت في مَكانٍ ما مِن بُقاعِ أرضِ اللهِ الواسِعِةِ ، حَاولتُ قَدرَ الإمكان الإبتعاد عَن الخيال المبالَغ فيه أثناء سَرد الأحداثِ ...
- هادِفةً بِهذا الجُهدِ المُتواضِعِ إلی إعادةِ الأمجادِ العَرَبيَةِ التي تَحرَّفَت وبَاتَت علی وَشكِ أنْ تُمحی على أيديّ الغُزاةِ ، الَذينَ كانَ مُبتَغاهُم تَغيير ، وتَحريفُ ألٱصُول والعَاداتِ ، وذاكَ الحُب الفِطري للإلهـ ، وعِشقِ البَحثِ والإستِكشافِ ، واللُغَةِ الأمِّ للِعَرَبِ ، ولَكِن هيهات ، لا للغُزاةِ ولا لِسَلاطِنةِ العصورِ القُدرَةُ على تَحرِيفِ لُغَةِ اللَّهِ ...
نعم سَتَضَلُ شاخِصةً على مَرِّئَىْ العُصورِ والأجيالِ ، وسَتَبقى اللُغَةَ التي حَيرَتِ المَلايينَ من عُقولِ كِبارِ البَشَرِ _ ولو إنَّ الكبرِياءَ رِداءَ اللَّهِ ولَكِن كما يَزعُمونَ _ ولِهَذاْ نَرَى اليَومَ بُلداناً عَرَبيَةً بِالكَادِ نَستَطِيعُ فَهمَ بَعضِ الَكلِماتِ مِن حديثِهم رُغمَ أنَهُم عَرَبٌ ؛ وَّ ذَلكَ نَتِجَةً لِلغَزواتِ التي تعَرَضَت لها على أيدي الفُرسِ ، والمَغولِ ،
والغَزواتِ الفَرَنسيةِ التي كانَ هَدَفُهاُ الأولُ والأهمُ تَحريفُ لُغةِ القُرآنِ الكَريمِ إلى ما يشائونَ ....
- وكَذلِك إني أرميِ وفي هَذا العَمَلِ البسيطِ إلي الحدِ مِن ظاهِرَةِ الإنحِرافِ التي غَزَتِ المُجتَمع ، وعلّْيِّ بِهذا أنيرُ ولو مصباحاً واحداً لِيلتَمِس مِنهُ روادُ طَريقِ الرُشدِ والصَلاحِ ....
سابِقاً وقَبلَ آلآفِ السنينَ كُنا نَتَعَرَضُ لِغَزَواتٍ عَلَنيةٍ مِن قِبلِ مُختَلَفِ القبائلِ وكانَ الهَدفُ مِنها إما السُلطَةُ ، أو الثروَةِ ، أما الآن فإنا ومِن حَيثُ لا نَشعُرُ هُنالِكَ مَن يُخطِطُ لِشنِّ هُجومٍ ساحِقٍ وبِالخِفيةِ والسرِّ ، بَل قَد تَمَ الأمرُ وبِالفعِلِ بَدأواْ بِذلكَ ، ونَجَحَت خُطَتُهم وهُم على وَشكِ الإنتِهاءِ مِن تَحقيقِ غاياتهم للأسَفِ والأسَفِ الشَديدِ نَحن غافِلونَ عَن كُلِ ما يدورُ ....
إنَهُم يسعَونَ إلى الخَرابِ والفَسادِ ، ويستهدفوننا نَحنُ مُتَبِعي المَذهَب الجَعفَري بِالذاتِ ، هم يُريدونَ مَحوَّ الإسلامِ ، وذلك مِن خِلالِ فيروساتٍ مُدمِرةٍ ، وأفكارٍ مُندَسَةٍ سيأتي الحَديثُ عنها لاحِقاً .....
﴿ ﷽ ﴾
{ يُريدونَ أنْ يُطفِئواْ نُورَ اللهِۖ واللهُ مُتِمُ نورَهُۖ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ } ....
كما وأنَّ مُبتَغايَ هو إحياءُ الإسلامِ مِن جديدٍ ، بَلي في ودّيِ ذَلك حقاً ، فَإني أسعَى لإثباتِ أمرٍ واحدٍ باتَ ليَّ الأهَم ( ألا وهوَ تِبيان أنَّ كُلَ ما نَصَ عَلَيهِ القُرآن الكريم _ الذي بِمثلهِ عَجزَ العَرَبُ والعَجَمُ عَنِ الإتيانِ _ ، والنَبي الصادِق الإمِين ، وسائِر الإئمةِ المُنتَجَبين ، أيّ أنَهُ كُل ما شَرعَهُ جَلَ جَلالهُ وأوجَبهُ علينا ومَنَع وحلَل ؛ يدور حول محورِ ( مَصلَحةِ الإنسانِ ) :اللهم صلى على محمد وآل محمد